الوطن

حمروش: "الجزائر مخيّرة بين التغيير أو الكارثة"

جدّد ثقته في قدرة الجيش على وضع حل للأزمة



حذر، رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش من النقاشات الحالية التي تطبعها "البيزنطية"، بتبريرات قال بأنها غير مقبولة، كما جدد الحديث عن وضع خطير تعاني منه الجزائر وهو التصادمات الحاصلة في أعلى هرم السلطة، والأزمة الاقتصادية وعوامل أخرى تكون قد ألقت بظلالها على الجزائر وجعلتها مخيرة بين "التغيير أو الكارثة"، وجدد المتحدث تأكيده على قدرة أو ثقته في أن يكون الجيش يمتلك أدوات الحل، حيث قال بأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على إنهاء قاعدة "التوكيل المقدس" قبل أن يضيف "أتمنى أن يكون الجيش في قلوب وأذهان الجزائريين"، ولدى تطرقه للتغييرات الأخيرة التي شهدتها المؤسسة العسكرية" الدياراس"، رفض المتحدث الخوض فيها كثيرا واكتفى بالتأكيد على أن "التغييرات الأخيرة لم تتوقف عند تغيير الشخصيات بل امتدت إلى تغيير المهام وتحويل الهياكل وهذا أمر جيد"، ولم يخرج رجل الإصلاحات عن خطاباته وتصريحاته التي اعتاد أن يخاطب بها الجزائريين منذ انسحابه من باقي المنافسة على كرسي الرئاسة في 1999 أمام المترشح عبد العزيز بوتفليقة وكرر في تلميحاته إلى أنه لا يزال رهن إشارة الجيش أن أرادت وضع الثقة فيه لإخراج الجزائر من عنق الزجاجة، خاصة وأنه حرص على تقديم رؤية لحل الأزمة الاقتصادية التي يبدو بأنها مفتاح أزمات الجزائر، بعد أن رأى بأن الذهاب نحو رئاسيات مسبقة كما تنادي المعارضة سواء تلك التي تشكل التنسيقية أو هيئة التشاور أمر لا جدوى منه.

تغييرات الدياراس.. أمر جيد!

وصف مولود حمروش التغييرات الأخيرة التي طرأت على جهاز المخابرات، وتمت بموجبها إحالة الرجل الأول على الجهاز الفريق محمد مدين على التقاعد بـ"الشيء الجيد"، وأضاف يقول: " التغييرات الأخيرة لم تتوقف عند تغيير الشخصيات بل امتدت إلى تغيير المهام وتحويل الهياكل وهذا أمر جيد "، ووضع هذه التغييرات في خانة أن الجزائر اليوم بحاجة إلى ما قال" تغييرات الآليات السياسية والاقتصادية "، خاصة وأنها لم تتعلق بالأشخاص فقط بل طالت المؤسسات من خلال تغيير بعض المصالح من سلطة جهاز المخابرات إلى سلطة وزارة الدفاع.

بناء توافق وطني هو حل للأزمة!

أخذ الشق الاقتصادي وتقديم حلول للأزمة التي تعاني منها الجزائر، أهم المحاور الكبيرة التي ركز عليها حمروش في ندوته أمس بـ"منتدى الحوار "، وحاول المتحدث أن يؤكد على خطورة الوضع الذي تمر به الجزائر والذي سيكون حله بآليات يشارك فيها الجميع دون إقصاء أو لدى تقديمه لوصف حول الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد حاليا قال حمروش بأنه " خطير" نتيجة للتدهور الكبير في عائدات البلاد من المحروقات مؤكدا أن الجزائر مخيرة بين التغيير أو مواجهة كارثة اجتماعية واقتصادية، خلال السنوات الثلاث المقبلة، وقال في هذا الشأن تحذيرا للحكومة بخطورة ما ينتظرها أن استمرت في انتهاج السياسية التي تحتكم إليها اليوم في إدارة الأزمة التي خلفتها تداعيات انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية، وخاطب الحكومة يقول " الجزائر أمام خطر وشيك"، نتيجة ما أسماه بـ " فشل الاختيارات التي أخذ بها بعد الاستقلال والتي لم يتحقق منها إلا الشيء القليل، ويتعلق الأمر بالمشاريع التي لم تجسد ميدانيا والرامية إلى تنمية المجتمع وتقويته وتلك الهادفة إلى تحصين السيادة الوطنية وتعزيز الاستقلال وتطوير الاقتصاد وتشييد الدولة الوطنية وبناء مجتمع حر متعاضد، مؤكدا أن الخيار هو بين أن نعيش أزمة حل كل المعضلات أو أن نعيش كل المعضلات في الانسداد"، مضيفا "أن بلدانا شبيهة لبلدنا وبطاقات محدودة وإمكانيات متواضعة نجحت أحسن منا وهي تتقدم علينا على كل الأصعدة".
 هذا ودعا حمروش النخب الوطنية وفعاليات المجتمع المدني إلى ضرورة وضع مشروع حقيقي تحمله نخب ويسنده المواطنون ستكون له حظوظ وافرة في إخراج الجزائر من المأزق الاقتصادي والمالي الذي تعرفه الآن.

الرئاسيات المسبقة.. ليست الحل!

ولم يخالف مولود حمروش التوقعات، وانتقد حلفاء الأمس ممن شارك معهم في بلورة تصورات ندوة مزافران التاريخية لأقطاب المعارضة السياسية في الجزائر، حيث سار على النقيض وهو يشير إلى أن حل الأزمة في الجزائر سوف لن يأتي عن طريق الذهاب نحو إجراء رئاسيات مستبقة كما تنادي المعارضة، وأوضح في هذا الصدد بأن الدعوى لانتخابات رئاسية مسبقة لا جدوى منها".

أحداث أكتوبر.. حقيقة مطموسة!

ولدى تطرقه لأحداث أكتوبر التي قرر الخروج فيها مرّة أخرى على الجزائريين ليدافع عن قناعاته السابقة دون أن يقدم البدائل التي تجعله محور استقطاب للقوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني، قال حمروش بأن للحقيقة ثلاثة أوجه في الجزائر الأولى مطموسة والثانية مؤقتة والثالثة الأقرب إلى الحقيقة والتي قال بأنها تلك التي يتداولها عموم الشعب في المقاهي في حين تبقى الحقيقة المطموسة التي لا يمكن لأي أحد أن يتجرأ على الخوض فيها بينما الحقيقة الثانية فهي التي يقدمها النظام لتخدم مصالحه ليس إلا، وعدا ذلك رفض المتحدث الخوض في الأحداث التي كانت محطة مهمة في تاريخ الجزائر.
إكرام. س

من نفس القسم الوطن