الوطن

وزراء وسياسيون يحترفون التراشق الإعلامي في عز الأزمة الاقتصادية

خرجات مثيرة... صراعات سياسية وتصفية حسابات بدل إيجاد حلول جادة



أكدت الخرجات الإعلامية الأخيرة للعديد من الوزراء والسياسيين مدى بعد هؤلاء عن الواقع والخطر الذي يحدق بمستقبل الجزائر في ظل أزمة حقيقية، حيث امتهن العديد منهم في الفترة الأخيرة فن التراشق الإعلامي وتصفية حسابات سياسية واقتصادية بدل أيجاد حلول ملموسة في واقع فضح ادعاءاتهم وكرس الرداءة.
يستيقظ الجزائريون يوميا في الأشهر الماضية على وقع مسلسلات أبطالها وزراء وقادة أحزاب سياسية انحرفت عن خطها وحشرت أنفها في متاهات ظاهرة تغليب المصلحة العليا للوطن وداخلها تصفية حسابات ونشر الغسيل على الملأ، كان آخرها الجدال الدائر بين رجل الأعمال ورئيس مجمع "سيفيتال" أسعد ربراب ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب التي أخذت حيزا كبيرا من اهتمامات وسائل الإعلام ولا تزال، هذا الجدال غير المسبوق حسب مراقبين يدفع بالضرورة إلى تشريح دقيق لدواعي إظهاره للعلن في هذا الوقت بالذات من جهة، وتبيان تداعياته القانونية والاقتصادية وحتى السياسية، خاصة وأنه المميز الرئيسي للمشهد العام في الجزائر، بعد أن دخل أطراف آخرون هذا الصراع وفي مقدمتهم رجل الأعمال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد على الخط ودافع عن وزير الصناعة ضد ربراب، قائلا بأنه لن يقف في صفّ رجل الأعمال أسعد ربراب في مواجهته الأخيرة مع وزير الصناعة مبرّرا ذلك بأن المنتدى سيكون في صفّ القانون.
وغير بعيد عن هذا الصراع والتنافس البعيد عن لب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر، في ظل انهيار أسعار النفط في السوق الدولية وتأثر الخزينة العمومية من الخطوة، تخوض زعيمة حزب العمال وأمينته العامة لويزة حنون، في نظر الجزائريين، حربا ضدّ الفساد، وبالرغم من أن مراقبين يتحفظون عن تصريحاتها إلا أنها تعتبر نظريا أبرز السياسيين الذين يحاربون الفساد ويخوضون حربا ضدّ تغلغل المال ورجال الأعمال في السياسية وفي عمل الحكومة، ولم يسلم منها وزراء في الحكومة السابقة للوزير الأول عبد المالك سلال ولا الحكومة الحالية، كما تنتقد خرجات الوزراء وتصريحاتهم وأجندة عمل الحكومة بشكل متواصل، وعدا حنون يفضل باقي السياسيين وحتى الأحزاب استغلال نشاطات حزبية داخلية تتعلق بهم للعودة إلى انتقاد أو إبداء الرأي فيما يحدث في الشارع الجزائري سواء في شقه السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي هذا فيما يتعلق بالمعارضة، أما في صف الموالاة فلم يشذوا هؤلاء عن القاعدة حيث طفت إلى السطح صراعات حزبية داخل أكبر التجمعات السياسية المحسوبة على هذا الجناح ولكن الأمر بالنسبة لهم ارتبط حول من سيتولى قيادة "القاطرة "على حد قول الأمين العام لجبهة التحرير عمار سعداني الذي رفض انخراط الحزب العتيد في المبادرة التي دعا إليها الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، والتي تمحورت حول إنشاء قطب سياسي يجمع أحزاب، دفعت بأويحيى إلى مبادرته أيضا. الصراع بين الساسة وبين الوزراء وإطارات الدولة أو مسؤولين فيها حسب مراقبين بات ديكورا يوميا يعيشه الجزائريون فلا يكاد يمر يوما إلا ويعود الصراع إلى الواجهة، في وقت طالبهم فيه الرئيس بضرورة التواصل والبحث عن حل عاجل للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالجزائر

أمال. ط.

من نفس القسم الوطن