الوطن

نوفمبر والانتفاضة تلمّ شمل الإسلاميين والقوميين من جديد

حركة البناء نجحت في تجميعهم من جديد ضمن فعاليات مؤتمر الشيخين الثالث


التقى عدد من قيادات التيارات السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي، بآخرين من قيادات ما يعرف بالتيار القومي، ضمن أشغال مؤتمر الشيخين الذي جرى على مدار اليومين الماضيين بمدينة بومرداس، وعرف مشاركة ممثلين عن أحزاب وطنية وأخرى دولية من العالم العربي والإفريقي ودول المغرب العربي، وكان فرصة لكي يتبادل الإسلاميون والقوميون من جديد اللوم والانتقاد لمواقف كل منهما خاصة بعد الربيع العربي وما أفرزته من اصطفافات بعد مرحلة من الهدوء والحوار المتبادل وكانت المواقف من الثورات العربية والحرب في سوريا واستشرافات مستقبلية أحد نقاط الاختلاف بين الطرفين، ورافع كل واحد لمقارباته السياسية، كما كان المؤتمر فرصة لسماع الأطراف الجزائرية لبعضها البعض خاصة بعد مداخلة عضو المكتب السياسي للأفلان الصادق بوقطاية الذي كلف من قيادة الحزب العتيد وبالتحديد الأمين العام عمار سعداني لتمثيل الحزب في الملتقى ورغم أن خطابات الأحزاب المعارضة توالت بعده إلا أنها لم تتعرض لخطابه.
وفي هذا السياق أشار القيادي في حركة النهضة، فاتح ربيعي في كلمته بأن المؤتمر قد اختار فرصة الاستدراك وهو ما اعتبره فرصة جديدة يمكنها أن تعيد شمل الأطراف الوطنية حول سبل النجاح اقتداء بالثورة المباركة التي كان من أسباب نجاحها وضوح الهدف والرؤية وقوة التنظيم، وقبول الشعب لها، وأضاف المتحدث يقول: " إذا أردنا أن نستدرك فعلى الأنظمة العربية أن تلتحم مع شعوبها، ستحرر فلسطين يوم تكون الكلمة بيد الشعوب ويوم أن نستطيع تحرير بلادنا ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا".
من جهته أشار رئيس حركة البناء الوطني الشيخ مصطفى بلمهدي في كلمته إلى ضرورة تظافر كل الجهود، وتنازل الجميع من أجل جزائر الشهداء وفاء لتضحياتهم الغالية فإن كان المجاهدون قد مددوا في عمر الثورة لرفضهم فصل الصحراء عن الشمال، فكيف يرضى خلفهم بضياع وحدة الوطن، وأضاف المتحدث يقول: " أن ترسيخ قيم المشاركة الجماعية لكفاءات الدول والمنظمات، وتقديم أفضل ما حازته تجارب الأفراد والجماعات والدول، فالمشاركة مازالت في بلداننا متخلفة وضعيفة لشعور المواطن؛ بأنه لايزال رقما مهمشا في منظومة الحكم، وشؤون السياسة، وتصريف الثروة، فالمشاركة هي الثقافة الديمقراطية التي تسبق الفعل الديمقراطي"، ورأى المتحدث بأن التحاكم إلى الديمقراطية بدل التحايل عليها، هي مكسب جاءت به نضالات سنوات طويلة، وتضحيات جسيمة، والظروف الداخلية والخارجية اليوم أفضل ما تكون للعودة إلى الديمقراطية والاحتكام إلى الشعوب، فالانقلابات والإكراهات لها نماذج سيئة وعرج بالمناسبة على الوضع القائم اليوم في مصر والعراق.

من جهته تطرق ممثل حركة حماس الفلسطينية محمد نزال في كلمته إلى دور الشيخين محمد بوسليماني والشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليهما اللذين أسسا الفكر الإسلامي في الجزائر، وقال في هذا السياق " لا يوجد بلد عربي مسلم يحمل هم فلسطين بقدر الجزائريين حتى أن فلسطين تذكر في الملاعب الجزائرية "، وعاد المتحدث في كلمته إلى الهوية النضالية التي قال بأنها " هي التي تجمع الإنسانية وقيم الحرية والعدالة ضد الجهوية والعرقية والطائفية"، وذكر بالمناسبة بأن نهج الشيخين لطالما كان ناصرا للقضية الفلسطينية (القضية المركزية).


خولة. ب

من نفس القسم الوطن