الوطن

قضايا الأمن بإفريقيا ورهانات الأزمة السورية والليبية في صلب زيارة البشير إلى الجزائر اليوم

السودان تتطلع لافتكاك مشاريع اقتصادية هامة من الجزائر



ستكون ملفات تعزيز السلم والأمن بإفريقيا ورهانات الأمة العربية في صلب أجندة زيارة الدولة التي سيشرع فيها الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى الجزائر اليوم، والتي تأتي تلبية لدعوة كان رئيس الجمهورية قد دعاه إليها في وقت سابق غير أنها تأجلت لأسباب خاصة من قبل الجزائر، وسيشكل ملف الوضع في ليبيا، وسوريا أهم الملفات الدولية التي سيناقشها البشير مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في حين سيركز ضيف الجزائر الذي سيكون مرفقا بوفد وزاري هام بداية من قطاع النفط، المالية، المعادن، الاستثمار والطيران المدني والفلاحة ضمن أهم النقاشات التي تحمل طابعا اقتصاديا والذي يبدو بأنه يرتكز عليه أساس زيارة البشير إلى الجزائر والتي تأتي في وقت لا يزال فيه البشير يواجه متاعب كبيرة على مستوى محكمة الجنايات الدولية التي أصدرت في وقت سابق في حقه مذكرة توقيف استنادا لاتهامات تتعلق بارتكابه إبادة جماعية في النزاع القائم بإقليم دارفور غرب السودان، ولكن عدم توقيع الجزائر على هذه الاتفاقية التي تعرف باتفاقية روما سيعفيها من المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي.
الزيارة هذه والتي ستدوم 3 أيام ستسمح لرئيسي البلدين بتبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما الرهانات التي تواجهها الأمة العربية من أجل تعزيز وحدتها وتأكيد حقوقها وكذا الحفاظ على السلم والأمن في إفريقيا، خاصة وأن حلول الأزمة سواء في سوريا أو في ليبيا تجد لها نقاط تقاطع بين البلدين، وفي ظل توجيهات الرئيس بوتفليقة ونظيره السوداني سيغتنم وفدا البلدين هذه الفرصة لدراسة فرص التعاون في عدة قطاعات والشراكة الاقتصادية القائمة بين الجزائر والخرطوم، وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبر في رسالة بعث بها إلى نظيره السوداني حسن عمر البشير في مارس الفارط بمناسبة التوقيع على وثيقة إعلان المبادئ لسد النهضة الإثيوبي عن "بالغ ارتياحيه لعلاقات الأخوة المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي الوثيق القائم بينهما" مبرزا حرصه على "تعزيزه وتطويره في شتى المجالات ".
بدوره أشاد الرئيس السوداني حسن عمر البشير -خلال استقباله لرئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ممثل الرئيس بوتفليقة في مراسم تنصيبه رئيسا للسودان في بداية جوان الماضي إثر اعادة انتخابه-رئيسا للسودان "بمواقف الجزائر التي تبذلها لضمان استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي نفس السياق أكد السفير السوداني بالجزائر عصام عوض متولي خلال فعاليات الأسبوع الثقافي للسودان المنظم في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" أن العلاقات بين الجزائر والسودان "تتميز بتقارب في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية كملف القضية الفلسطينية وحول ضرورة ضمان استقرار ليبيا ووحدتها الإقليمية وحول عديد القضايا الأخرى "، وذكر الدبلوماسي أن الجزائر "تؤدي دورا رائدا بالمنطقة بفضل ديبلوماسيتها المحنكة التي قادت ببراعة الوساطة الدولية المتعلقة بالمفاوضات بين الماليين". وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين أوضح رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية بالجزائر بأنها تسجل "ديناميكية ملحوظة شيئا فشيئا"، مؤكدا بأن الاجتماع المزمع قبل نهاية السنة الجارية للجنة المختلطة بين البلدين سيعمل على "تعزيز روابط التعاون والارتقاء بها إلى أعلى المستويات"، ويتعلق الأمر حسبه "بمشاريع قادرة على تكثيف "الاستثمارات الجزائرية ببلاده، كما تحدث السفير بالمناسبة عن مشروع توأمة بين مدينتي قسنطينة والخرطوم الذي ستحدد ملامحه "في وقت لاحق".
أما في المجال الاقتصادي أيضا تم الاتفاق بين البلدين في جوان الماضي على إعداد مذكرة تفاهم تحدد محاور التعاون في مجال البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال قائم على المصلحة المشتركة، وسيتم التوقيع على هذه المذكرة خلال الدورة المقبلة للجنة المشتركة الجزائرية-السودانية

إكرام. س.

من نفس القسم الوطن