الوطن
المعلم في الجزائر مآزر بيضاء تركض وراء "الخبزة"
يعاني مشاكل مهنية، اجتماعية واقتصادية ويعدّ الحلقة الأضعف في المنظومة التربوية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 أكتوبر 2015
• نقابات التربية: الأستاذ لم يأخذ حقه بعد
احتفل القطاع التربوي أمس باليوم العالمي للمعلم الذي جاء هذه السنة تحت شعار "تمكين المعلمين، بناء المجتمعات المستدامة" وهو الشعار الذي يؤكد حقيقة أن المعلمين ليسوا مجرد وسائل لتنفيذ أهداف التعليم، بل إنهم مفتاح الاستدامة والقدرات الوطنية لتحقيق التعلم وبناء مجتمعات تستند إلى المعارف، والقيم والأخلاق، هذا الشعار الذي لم تتخذه الحكومة ووزارة التربية أساسا لسياستها تجاه المعلم عندما همشته وجعلته يركض فقط وراء "الخبزة"، فالمعلم في الجزائر لا يزال يعاني وضعية اجتماعية واقتصادية مزرية ويعدّ الحلقة الأضعف في منظومة التربوية.
لا يزال المعلم في الجزائر يعيش ظروفا مهنية اجتماعية واقتصادية مزرية تعكس إهمال الحكومة ووزارة التربية له رغم أنه أساس القطاع وكل القطاعات فرغم الدور الأساسي والفعّال الذي يلعبه المعلم، إلا أن هذا الأخير لم تعط له القيمة الحقيقية، ولم يحض بالاهتمام اللازم وبحلّ كل المشاكل التي لايزال يعاني منها مهنيا واجتماعيا، حيث انعكست مشاكل المعلم التي لا تزال عالقة مباشرة على التلميذ، وتعد رواتب الأساتذة سواء في جامعاتنا أم في مدارسنا هي الأضعف على مستوى العالم، ما يجعل المعلم ببلادنا يعيش في محيط لا يحفزه على الإبداع والبحث، لأنه يجد نفسه مجبرا على الانشغال بأمور أخرى كالبحث عن الإيجار، وتضييع وقته في المواصلات، رغم أنه من حق الأستاذ الحصول على "راتب محترم" وتحفيزات مادية بتوفير محيط ملائم له يحفزه ويدفعه إلى الإبداع.
• نقابات التربية: الأستاذ لم يأخذ حقه بعد
من جهته يؤكد الأمين العام للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري أن ظروف المعلمين رغم أنها شهدت بعض التحسن على ما كانت عليه خلال العشرية الماضية ألا أنها لم تصل إلى المستوي الذي يعطي للمعلم الذي كاد أن يكون رسولا حقه، داعيا الحكومة للاهتمام أكثر بوضعية المعلمين مؤكدا أمله أن يأتي الحوار الذي ترعاه وزارة التربية بنتيجة ملموسة لفائدة المعلمين والأساتذة وأضاف دزيري أن الحوار متواصل مع وزارة التربية وهو مزود باقتراحات وحلول عملية، قائلا: "إن أملنا كبير خاصة في اللقاءات الثنائية المرتقبة من أجل إعادة جسور الثقة أكثر مع إعادة الأمل أكثر للمعلمين".
من جهته دعا المكلف بالإعلام لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابست"، مسعود بوديبة إلى الاستثمار في المعلمين والاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية والمهنية، والاهتمام بتحسين نوعية البرامج والمناهج التربوية وظروف تمدرس التلاميذ وتكافؤ فرصهم والتكفل الجيد بتكوين المؤطرين المختصين والمؤهلين.
في حين أكد الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية فرحات شابخ أن اللقاءات المرتقبة مع وزارة التربية ستكون يوم 15 أكتوبر وتجتمع فيه مع مختلف النقابات لرد الوزارة على كل الانشغالات. هذا ويأمل الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية أن تحل كل المشاكل حتى تعطي للقطاع الاستقرار، حيث أشار إلى أن وضعية المعلم تحسنت مقارنة بالماضي، ولكن بقيت بعض النقاط لتسويتها مقارنة بالمعلم في البلدان الأخرى ولا سيما الاجتماعية منها والتي تعتبر وسيلة من وسائل العمل كي يتفرغ المعلم للعلم وللمطالعة والاهتمام بأبنائه التلاميذ
س. زموش.
