الوطن

بن فليس: مرحلة البديل الديمقراطي قد حلت

طالب السلطة بوقف النزيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي



قال رئيس حزب طلائع الحريات إن شغور السلطة يُحدث الكثير من الأضرار للبلاد تتضاعف آثاره بغياب شرعية المؤسسات، وأن المعارضة تطالب بتجاوز ذلك لتوقيف النزيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أحدثته في رحابه.
قال بن فليس خلال اللقاء الجهوي للحزب بسطيف أمس، في أول ظهور له خارج أسوار مقر حزبه بالعاصمة، منذ الحملة الانتخابية السابقة التي خسر فيها الرهان على كرسي رئاسة الجمهورية، أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن الشغور في السلطة أصبح، مع مرور الوقت، لا يطاق ولا يحتمل تصلب الخطاب السياسي للسلطة القائمة وتوجه نحو الغير مقبول والغير مناسب بتحوله إلى خطاب جارح ومهين. مشيرا أن السلطة القائمة تهدد، ترعب وتخيف معتقدة بأنها تستطيع تكميم أفواه وتقييد أيدي وغلق أعين كل الذين يشعرون بواجب ومسؤولية لفت اهتمام شعبنا لفشلهم ولهذيانهم ولعجزهم. قائلا " السلطة القائمة لم تعد تدرك لا المكان ولا المرحلة. إذا كان النظام السياسي القائم لا يعرف أو يبدو بأنه نسي فعلينا أن نُذكره بأن شعبا كشعبنا وبلدا كبلدنا لا يمكن أن يُسير إلا بالثقة والإقناع والمصداقية. كل الوصفات الأخرى ما عدى هذه، ومنها تلك التي يعتقد النظام أنه وجدها، هي مجرد أوهام ولا تؤدي سوى للفشل".
وتحدث بن فليس في كلمته مطولا عن حالة الشغور حيث قال أنها تحدث الكثير من الأضرار للبلاد تتضاعف آثاره بغياب شرعية المؤسسات. التي لها مضاعفات خطيرة على النظام السياسي نفسه وعلى البلد بأكمله. مشيرا أن غياب شرعية المؤسسات أضعف مصداقيتها لأنه نزع عنها طبيعتها التمثيلية الضرورية كما غذى فقدان مصداقية السياسي والسياسة؛ وقال "أن فقدان المصداقية من شأنه أيضا أن يعمق الهوة بين الحكام والمحكومين؛ ويقطع رابط الثقة الضروري بين الدولة والمجتمع؛ ويُفقدهم علة وجودهم ويُفرغ العقد الاجتماعي من محتواه الذي ترتكز عليه كل مجموعة وطنية متجانسة ومنسجمة".
هذا وقال المتحدث عن مطالب المعارضة الوطنية أنها لم تأت من فراغ، ولا هي نتاج انحراف نقدي متأصل في النفوس؛ مشيرا أن الحكامة الحالية هي من بلغت مستويات عليا من عدم التبصر والضعف وانعدام القدرة مما يجعلها تُعرِّض نفسها باستمرار للنقد الأكثر قساوة، وللرفض الأكثر تبريرا وللتنديد الأكثر صدقا، وأن شغور السلطة أحدث أضرارا كبيرة بالبلاد وتطالب بتجاوز ذلك لتوقيف النزيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أحدثته في رحابه.
وفي هذا الصدد، أكد بن فليس أن مرحلة البديل الديمقراطي قد حلت وأن ساعتها قد دقت وتطالب بتغيير نظام شمولي بنظام ديمقراطي أكثر استجابة لاحتياجات وطننا ولتطلعات شعبنا ولضرورات مرحلتنا. قائلا "إن أعين نظامنا السياسي مركزة على الماضي بينما يتوجه نظر المعارضة الوطنية نحو المستقبل. أن تصور نظامنا السياسي يتوقف عند حدود بقائه بينما يتسع تصور المعارضة الوطنية إلى دوام الدولة واستمرارها وإلى بناء أمة قوية، متطورة ومتضامنة. أن طموح نظامنا السياسي لا يتجاوز المحافظة على الوضع الراهن الذي يرتبط به مصيره بينما طموح المعارضة هو طموح البلاد بأكمله، فهي تقترح فتح ورشة التغيير والتجديد والتحديث".
أمال. ط

من نفس القسم الوطن