الوطن

الجزائر عارضت تدخل الناتو في ليبيا خشية تحول هذا التدخل إليها مستقبلا

في تقرير يتحدث عن رسائل هيلاري كلينتون بشأن التنافس الدولي لتقسيم ليبيا



استثنت رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية المسربة مؤخرا، الجزائر من قائمة الدول التي كانت ترغب في تقسيم ليبيا، وذكرت دولا مثل فرنسا وبريطانيا ودولا أخرى دعمت عملية الناتو في ليبيا والتي انتهت بالقضاء على الرئيس الليبي معمر القذافي، وحسب تقارير إخبارية فإن كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية ذكرت في رسائلها بالبريد الإلكتروني أن الجزائر وسوريا واليمن، كانت رفضت التدخل العسكري في ليبيا وعارضت عملية الناتو ولم تدعم الثورة الليبية لأنها خشيت حسبها من وصول الحرب إليها.
وفي هذه الرسائل تحدثت كلينتون فيها عن محاولات تقسيم ليبيا، وذكرت ما أسمته التنافس الدولي والإقليمي من أجل الحصول على فرص اقتصادية واستثمارات لصالحها أهمها فرنسا وبريطانيا ودول عربية دعمت العملية العسكرية في ليبيا، وحسب تقارير إخبارية، فكلينتون قالت في رسائلها أن اتفاقات سرية "مبدئية" حصلت في فترة المجلس الانتقالي، لكن ورد اسم الجزائر عرضا في هذه الرسائل، حيث ذكرت أنها عكس الثورة المصرية، رفضت الجزائر دعم ما سمي بالثورة الليبية وحذرت من محاولات إسقاط النظام بالتدخل العسكري، واستنادا لهذه الرسائل، فالخارجية الأمريكية رأت أن الحكومة الجزائرية اعتبرت أن تدخل الناتو في ليبيا قد يضرها مستقبلا، وكانت تخشى من سنّ سابقة قد تكون عرضة لها، في حين سوريا نجت من الناتو بفضل الفيتو الروسي والدعم الإيراني الهائل (عسكريا وماليا)، أما اليمن فلم تحسب حساب أن يظهر لها "ناتو" مصغر في صيغة تحالف خليجي ـ مصري تقوده السعودية.
وفي ذات التقرير، فإن إحدى رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون وورودها من مصدر مجهول بتاريخ 12 أفريل 2011 تظهر كيف لعبت بريطانيا دوراً مزدوجاً في تعاملها مع المسألة الليبية، فظاهرياً، شاركت ضمن حلف الناتو في الحرب الجوية المساندة لحرب الثوار على الأرض ضد قوات نظام القذافي، وسرّياً (استخباراتياً) فتحت قناة تواصل مع مسؤولين بارزين في نظام القذافي، كي تضمن لها دوراً سياسيا ومصالح اقتصادية، إذا ما فشلت الثورة في إسقاط النظام، وبات البديل تقاسم السلطة، وكان للمخابرات البريطانية دور كبير في تحويل كفة الصراع في ليبيا لصالح "الثوار"، وفي غضون ذلك، كانت فرنسا تعمل عكس جهود الجزائر التي كانت تحذر عبر قنواتها الدبلوماسية من التدخل العسكري في ليبيا، واتهم التقرير حسب الرسائل، الجزائر بمحاولتها تزعم المنطقة بدل مصر، وأن تنافسا بين الدولتين ظهر في فترة ما سمي بالثورة في ليبيا

إلياس تركي.

من نفس القسم الوطن