الوطن

تجمع شعبي حاشد يجدد دعم الانتفاضة والمصالحات الوطنية

بحضور شخصيات وأحزاب وتنظيمات إسلامية من دول عديدة

  • الشيخ بلمهدي يصر على دعوته إلى الإصلاح السياسي والحوار الوطني !!


أقامت حركة البناء الوطني أول أمس الإثنين تجمعا شعبيا حاشدا بالقاعة البيضاوية كنشاط مكمل لفعاليات دامت ثلاث أيام للمؤتمر السنوي الثالث للشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، وقد كان المؤتمر فرصة للاحتفال أيضا بذكرى أول نوفمبر ونصرة لانتفاضة الأقصى المباركة، وشهد التجمع حضور شخصيات إسلامية من مختلف الدول على رأسهم القيادي البارز في حركة حماس الفلسطينية محمد نزال وشخصيات من الأحزاب السياسية الجزائرية ومجاهدين، ولم يمنع كون اللقاء في يوم عمل من حضور مناضلي حركة البناء الوطني من مختلف الولايات في الوقت الذي يصعب فيه على كثير من الأحزاب التعبئة والتجنيد في قاعة بسعة وحجم البيضاوية.
وتداول على منبر التجمع كل من الأستاذ أنيس متى - نائب رئيس البرلمان الإندونيسي ورئيس حزب العدالة والرفاهية– سابقا الذي عبر في كلمته عن حبه للجزائر وفلسطين، ولمح إلى كون القاسم المشترك بين الشعبين الجزائري والإندونيسي والفلسطيني هو مرارة الاحتلال، ثم وجه رسالــة مفادها وجوب إكمال رسالة ثورات التحرير التي لن تكتمل إلا بتحرير فلسطين. ثم كانت مداخلة من طرف الأستاذ إمباي نيانغ - وزير الشؤون الدينية السابق للسنغال – الذي عبر عن اعتزازه وافتخاره بافتتاح أول مكتب لجبهة التحرير في السنغال آنذاك، وصعد المنصة أيضا الأستاذ المجاهد علال عثماني الذي قال أن المجاهدين قد اقتدوا بالرجل القدوة في تحرير الأوطان والمقدسات كصلاح الدين الأيوبي بتحريره بيت المقدس من الصليبيين وإلحاق الهزيمة بهم ومؤكدا في ذات الوقت على ضرورة تحرير النفس كمشروع يمهد لتحرير فلسطين، وجاء في كلمة رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس الذي أبدى تعاطفا وتضامنا مع الشعب الفلسطيني مؤكدا على ضرورة دعم الشعوب العربية والإسلامية لفلسطين بحال تكون فيه أقوى مما هي عليه الآن في هذا الدعم وذلك لا يتأتى إلا بالبناء الصحيح".
بعدها كانت مداخلة من طرف الأستاذ عبد الله الشيباني – عضو هيئة الإرشاد بجماعة العدل والإحسان المغربية –الذي أبدى فيها عن اعتزازه بالثورة الجزائرية ومهنئا الشعب الجزائري بمناسبة أول نوفمبر وخص المتحدث المرأة الفلسطينية المرابطة ودورها في الانتفاضة الأخيرة وختم كلمته بقوله: " المطلوب منا أن نجعل من العمل لقضية فلسطين عبودية لله عز وجل فوعد الله عز وجل يتنزل على عباده المجاهدين الصادقين.
وقد تميز التجمع أيضا بوصلات فنية كان أهمها الإطلالة الفنية لـ كريم الغانغ الذي ألهب القاعة بأغانيه الفلسطينية وكذا الفنان الصاعد عمر الذي غنى للقدس بكل حرقة كما توجه عضو المكتب السياسي لحركة حماس للواقع الفلسطيني والتحديات التي تواجه القضية في الفترة الأخيرة مرورا بحجم التضحيات التي يقدمها الشباب الفلسطيني في القدس والضفة وفي كل محافظات فلسطين.
وكان الختام لرئيس حركة البناء الوطني الشيخ مصطفى بلمهدي، الذي عبر عن ارتباط ثورة نوفمبر بالانتفاضة الفلسطينية وأن نصرة فلسطين في هذه المرحلة الحساسة هي نصرة للإسلام، ونصرة للديمقراطية فالشعب الفلسطيني اختار بحرية أن تحكمه حكومة منتخبة، ولكن المكر السيئ والمؤامرة الدولية أجهضت الديمقراطية في فلسطين، لأنها لم تخدم مصالحها في أمن الصهاينة، الجرثومة المغروسة في جسم الأمة، مثلما اغتصبت الديمقراطية في مصر، لأن الشعب المصري صوت بكل ديمقراطية شفافة على برنامج سياسي لا يخدم أيضا مصالح أمن الصهيونية، وينتصر لمقاومة التحرير الفلسطينية. وأضاف أن نصرة فلسطين هي انتصار للحرية والتحرر وفي حديثه قال الشيخ بلمهدي أن هناك قوتين في العالم العربي والإسلامي تقومان بدعم القضية الفلسطينية الأول النظام الرسمي أما العنصر الثاني لنصرة فلسطين فهي الشعوب التي نفتخر بما تقدمه من مجهودات جبارة في كل ساحات الأمة وهي الشعوب التي تظل عصية على التطويع والتركيع والتطبيع لأنها شعوب مقاومة لا تعتدي ولكن لا تقبل الضيم والهوان والذلة، وأضاف بلمهدي أننا نراهن على دور الشعوب في الوقوف إلى جنب فلسطين في انتفاضتها الثالثة وهذا الدور يتلخص في القوة الداخلية فكلما كانت أوطاننا قوية، وتقودنا ثوابتنا وشعوبنا موحدة آمنة، حرة في قرارها، تملك ثروتها؛ كلما كانت أقدر على دعم فلسطين وفي التعاون البيني من خلال قوى الأمة الحية، وعدم انتظار النظام الرسمي أن يفعل ذلك.
وعرج الشيخ مصطفى عن الوضع الراهن لشعوب الأمة، واصفا حالها بأنها تتعرض لمؤامرة في قالب فتن داخلية، وأن عليها أن تستخلص المصالحة من تجربة الجزائر التي أصبحت حتمية تأجيلها يزيد من الضحايا.
وجدد الشيخ دعوته إلى الإصلاح السياسي والحوار الوطني المفتوح في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر وبالأخص الاقتصادية منها قائلا: "نحن نؤسس لميثاق شريف، بعيدا عن ذهنية من يقود من؟ مجددا التذكير بمبادرة الجدار الوطني التي كانت قد أطلقتها حركة البناء الوطن والتي تشمل مجالات عدة.
وبدى الشيخ في آخر كلمته باكيا ومحذرا من مواقف التشفي قائلا: أن الدولة الجزائرية دولتنا وكذلك هذا الشعب وهذه الأرض.
كما تلي البيان الختامي للفعاليات الذي طالب فيه المؤتمرون بضرورة التعاون بين مختلف القوى الحية للأمة بمختلف توجهاتهم السياسية كما أصدر المؤتمرون مبادرة تشكيل لجنة للمصالحة العربية تتشكل من القوى المشاركة في المؤتمر، ومن بينهم منسق العمل العربي معن بشور وانس متى من إندونيسيا وشخصيات من حركة البناء الوطني كما دعا المؤتمرون تشكيل مرصد مغاربي لمناهضة التطبيع ودعم الانتفاضة.
 خالد. ش

من نفس القسم الوطن