الوطن

الثلاثية تضحي بـ" السلم الاجتماعي" لإعادة السلم الاقتصادي

بعد تغييب ملفا الجبهة الاجتماعية عن أجندة اجتماع الغد


•    رشيد بوجمعة: الجبهة الاجتماعية لن تستفيد من أي مزايا خلال هذه الدورة
•    السناباب: ما الفائدة من ثلاثية لن تناقش لا وضعية العامل المتدهورة ولا طرق تحسين قدرته الشرائية؟!

تجتمع الحكومة غدا مع منظمة أرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين ضمن لقاء الثلاثية رقم 17 اجتماع جاء في ظروف استثنائية ميزت الاقتصاد الوطني الذي يعيش مرحلة صعبة بسبب انهيار أسعار النفط ولجوء الحكومة لسياسية التقشف ما يجعل الثلاثية في دورتها الحالية لا حدث بالنسبة للجبهة الاجتماعية خاصة وان جدول أعمال هذا الاجتماع لم يحمل الحديث عن أي مطالب عمالية أو زيادات في الأجور.
ينعقد غدا اجتماع الثلاثية الذي سيكون أول مرة في ولاية جنوبية في خطوة رمزية أرادات الحكومة من خلالها بعث رسالة لشباب الجنوب الذي قاد حراك اجتماعي الفترات الماضية تؤكد بقاء نيتها في النهوض بهذه المناطق من الوطن وأن مساعي تحقيق التنمية قائم رغم الوضع المالي والاقتصادي الذي تمر به البلاد وستعقد الثلاثية هذه السنة في ظروف استثنائية حيث تتزامن ودخول الجزائر مرحلة اقتصادية حرجة،  دفعت الحكومة لأنهاء زمن البحبوحة وإعلان سياسة جديدة محورها التقشف وترشيد النفقات ما يجعل مطالب الجبهة الاجتماعية والطبقة العمالية التي تنادي بتحسين وضعيتها والرفع من قدرتها الشرائية المتدهورة بعيدة هذه المرة عن أجندة الحكومة. وتفيد كل المؤشرات المحيطة باجتماع الثلاثية على سيطرة أرباب العمل على الاجتماع أمام ضعف موقف الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي لم يستطع هذه المرة حتى افتكاك وعود بمناقشة وضعية العمال من الناحية المهنية والاجتماعية ويؤكد المراقبون والخبراء الاقتصاديون أن الحكومة في وضعها الحالي لا تستطيع المخاطرة بقرارات شجاعة في سبيل تحسين وضعية العمال.
•    رشيد بوجمعة: الجبهة الاجتماعية لن تستفيد من أي مزايا خلال هذه الدورة
وفي هذا الصدد أكد المحلل الاقتصادي رشيد بوجمعة في تصريحات للرائد أن الثلاثية هذه المرة جاءت حقيقة في ظروف صعبة وهو ما دفع الحكومة لتكييف محاور هذا الاجتماع وفق الوضع الراهن حيث سيكون الإنتاج الوطني محورا لهذا الاجتماع في حين ستبقى الملفات الأخرى كمناخ الأعمال والعقار الصناعي والقروض البنكية وتحسين المناخ الاجتماعي وظروف العمل على الهامش، ويرى بوجمعة أن الوضعية الحالية التي تعيشها الجزائر لن تسمح للحكومة في اتخاذ قرارات شجاعة خلال الثلاثية المقبلة وهو ما سيجعل هذه الأخيرة مجرد اجتماع روتيني مثل باقي الاجتماعات التي تعقدها الحكومة دوريا مع أرباب العمل ورؤساء المؤسسات الاقتصادية، وتوقع بوجمعة أن تحمل هذه الثلاثية مزيد من التسهيلات لأرباب العمل والمؤسسات الاقتصادية على حساب الجبهة الاجتماعية التي لن تستفيد حسب توقعات بوجمعة من أي قرارات خلال هذه الدورة خاصة أمام ضعف موقف المركزية النقابية وغياب النقابات المستقلة كل مرة عن هذه الاجتماعات.
•    السناباب: ما الفائدة من ثلاثية لن تناقش لا وضعية العامل المتدهورة ولا طرق تحسين قدرته الشرائية؟!
من جهته إعتبر الأمين العام الولائي للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية سناباب رشيد جاني في تصريحات لـ"الرائد" الثلاثية المقبلة لا حدث مؤكدا أن هذا الاجتماع لا يعني الاجتماعية مطلقا أمام تعمد الحكومة تهميش النقابات المستقلة التي أصبحت ممثل حقيقي للعمال وقال جاني أن هذه الثلاثة أن لم تناقش لا وضعية العمال المتدهورة ولا طرق تحسين قدرته الشرائية ولا الطرق والسبل لحماية العمال، فما الفائدة منها مضيفا تعودنا كل مرة خلال اجتماعات الثلاثية أن يتم إقصاؤنا، لذلك لا نريد أن نكون طرفا في معادلة خاسرة، وقال جاني في السياق ذاته أن الحكومة تعرف جيدا مطالب العمال وخاصة الفئات الهشة ولسنا بحاجة في كل مرة للتذكير بها منتقدا غياب الإرادة السياسية للسلطات العمومية لإقرار التدابير العاجلة اللازمة التي تستجيب لحالة الغليان الاجتماعي مضيفا أن الحل الوحيد الذي تبقى أمام الفئات الهشة هو الاحتجاج من أجل تحسين وضعيتهم لأن الجلسات المغلقة مع المسؤولين لم تعد تأتي بنتيجة بسبب عدم التزام المسؤولين بوعودهم، وأضاف جاني أن الحكومة تريد أن تطبق سياسة التقشف على العمال في حين كان من المفروض أن تنحصر هذه السياسة على البرامج التنموية الكبرى فقط، معتبرا أن الزيادة في الأجور وتحسين المستوى المعيشي ليس له علاقة بالتقشف، وتساءل جاني كيف يمكن للحكومة اتخاذ قرارات جديدة فيما يخص العقد الاقتصادي والاجتماعي في حين أن نتائج الاجتماعات السابقة لم تطبق لغاية الآن وخلص جاني لنتيجة اكد فيها ان أن الحكومة ستجتمع مع نفسها في صور متعددة في شارة لإقصاء النقابات المستقلة كل مرة من هذه الاجتماعات.
•    تقاجوت: اجتماع الثلاثية سيعطى حلول عملية للخروج من الأزمة الحالية
 من جهته أعلن الأمين العام للفدرالية الوطنية لعمال النسيج والقيادي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين عمر تاقجوت أن هذا الأخير سيتقدم بجملة من الاقتراحات خلال اجتماع الثلاثية المقرر غدا ببسكرة تتعلق بوضع "اليات فعالة لترقية الانتاج وتأهيل المؤسسات الوطنية" قصد تحسين الانتاجية والتنافسية للخروج من التبعية للبترول.
وقال تاقجوت "أن المركزية النقابية قد أعدت جملة من الاقتراحات ستقدمها خلال هذه الثلاثية تخص "كيفية بناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة فعالة وقادرة على خلق الثروة والتخلص من تبعية مداخيل البترول".  مضيفا أن هذه الاقتراحات تتركز أساسا حول كيفية "وضع اليات فعالة لتشجيع عملية بعث المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنتجة التي تخلق الثروة ومناصب العمل وتلبي الحاجيات الاساسية للمستهلك الجزائري". واشار المتحدث ان المركزية النقابية ترى بانه "لا بد من اعادة تأهيل المؤسسات الوطنية العمومية حتى يتم المحافظة على مناصب الشغل وكذا ترقية المنتوج الوطني للحد من الاستيراد"، مؤكدا ان المرحلة الراهنة تتطلب تنويع القاعدة الاقتصادية الوطنية وذلك من خلال تشجيع الاستثمار في الصناعة التحويلية والفلاحة والسياحة التي تخلق مناصب شغل جديدة. وبشأن الملفات التي ستطرح للنقاش خلال هذه الاجتماع اوضح المتحدث ان هذا اللقاء سيكون تقييمي لما تم اتخاذه من قرارات وتوصيات خلال الاجتماعات السابقة للثلاثية، مؤكدا ان هذا الاجتماع سيكون فرصة لأطراف الثلاثية (الحكومة والنقابة وأرباب العمل) لمناقشة القرارات التي اتخذت من اجل تشجيع الاستثمار المنتج في المجالات الزراعية والصناعية وكذا الإجراءات الخاصة بإزالة العراقيل امام المستثمرين
. وفي هذا الصدد يرى ان الثلاثية مناسبة للوقوف على "النقائص والاختلالات التي تواجه عملية ترقية وتأهيل المؤسسات المنتجة لتداركها" وكذا مناقشة مشروع قانون الاستثمار الجديد الى جانب مسائل اخرى تخص العقار والقروض البنكية


س. زموش

من نفس القسم الوطن