الوطن

رعب باريس يضغط لتسوية القضية السورية

إدانة دولية واسعة وتغيرات في اللقاءات الدولية



لم تمض دقائق على مجزرة باريس وقبل أن يتحدث الرئيس الفرنسي الذي يبدو أنه هرب من ملعب ستاد دو فرنس وحينما كان مجتمعا مع المسؤولين الأمنيين في وزارة الداخلية يبحث خلفيات الأحداث كان الرئيس الأمريكي يتحدث للصحافة معربا على دعمه لباريس وتعاونه معها وأنها حليفة للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب دون أن يتعرض لتفاصيل الأحداث.
كان واضح لدى أوباما أن الرعب والمذبحة تجاوزت في أرقام ضحاياها ما تعود عليه الرأي العام الغربي عموما وتوالت ردود الفعل من مختلف العواصم الغربية أولا على غرار بريطانيا وتركيا وألمانيا وغيرها من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، كما جاءت الإدانات من عواصم عربية مختلفة وخاصة القاهرة التي حاولت تقديم نفسها على أنها حليف أساسي بل عرضت خدمة تقديم تعاونها مع باريس وهي نفس الرغبة التي أبدتها موسكو أيضا في التعاون في التحقيقات ولم تختلف إيران على باقي الدول وأدانت العمليات بعد زيارة روحاني قبل أيام إلى باريس.
رسائل الإدانة والتضامن جاءت من كل العواصم تقريبا والمؤسسات الدولية والأممية على غرار مجلس الأمن والأمم المتحدة كما انطلقت مشاورات لتغيير قمة الكبار في تركيا لتناقش مكافحة الإرهاب رغم اعتذار الرئيس الفرنسي عن الحضور مما سيعطي باريس زخما مماثلا للمسيرة التي نظمتها بعد اعتداءات شارلي إيبدو.
وتحرص السلطات الفرنسية على استثمار التضامن الدولي وخاصة أمام المواقف المعلنة وخاصة إعلان حالة الطوارئ وإعلان الرئيس الفرنسي أن الدولة ستكون أكثر قساوة من الماضي مما يعني تجاوزات كثيرة في حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن يكون للأحداث انعكاسات على الملفات الأساسية التي تشغل المجتمع الدولي وعلى رأسها القضية السورية التي تحتضن فيينا المشاورات بين مختلف الدول والأطراف الداعمة سواء للنظام السوري أو قوى المعارضة وخاصة أن الأطراف الدولية الفاعلة قد أصيبت من داعش سواء كانت فرنسا أو روسيا ومن المتوقع أن يحدث اجماع على توقيف الحرب من أجل التفرغ إلى محاربة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وتحاول دولة الكيان الصهيوني الاستفادة من الأحداث الدموية والمتاجرة بدماء الضحايا وتوقيف الانتفاضة والضغط على مختلف الأطراف من أجل استمرار التنكيل بالفلسطينيين مقابل الصمت الدولي المسجل.
كما أن بعض الأنظمة المستبدة في العالم العربي ستحاول الاستفادة واستمرار قبضتها الحديدية على شعوبها بحجة مكافحة الإرهاب.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن