الوطن

الجزائر ترفض استغلال حادثة منى لأغراض سياسية!

لم توجه اتهاما للسعودية بالتورّط في حادث التدافع

 

  • عيسى: 18 حالة وفاة مؤكدة، 23 جريحا بمستشفيات المملكة و61 مفقودا
  • ارتفاع كوطة الجزائر موسم الحج القادم بـ 8000 حاج


قطع وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أي محاولة لجر الجزائر إلى الصراع القائم بين السعودية وإيران لأنها لا تقف موقف اتهام ضد السلطات السعودية في حادثة تدافع الحجاج بمنى ولا تعتبر الحادث ناجما عن "سوء تنظيمها لموسم الحج " لهذا العام، وأنها في منأى عن السجال الدائر حول إعادة مراجعة تنظيم الحج، وأنها لا تستغل بأي شكل من الأشكال هذه الحادثة لأغراض سياسية، ولا تخوض أبدا في موضوع سحب تنظيم الحج من المملكة في وقت تحدث فيه عن الضبط النهائي لقائمة المفقودين والوفيات من قبل السعودية.
وقال محمد عيسى خلال مداخلته في فوروم الإذاعة الوطنية أمس "إنني أخشى أن يكون تدافع منى سببا للاستغلال والتجاذب السياسي العالمي الذي يفتح النقاش حول تنظيم الحج، وإن الجزائر لا تستغل هذه الحادثة الإنسانية لأغراض سياسية وتعتبرها قضاء وقدرا"، وأضاف، أن ما حصل في منى هو مدعاة للتحقيق و"لقد لاحظنا أن المملكة التزمت بتحقيق معمق وسننتظر نتائجه وإلى غاية ذلك لا نود استباق الأحداث"، مشدّدا على أن هذا الحادث خارج عن المألوف، وفي هذا الإطار واصل الوزير كلامه قائلا: "لا نريد أن نمس شرف الحاج الجزائري".
أما بخصوص حصيلة ضحايا حادثة منى، أكد وزير الشؤون الدينية محمد عيسى أنه تم إحصاء 18 حالة وفاة مؤكدة، 23 جريحا بمستشفيات المملكة و61 مفقودا و49 حالة لم تعط إشارة حياة معلقا على اكتشاف بقاء حاجين على قيد الحياة بالجلفة، في وقت نشر خبر وفاتهما، وأشار إلى أن وزارة الشؤون الدينية أبرقت إلى مديريات الولائية المنتشرة عبر 48 ولاية بالوطن من أجل زيارة عائلات الحجاج حسب القائمة المتوفرة لديها من أجل الوقوف على كل المعطيات بعد هذه الحادثة، وشدد على " أننا التزمنا بحج الكرامة الذي وعدنا به، حيث لم يفترش أي حاج الشوارع حتى أن السعوديين شهدوا على الحجاج الجزائريين بصبرهم وجلدهم وبالهبة التضامنية التي لا مثيل لها وكانوا السباقين للتبرع بالدم بل أنهم قاموا بدور المنقذ والمسعف في حادثة منى وفضلوا البقاء خارج الخيم لتمكين المصابين من مختلف الجنسيات من الرعاية الصحية حتى أن المرشدات الدينيات أيضا قاموا بستر النساء العرايا وإدخالهم إلى خيم الجزائريين، قائلا أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية هي نفسها المتخذة في السنوات الماضية ولم تحدث حوادث، والتنظيم المطبق لا يؤدي إلى التزاحم الذي وقع كاشفا عن أن العديد من أعضاء البعثة أصيبوا في تدافع منى منهم طبيب مفقود إلى جانب إطارات من الدولة الجزائرية أصيبوا وبعضهم لا يزال مفقودا في الحادثة.
وقال إنه بعد عودة آخر رحلة سيتم تقييم موسم الحج وعقد مجلس وزاري مشترك سيتم من خلاله بحث موضوع رفع أعداد البعثة وتوزيع وظائفهم من جديد متحدثا عن تعويضات مرتقبة من السعودية للضحايا، وكشف الوزير أن الوزارة تحضر لعقوبات صارمة لمن سرب معلومات إلى وسائل الإعلام وتلاعب بمشاعر العائلات وسيمر على المجلس التأديبي حال عودته من البقاع، وفي السياق ذاته تحدث الوزير عن ارتفاع كوطة الجزائريين من الحج الموسم المقبل إلى 36 ألف حاج بعد أن كانت هذه السنة 28 ألف فقط بسبب توسعة الحرم المكي.
وكشف الوزير أن نصف الحجاج الجزائريين عادوا إلى أرض الوطن عبر 46 رحلة في انتظار اكتمال العدد في آخر رحلة المقررة يوم 19 أكتوبر الجاري، وبعدها يبدأ الحساب إلا أنه لا تزال حالة حاج غامضة في حادثة الرافعة لم يتم التعرف عليها بعد وتم اللجوء إلى تحليل البصمة الوراثية.
هذا وتطرّق وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى التحضير لإنشاء مرصد وطني لمكافحة الانحراف المذهبي والتطرف الديني، قائلا إنه فتح النقاش مؤخرا مع مصالح الوزير الأول عبد المالك سلال، من أجل رفع المرصد ليكون هيئة لدى سلطة عليا وذلك بالنّظر إلى أهمية دوره في صون شبابنا من الأفكار المتطرفة واتجاهه نحو مفاهيم غريبة عن موروثنا الديني تزرعها حركات متطرفة أبرزها حاليا الحركة الداعشية التي لا يدري أحد من أين نشأت ولا تاريخ تطورها الاجتماعي وسيرورتها الإيديولوجية.
وأكد محمد عيسى أن فكرة إنشاء المرصد الوطني لمكافحة الانحراف المذهبي والتطرف، جاءت نتيجة لتطابق انشغال وزارة الشؤون الدينية ووزارة التربية ومراكز الشباب بشأن توجه فئات من الشباب نحو مفاهيم غريبة عن تعاليم الإسلام وأنه بات لزاما حمايتهم من الوقوع ضحايا لأغراض سياسية وتحصين تدين المجتمع عموما، وحماية الشباب من الصهيونية العالمية وقال أن تجرية الجزائر في محاربة تلك الأفكار أصبحت محل اهتمام.

القروض الحسنة ستقدم مستقبلا من مسترجعات القروض القديمة فقط
أكد محمد عيسى أن صندوق الزكاة بعيد عن كل الأزمات الاقتصادية لأنه قوة اجتماعية بحتة مستمدة من إيمان المجتمع بوجوب دفع الزكاة كركن من أركان دينه وهي عقيدة راسخة لا تتغير بتغير الظروف الاقتصادية، وأضاف: "صندوق الزكاة مستعد لكل طارئ ولدينا حساب وطني نلجأ إليه في الأزمات".
وفيما يتعلق بالقروض الحسنة لفائدة الشباب أوضح محمد عيسى أنه تقرر خلال الخمس سنوات القادمة توجيه أموال الزكاة إلى الفقراء فقط، بينما يعطى القروض الحسنة من مسترجعات القروض القديمة فقط، في إشارة منه إلى صعوبة وتأخر استرجاع القروض من أصحابها، وفي هذا الصدد ذكر الوزير أنه خلال الـ 10 سنوات الأخيرة لاحظنا نجاحا لعديد المشاريع التي أنشئت بواسطة القروض الحسنة والتي بلغ عددها 6800 مؤسسة مصغرة خلقت الكثير من مناصب الشغل.
كما أشار الوزير إلى تنظيم لقاء وطني لإطلاق حملة الزكاة في دورتها 14 خلال شهر أكتوبر الجاري، وفي موضوع الأوقاف أكد الوزير محمد عيسى على أن الوزارة استفادت من غلاف مالي جديد من أجل إحصاء الأوقاف والبحث عن الأملاك الوقفية، كاشفا أن قضية إنشاء ديوان وطني للأوقاف ستكون على مكتب الوزير الأول ديسمبر المقبل

أميرة. أ.
 

من نفس القسم الوطن