الوطن

الأزمة الاقتصادية تضرب الدينار في العمق ؟

لكصاسي يقترح تغيير العملة لاسترجاع الأموال المتداولة ف السوق الموازية


•    بشير مصيطفي: إطلاق دينار جديد قرار صائب مائة بالمائة

كشف مصادر حكومية مطلعة لـ "الرائد" أن محافظ بنك الجزائر محمد لكساصي قدم مؤخرا مقترح للحكومة يتمثل في تغيير عملة الدينار في محاولة جديدة لاسترجاع الأموال المتداولة خارج القنوات الرسمية وإجبار أصحاب الشكارة الذين يكتنزون أموالهم في البيوت على إخراجها بعدما فشلت جميع التدابير السابقة في أنهاء التقسيم الموجود في السوق النقدية في الجزائر بين سوق رسمي وآخر موازي واسترجاع أموال السوق الموازية التي يمكنها أن تكون عصا سحرية بالنسبة للاقتصاد الوطني الذي يحتاج لموارد جديدة بعد انهيار أسعار النفط.
وأضافت هذه المصادر أن لكصاسي قدم هذا المقترح بعدما فشلت التدابير السابقة لجلب رؤوس الأموال المتداولة خارج القنوات الرسمية منها ما جاء في قانون المالية التكميلي 2015 في المادة 43، والتي تم بموجبه استحداث برنامج بنكي جديد يعرف "بالامتثال الجبائي الإرادي"، الموجه لأصحاب الأموال المتداولة في الأسواق الموازية خارج البنوك، بتشجيع أصحابها على إيداعها بالبنوك مقابل إخضاع جزافي لضريبة معدلها 7 بالمائة.
وقبلها قرار الزامية التعامل بالصكوك والذي دخل حيز التنفيذ مطلع جويلية الفارط ولم يتم تطبيقه فعليا لغاية الأن ما جعل بنك الجزائر يفكر في طريقة أخري تجبر أصحاب هذه الأموال على أخراجها وذلك بإطلاق دينار جزائري جديد يمكنه أن يكون حلا يجبر كل من له دينار مكتنز خارج القنوات الرسمية على إخراجه وبالتالي ظهور موارد جديدة للاقتصاد الوطني خاصة في ظل الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة التي أطلقتها الحكومة والتي أصبحت تركز على الإنتاج الوطني.
وأضافت ذات المصادر أن لكصاسي دعم مقترحه بدراسة تفيد أنه أن تم فعلا تطبيق هذا القرار وتغيير عملة الدينار فأنه مع مطلع 2019 كل 1 دولا لن يتجاوز 30 دج جزائري وهو ما سيعد قفزة لم يعرفها الدينار الجزائري من قبل أمام العملات الأخرى بعد مرحلة من الانهيار التي واصلها على مدي السنوات الفارط والتي وصلت 25 بالمائة من قيمته حسب أرقام بنك الجزائر الأخيرة.
ويري عدد من المحللين الاقتصاديين أن هذا القرار يمكن أن يكون حلا جذريا لرفض أصحاب رؤوس الأموال الامتثال لتدابير الحكومة السابقة حيث بإمكان هذا القرار أن يجبر أصحاب الأموال المكتنزة على أخراجها وإدخالها ضمن القنوات الرسمية كما يمكن للقرار أن يساهم في تخفيف نسبة التضخم وتقليص السيولة في بينة الاقتصاد
•    مصيطفى يطالب بإطلاق دينار جديد لموجهة الأزمة الاقتصادية
 وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي والوزير السابق بشير مصيطفي أن للسياسة النقدية دورا محوريا في ضبط السوق خاصة في الوضع الجزائري المتسم بعدم فعالية السياسة الجبائية وتواضع التدخل النقدي، مضيفا أن اتخاذ قرار بأطلاق دينار جزائري جديد في هذه الحالة سيكون صائبا بهدف التصدي للتضخم القادم وتقليص السيولة في بنية الاقتصاد الوطني وإعطاء الدينار الجزائري قيمته الاقتصادية في حال ما استمر تراجع سعر صرفه أمام العملات الرئيسية.
وأكد مصيطفي أن مثل هكذا قرار سيمكن الحكومة من ضبط سوق صرف العملات وترسيم سوق الصرف الموازي بفرض رسم على التبادلات كما ستتمكن الحكومة من خلال هكذا قرار من تحقيق ايرادات مهمة من ادخار العائلات والمؤسسات التي تحوز سيولة كبيرة بالدينار الحالي.
اعتبر المتحدث، وزير سابق وخبير اقتصادي وفي تعليق حول الثلاثية التي تنعقد اليوم بولاية بسكرة بأنها ثلاثية هذا العام ستكون ثلاثية أزمة في حين ظلت الثلاثيات السابقة تنعم بهامش مطالب واسع على الجبهة الاجتماعية وبراحة حكومية عند تلبيتها على جبهة القدرات المالية للدولة، مقترحات" إطلاق دينار جزائري جديد بهدف التصدي للتضخم القادم وتقليص السيولة في بنية الاقتصاد الوطني وإعطاء الدينار الجزائري قيمته الاقتصادية"
وقال مصيطفى ان اجتماع اليوم هو أول اجتماع تعقده الحكومة ( منذ سنوات )  مع شركائها المهنيين والاجتماعيين تحت قيود الميزانية وتحت ضرورة جديدة - هي اندماج مكونات المجتمع كلها في هم واحد يخص الحفاظ على المكاسب التي جنتها العائلات من الثلاثيات السابقة - وعلى رأسها القدرة الشرائية ومناصب العمل وحماية المنتج الوطني من الاغراق ومزايا الاستثمار  ويضاف اليها تحديات جديدة تخص مستقبل المؤسسة الجزائرية ومعها العائلات في ظل مطلب الحكومي في تمرير مشروع قانون مالية 2016 دون مقاومة، مشيرا إلى أن الشراكة المذكورة تدفع لتوسيع الحوار الاجتماعي لفعاليات مهنية واجتماعية أخرى ميزتها قوة التأثير في القطاعات المختلفة سواء تعلق الأمر بالنقابات المستقلة أو المتعاملين الاقتصاديين أو المجتمع العلمي أو ما تبقى من النخبة، وهو توسيع يتجاوز بكثير الطابع المظهري البروتوكولي الى الجانب الفني المبني على اقتناص فرص النجاعة الكامنة في الأفكار والحول والتوصيات التطبيقية أي في الأجوبة اللازمة على الأسئلة الحالية والمستقبلية  .
وقال مصيطفى "ان أسئلة اليوم باتت أكثر تعقيدا وتحتاج لقدرة خبراتية ومنها الوفاء بتعهدات الحكومة تجاه الشركاء بالصورة التي تخيلها الشريك الاجتماعي ثم قدرة العائلات على تحمل أعباء قروض الاستهلاك في حال بروز التضخم الى مستوى الرقمين، وهناك قمة الأرض في باريس شهر ديسمبر القادم وآثارها على تسويق المنتجات الصناعية واستخدامات الطاقة ، وهناك مسؤولية الشركاء في إدارة الاحتجاجات والمطالب القادمة ( آفاق 2019 )  وهي المطالب  التي ستفرزها الزيادة السكانية وتوزع تلك الزيادة على منحى الفئة العمرية ومستوى التعليم .
واكد الوزير السابق بشير مصيطفى انه تلعب السياسة النقدية دورا محوريا في ضبط السوق خاصة في الوضع الجزائري المتسم بعدم فعالية السياسة الجبائية وتواضع التدخل النقدي.
وفي هذه الحال يناسبنا وحسب قوله " إطلاق دينار جزائري جديد بهدف التصدي للتضخم القادم وتقليص السيولة في بنية الاقتصاد الوطني وإعطاء الدينار الجزائري قيمته الاقتصادية في حال ما استمر تراجع سعر صرفه أمام العملات الرئيسية، وستستفيد الحكومة حسبه من ضبط سوق صرف العملات حين ترسيم سوق الصرف الموازي بفرض رسم على التبادلات كما ستحقق ايرادات مهمة من ادخار العائلات والمؤسسات التي تحوز سيولة كبيرة بالدينار الحالي.
وينجر عن ذلك حسب ما اوضحه المتحدث، "ان بنك الجزائر سيحقق منافع أكبر عند الشروع في تنويع المنتج البنكي في اتجاه "المشاركة التمويلية"، والابتكار المصرفي كما هو السوق المالية ( البورصة ) عندما تتجه نحو العائلات عن طريق الفروع الجهوية ونحو المؤسسات الصغرى عن طريق الأسواق المالية المختصة" .
واكد في الأخير مصيطفى "انه تحتاج الثلاثية في اجتماعها اليوم الى أكثر من تجاذب المطالب لأن هذه الأخيرة باتت تحت قيد الميزانية وتراجع العائدات المالية للدولة أكثر تعقيدا ، أي الى الاتجاه مباشرة نحو الانفتاح على الأفكار الكامنة في المحيط – خارج أطراف الثلاثية – أي الى توسيع الحوار الاجتماعي والمهني الى الأطراف الأكثر تأثيرا في التدفقات الاقتصادية والنشاطات والخدمات ( التربية والصحة ) وعلى رأس هذه الأطراف هناك الشعب في حد ذاته أي الطرف المستهدف من كل تطور مهني أو اجتماعي وذلك على مسار شفافية المعلومات ، صدق الخطاب الكامن في الوعود وأخيرا نشر الديمقراطية الاقتصادية على كافة الولايات وفق قاعدة " عدالة الاقليم ".
س. زموش

من نفس القسم الوطن