الوطن

سعداني معاد لأرضية عقيدة جبهة التحرير الوطني

في بيان لم تنشره وسائل الإعلام العمومية، لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي تصرح:

 

  • أمين عام الأفلان يخرم الجبهة الداخلية في قضية الصحراء الغربية


خلفت التصريحات الأخيرة التي أطلقها أمين عام الأفلان عمار سعداني حول موقفه الشخصي من قضية الصحراء الغربية، ردود فعل قوية، ستلقي بظلالها هذه المرّة على حلفائه من داخل السلطة وصولا إلى الديبلوماسية الجزائرية التي تعتبر قضية الصحراء الغربية قضية ثابتة ومبدئية في سياستها الخارجية، كما ستكون لها انعكاسات على دول الجوار، بالنظر لكونها جاءت في توقيت حساس وخلفت ردود فعل واسعة أثارت الاستغراب، بالنظر لكونها جاءت مخالفة لعقيدة جبهة التحرير الوطني التي تعتبر من أكثر الأحزاب دعما للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
مرة أخرى يثير عمار سعداني أمين عام الأفلان زوبعة كبيرة يبدو هذه المرة أنها مكلفة كثيرا على جميع المستويات بدءا بحلفائه من داخل السلطة وصولا إلى الدبلوماسية الجزائرية ومواقفها الثابتة والمبدئية إلى الانعكاسات على دول الجيران، كما أن التصريحات كان لها تأثيرات سلبية على الصحراويين وأثارت استغرابهم، خاصة وأنها أتت على لسان الأمين العام لأكبر حزب مؤيد وداعم للقضية الصحراوية، مما ترك بعض الأطراف من داخل الصحراويين للحديث عن مستقبل القضية الصحراوية ومستقبل الموقف الجزائري بعد تصريحات الحزب الذي يصر أن يحكم بالرجال والسياسات.
ورغم أن رد لجنة التضامن الجزائرية مع الشعب الصحراوي لم يتأخر كثيرا حيث نشرت بيانا يوم الأربعاء 11 نوفمبر الجاري، أي يوما بعد التصريحات التي أدلى بها سعداني إلى قناة جزائرية خاصة، وقالت اللجنة في ردها "التصريحات التي أتت في شكل من الضبابية والغرابة وبدون الإفصاح عما هو مقصود قصد تفكيك محتواها"، إلا أنها رأت بأن هذه التصريحات "تجعل السيد سعداني في خط معاد لأرضية عقيدة جبهة التحرير الوطنية التي ساندت ورافقت سبعة عشرة حركة تحرير إفريقية وغير إفريقية من أجل الاستقلال". وأضافت اللجنة أن هذه التصريحات "لا تكفل العدالة للشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل استقلاله وكرامته التي يعترف له بها المجتمع الدولي في إطار تقرير المصير وفرض اختياراته"، واستمرت اللجنة في بيانها وبلهجة غير معتادة إلى أن ما قاله سعداني "لا يشرف صاحبها في شيء، ومسؤولية جبهة التحرير الوطني لا تسمح على الإطلاق بمثل هذه المواقف التي لا تلزم إلا صاحبها وتبقى فردية في تناقض تام مع خيارات مناضلي جبهة التحرير الوطني ودعمها اللا مشروط لنضال الشعب الصحراوي، وذلك ما تعبر عنه في كل مؤتمراتها ولجانها المركزية".
تجدر الإشارة إلى أن لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي تعد من أهم منظمات المجتمع المدني جزائريا ودوليا الداعمة للقضية الصحراوية وتلقى دعما من مختلف الأحزاب والحكومة الجزائرية ومنظمات المجتمع المدني في الجزائر، كما يكون رئيسها الحالي الدكتور سعيد العياشي أحد أعضاء اللجنة المركزية للأفلان مثله مثل كثير من الشخصيات المناضلة في اللجنة، وأكثر ما يثيره موقف سعداني هو إعطاء الانطباع عن عدم وجود اجماع جزائري حول القضية الصحراوية، وخاصة بعد مواقف بعض الأحزاب المنتمية للأممية الاشتراكية التي كانت تخفي موقفها، وسينعكس موقف سعداني على هذه الأحزاب.
إن التصريح جاء في وقت يعتبر الحفاظ على وحدة وانسجام الجبهة الداخلية رهانا استراتيجيا لمختلف القوى الوطنية، وجاء في توقيت غير مناسب إذ تزامن مع تهجم غير مسبوق من العاهل المغربي على الدبلوماسية الجزائرية، ويراهن المخزن دوما على الانقسام الحاصل في تأييد القضية الصحراوية وأنه قضية حكام وليست قضية شعب وقواه السياسية، ولم يتوقع أحد أن يكون موقف الرجل الأول في الحزب بهذا الشكل المخالف كليا إلى المواقف الرسمية والشعبية أيضا وأهم شيء لمناصلي حزب الأفلان.
وقد زاد من التخوف من بدايات تحول الموقف الجزائري عدم تعرض وسائل الإعلام العمومي وخاصة وكالة الأنباء الجزائرية إلى بيان لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي، التي لا يمكن تفسيره ولا إيجاد التأويلات له أمام استمرار الصمت على مستوى الرئاسة لا بخصوص خطاب العاهل المغربي ولا تصريحات سعداني.
ولا ينتظر شيء من قيادات الأفلان بما فيها التأكيد على مواقف الحزب التقليدية من قضية الصحراء الغربية أمام استمرار تماسك الحزب وسيطرة سعداني وداعميه على قراراته الاستشرافية التي تتحول باستمرار إلى مواقف رسمية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة


سليمان شنين

من نفس القسم الوطن