الوطن

من يقف وراء مطلب لقاء الرئيس؟

مجموعة الـ 19 غير المنسجمة تثير التساؤل



أشر بيان 19 شخصية على وجود حراك داخلي في النظام لترتيب المراحل القادمة وواضح أن الأسماء الممضية على طلب مقابلة الرئيس لا تجمعها روابط سياسية ولا تنظيمية مما سهل على المراقبين على استنتاج وجود جهة من داخل النظام تقف وراء هذه المبادرة وأن ليس المطلوب مقابلة الرئيس بقدر ما هو إحراجه في الالتقاء بالجزائريين بعد انحصار من يلتقيه على اليد الواحدة.
سعداني لم يتأخر في اتهام جهة أبعدت من السلطة وهي التي كانت تدعم لويزة حنون من تقف وراء المبادرة في إشارة إلى الفريق توفيق الذي سبب غيابه عن محيط الرئيس إلى حالة من الأمل في إمكانية التغيير بالنظر إلى تعقيد علاقة الرجل بمختلف القوى الوطنية بالبلاد.
إلا أن البعض لا يستبعد تنسيقا مسبقا من جهة تتمتع بقوة الحضور والمعلومة وأنها تسعى ربما لإيجاد خريطة طريق جديدة وأن القائمة اختيرت بعناية بالنظر إلى الامتدادات العلاقاتية وخاصة الدولية للشخصيات التي أمضت على المبادرة وخاصة بعض اللوبيا المؤثرة في المجتمع المدني الضاغط أوروبيا مما رجح قراءة أن الرسالة موجهة للخارج أكثر من الداخل في انتظار خطوات أخرى يمكن أن تتخذ في الأيام القادمة.
بعض الأوساط الحزبية المحسوبة أيضا على السلطة اعتبرت الطلب نوعا من التهييج والتهريج في حين أن المعارضة تحاول استثمار الحدث بما يخدم توجهاتها وربما محاولة استقطاب الموقعين إلى صفها وتوسيع دائرة المحتجين على الرئاسة.
البعض يشير أيضا إلى وجود توتر في العلاقة بين الأطراف الأساسية لمحيط الرئيس وهو ما فسر تهجم سعداني أمس على أويحيى الذي كاله كثيرا من الأوصاف في محاولة لإخراجه من دائرة التعقل فعبارات التهكم كانت واضحة أمس لدرجة دعوته إلى اللجوء إلى المحكمة فيمن سبق بطرح مبادرة لم تيار الموالي للرئيس كما قلل من حجم حزبه أو تقل شخصية أويحيى في هجوم واضح على محاولة إبعاده من المنافسة في الاستحقاقات القادمة.
لا أحد يمكنه الجزم في شبكة التحالفات القائمة الآن داخل دائرة صناع القرار إلا أن الأكيد أن القوى في محيط السلطة أصبحت أكثر قلقا على مستقبل البلد وأن مؤشرات كثيرة توحي بخطورة الوضع، ولعل خطاب العاهل المغربي الذي وصف بالعنيف وغير المسبوق على الجزائر مؤشر على قراءة إقليمية على حالة الهشاشة التي يمر بها النظام وربما عدم قدرته على توحيد الجبهة الداخلية وعدم وجود أدوات حقيقية لصناعة التوافق الوطني.
سليمان شنين

من نفس القسم الوطن