الوطن

الزوايا لن تخضع لأي أجندات وهي بحاجة إلى مراجعة تاريخها

مشايخها يرافعون لحمايتها من التضليل

 

  • مجلس دائم للتعاون والتشاور لدرء الصدع في غرداية نهائيا


أبقت الدولة الجزائرية زواياها بمختلف طرائقها المنتشرة عبر كامل القطر الوطني بعيدا عن دائرة الأجندات السياسية مهما كانت أهدافها بحيث أعفتها من أي تعليمات قد تنحرف بتوجهها الذي صمد أمام التحديات الكبرى التي واجهتها منذ عقود طويلة بحيث قاومت الاستعمار والفتن وكانت سدا منيعا أمام التيارات الفكرية التي كادت تعصف بالبلاد، ومع ذلك عملت الجزائر على دعم جهودها دون التدخل في طريقة عملها الذي كان ولا زال بعيدا عن الشبهات رغم ما أسماه بعض المشايخ "شطحات نسبت إليها".
كشف مراد معيزة ممثل عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في فوروم الحوار أمس أن الوزارة تدعم وتقف بجانب الزاوية لجملة من الاعتبارات أهمها أنها كانت ولا تزال حاضنا رئيسا لتعليم القرآن والعلوم الشرعية بحيث كانت بمثابة خزان لحفظة القرءان الذين تعج بهم المساجد في كل القطر الوطني، كما أنها رمز من رموز التربية ونشر الأخلاق بفضل مشايخها دون أن نتغاضى عن دورها الخيري في التكفل بمن يقصدها من الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل.
في وقت تحدث وزير الشؤون الدينية السابق أبو عبد الله غلام الله عن علاقة الدولة الجزائرية بهذه الزوايا التي بقيت تدعمها دون التدخل في عملها، مشيرا إلى أن أي محاولة لتوجيهها سيؤدي إلى الانحراف بها وهي التي حافظت على اللحمة الجزائرية في أحلك الظروف محذرا من التيارات الدعوية المنتشرة والتي تزعم نشرها لتعاليم الإسلام في الوقت الذي تنشط لصالح أجندات مجهولة أشبه ببروتوكولات بني صهيون، قائلا أن المخول الوحيد لأداء هذه المهمة هو ذلك الذي تم تكليفه من شيخ زاوية يحرص على تلقين تلامذته المبادئ السمحة في إطار منهج معتدل دون الخوض في الأمور السياسية التي تلقي به في فتن مست الجزائر التي عانت من عشرية دموية راسخة في أذهان الجزائريين.
من جهته شدد رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر أباسين على ضرورة الإبقاء على الزوايا بعيدا عن التجاذبات السياسية من خلال الحفاظ على جوهرها دون التدخل في توجيهها وتسييرها حتى لا تفقد هدفها الأساسي مع الاكتفاء بدعمها خاصة في الجنوب.
أما جلول حجيمي رئيس تنسيقية الأئمة فاعتبر أن الأوان قد حان لمراجعة تاريخ هذه الزوايا بعيدا عن العصبية معترفا بما اسماه "شطحات" ارتكبها عدد من المنتسبين إلى الزوايا، لكنه استدرك قائلا أن هذه الزوايا وعلى العموم كانت سدا منيعا أمام أي محاولات لضرب استقرار الجزائر وأردف يقول "نحن مفرطون في تاريخ الزوايا."
وعاد شيخ الزاوية القاسمية محمد المأمون الفاسيمي إلى الأدوار الملفتة للزوايا منذ عهد المقاومات الشعبية المسلحة وصولا إلى تدخلاتها الناجحة في درء الصدع بين أبناء غرداية، وفي هذا الشأن قال أن المشايخ بصدد إعداد ميثاق أخلاقي اجتماعي أطلق عليه اسم " ميثاق الأخوة المالكية والإباضية " في انتظار انبثاق مجلس دائم للتعاون والتشاور لغلق صفحة الفتنة بين الإخوة إلى الأبد.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن