الوطن

السيسي يخالف الطرح الجزائري ويستنجد بالناتو

بعد أيام من اجتماع الجزائر الذي ركز على أهمية الحوار كحل للأزمة





لم يستغرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كثيرا من الوقت ليفجر مفاجأة دعوته إلى تدخل حلف الناتو في ليبيا، بعدما فشل وحلفاؤه في الخليج العربي في تكريس مقترح التدخل العسكري بما يعرف بالقوة العربية التي أخذت وجهتها نحو اليمن ضمن "عاصفة الحزم"، والتي واجهت معارضة جزائرية لمنع امتداد قواتها إلى ليبيا التي بقيت إلى وقت قريب ضمن مخطط الحل السلمي ضمن حوار ليبي ليبي بإشراف أممي وتنسيق دول الجوار.
دعا عبد الفتاح السيسي، الحلف الأطلسي إلى التحرك من أجل إعادة إعمار ليبيا التي تعيش في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي من خلال انتفاضة قادها الحلف الأطلسي، حيث جاء كلام السيسي في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية بمناسبة زيارته إلى لندن، بعد أيام فقط من الاجتماع الثاني الذي احتضنته الجزائر لفك الشيفرة الليبية سلميا وهذا باتفاق إيطالي جزائري ومصري التي بدا أنها رضخت للطرح الجزائري وصرحت أكثر من مرة بأنها مؤيدة للحوار ومستعدة للعمل بالتنسيق مع الجزائر لإنجاحه، وهو المسعى الذي كاد يبلغ هدفه بتصريح من الممثل الأممي برناردينيو الذي قال أن المشكلة الليبية قاربت على الانفراج.
وقال السيسي أن "ليبيا تشكل خطراً يهددنا جميعاً. إذا لم تكن هناك حكومة فإن ذلك يخلق فراغاً ينشط من خلاله المتطرفون"، وأضاف أن "المهمة لم تنته كلياً بعد، يجب أن ندعم جميع الجهود من أجل مساعدة الشعب الليبي والاقتصاد الليبي"، وأوضح: "يجب أن نوقف تدفق الأموال والأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى المتطرفين. يتوجب على جميع أعضاء الحلف الأطلسي بما فيهم بريطانيا الذين ساهموا في الإطاحة بالقذافي أن يقدموا دعمهم".
وانتقد أيضاً العمليات الغربية في مجال التصدي لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، مؤكداً أن "ورقة التطرف والفوضى تتوسع ولا تتراجع.. يجب أن نعيد تقييم أولوياتنا".
وأعلن السيسي من بريطانيا التي سيبحث معها مسائل التعاون في مجال الأمن أنه يناصر تدخل الحلف الأطلسي الذي أوشك أن يحدث أزمة دبلوماسية بين الجزائر وتونس بعد انضمامها كحليف أساسي غير عضو إلى الناتو، وهو القرار الذي تبقى الجزائر ترفضه جملة وتفصيلا خاصة وأنها تحمل مسؤولية ما يحدث في ليبيا إلى تدخل الحلف الأطلسي الذي قالت إنه غير موفق وأدخل المنطقة ككل في خطر.
يذكر أن وزراء خارجية كل من الجزائر إيطاليا ومصر التقوا في الجزائر قبل أيام لبحث الوضع في ليبيا والوسائل الكفيلة بالإسراع والدفع بمسار الحوار الوطني الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار التسوية السياسية للأزمة التي يعرفها هذا البلد، حيث حرصوا على تقييم انعكاسات عدم الاستقرار السياسي والأمني بهذا البلد على البلدان المجاورة والمنطقة ككل.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن