الوطن

"حج الكرامة"... أسوء موسم حج منذ الاستقلال!

مراقبون يؤكدون أن عيسى أخفق في مهمته وديوان الحج لم يتعلم من أخطائه


•    جلول حجيمي: عيسى وعزوزة كذبا على الجزائريين!
•    جمال غول: موسم الحج هذه السنة عرف الكثير من الأخطاء لكن التقييم النهائي سابق لأوانه
•    عريبي: عيسى سيكون أمام مساءلة قانونية وأخلاقية بالبرلمان بعد عودة البعثة الجزائرية

لم يختلف موسم الحج لهذه السنة عن المواسم الأخرى كثيرا فيما يخص التنظيم الكارثي الذي وضع الحجاج الجزائريين في معاناة حقيقية بالبقاع المقدسة، فرغم التطبيل الإعلامي الذي سبق الموسم وتصريحات الوزير الوردية إلا أن موسم الحج هذه السنة كان من بين أسوء المواسم على الإطلاق ومنذ الاستقلال خاصة مع الحوادث المميتة التي عرفها الحرم المكي وبقاء أكثر من خمسين حاجا جزائريا في عداد المفقودين لغاية الآن.
مع بداية التحضير لموسم حج 2015 أطلق وزير الشون الدينية والأوقاف عددا هائلا من التصريحات التي طمأنت الحجاج أن موسم هذه السنة سيكون مختلفا 180 درجة عن السنوات الماضية، حيث قالها عيسى ليس مرة بل مرات أن حج هذه السنة سيكون "حج الكرامة"، مشددا على وضع عقوبات قاسية على الوكالات التي لا تحترم دفتر الشروط، ليتضح وبمجرد توديع الحجاج لذويهم وأهاليهم بمطار هواري بومدين أن ما تحدث عنه عيسى مجرد هرج إعلامي يدخل في إطار الدعاية لا غير، في حين كشف عشرات الحجاج الذين عادوا من البقاع المقدسة عن تفاصيل مأساة عاشها أغلبهم بدأت بتعقيدات إجراءات السفر بأرض الوطن وتواصلت فصولها في البقاع المقدسة وعبر كل المحطات التي يمر الحاج بها في رحلة العمر التي لم تعد كذلك مع البعثة الجزائرية، خاصة أن الأوضاع في مكة المكرمة لم تكن على ما يرام بسبب الحوادث التي عرفها الحرم المكي بداية بسقوط الرافعة وصولا إلى حادثة التدافع بمنى، والتي خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى. ويجزم المتتبعون لموسم الحج هذه السنة أن هذا الموسم كان الأسوأ على الإطلاق رغم أن عدد من أعضاء البعثة لا يزالون في البقاع المقدسة لكن وبحسب المؤشرات الأولية فإن وزارة الشؤون الدينية قد أخفقت هذه المرة في مهمتها إخفاقا ذريعا.

•    جلول حجيمي: عيسى وعزوزة كذبا على الجزائريين!
وفي هذا الصدد قال رئيس نقابة الأئمة جلول حجميي في تصريحات لـ"الرائد" نحن كأئمة كنا نأمل أن توفق وزارة الشؤن الدينية والديوان الوطني للحج والعمرة بمعية الوكالات السياحية في تنظيم موسم الحج خاصة مع التصريحات التي سبقت الموسم والتي بثت نوعا من الطمأنينة في نفوس الحجاج"، مضيفا "هذه السنة سمعنا شعارات عديدة لكن الواقع كان العكس فقد رأينا مظاهر للشقاء والغبن لدى الحجاج الجزائريين ولم يختلف موسم الحج هذه السنة عن السنوات الفارطة والأخطاء لا تزال هي نفسها التي وقعت فيها البعثة هذه السنة". وفي السياق ذاته قال حجيمي أن نقابة الأئمة كهيئة تمثل الإمام لم تشارك في عملية تنظيم موسم الحج وهو ما انتقده المتحدث بشدة، معتبرا عدم إشراك نقابة الأئمة في العملية تجاهل غير مبرر، واعترف حجيمي بعدم مسؤولية نقابة الأئمة عن أئمة بعثة الحج المرافقة لضيوف الرحمان، بما أن هيئة الأئمة لم تُشارك في عملية الانتقاء ولا بالتنسيق مع الوزارة، بالرغم من أهمية اختيار أئمة أكفاء لإرشاد الحجاج لأداء الركن الخامس بطريقة صحيحة، مشيرة إلى أن معايير العملية غير معروفة. من جهة أخرى اقترح حجيمي على وزارة الشؤون الدينينة والأوقاف فتح نقاشات داخلية واسعة على مستوى كل الهيئات التي تشارك في عملية التحضير ومرافقة الحجاج، مؤكدا أنه علينا التعلم من أخطائنا والاستفادة منها لعدم تكرارها مستقلا. وأكدا رئيس نقابة الأئمة على ضعف الخدمات والتأطير خلال هذا الموسم، مكذبا بذلك جميع وعود الوزير محمد عيسى ورئيس ديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة، بقوله إنهما استغلا بعض الأبواق الإعلامية لإقناع الجزائريين بتجسيد ما يسمى بـ"حج الكرامة". من جانب آخر قال حجيمي في قضية الحجاج المفوقدين بمكة بعد حادثة التدافع التي وقعت بمنى أن العدد هائل محملا السلطات السعودية جانبا من المسؤولية، في حين قال أن الجانب الأكبر تتحمله البعثة الجزائرية التي من المفروض أنها على علم بمواقع كل الحجاج الجزائريين، مضيفا أنه "إن لم يتم العثور على حجاجنا فإن الجزائر ستكون من بين أكثر الدول المتضررة من موسم الحج هذه السنة".

•    جمال غول: موسم الحج هذه السنة عرف الكثير من الأخطاء لكن التقييم النهائي سابق لأوانه
من جهته قال رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن تقييم موسم الحج سابق لأوانه لأن أعضاء من البعثة الجزائرية لا يزالون بمكة المكرمة، مضيفا في السياق ذاته "حقيقة موسم الحج لهذه السنة عرف عددا من المشاكل ولم نكن نتوقعها يضيف غول بالنظر للتصريحات التي أكد فيها وزير القطاع أن موسم الحج لهذه السنة سيكون استثنائيا". وفي السياق ذاته قال غول أن المجلس الوطني للأئمة كان على اطلاع وعلى اتصال بالأئمة والمرشدين الدينيين بالبعثة الجزائرية وهو حاليا ينتظر عودة كل البعثة من أجل تلقي تقارير الأئمة والمرشدين لوضع تقرير نهائي يقيم موسم الحج هذه السنة وسينشر عبر جميع وسائل الإعلام. من جهة أخرى وعن الحوادث التي عرفها البقاع المقدسة هذه السنة قال غول أن ما عرفه موسم الحج من حوادث خارج عن نطاق البعثة الجزائرية والسلطات السعودية، بالمقابل حمّل غول مسؤولية الـ 54 حاجا جزائريا المفقودين للبعثة الجزائرية الذي قال أنها هي المسؤولية في المرتبة الأولى عن أمن وسلامة الحجاج.
•    عريبي: عيسى سيكون أمام مساءلة قانونية وأخلاقية في البرلمان بعد عودة البعثة الجزائرية من البقاع المقدسة

من جانبه فتح النائب بالبرلمان حسن عريبي النار على وزير الشؤون الدينينة والأوقاف محمد عيسى حيث أكد في تصريحات لـ"الرائد" أن التطمينات التي أطلقها عيسى قبل موسم الحج تدخل في إطار الشهرة الإعلامية لخدمة مصالح الوزير نفسه، مضيفا أن الحجاج الجزائريين اصطدموا بأوضاع كارثية بالبقاع المقدسة، معتبرا أن ديوان الحج والعمرة لا يستفيد من الأخطاء المتكررة والأوضاع المزرية التي يعيشها الحجاج كل سنة. وقال عربي في السياق ذاته أن وضع الحجاج الجزائريين في البقاع المقدسة كان هذه السنة أسوأ من وضع حجاج بعض الدول التي لا تتوفر على مثل ما تحوزه الجزائر من وسائل وإمكانات، مؤكدا أن الجزائر هي في ذيل ترتيب الدول الإسلامية من حيث مستوى الخدمات التي تقدمها البعثة الجزائرية للحجاج، مشيرا إلى غياب المؤطرين والمشرفين بمجرد وصول الحجاج للسعودية، حيث يبقى كبار السن في حالة يرثى لها، وفي السياق ذاته قال عريبي أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسي سيكون أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية أمام البرلمان الأيام المقبلة، حيث كشف عريبي أنه وبعد عودة كل البعثة الجزائرية لأرض الوطن والاطلاع على كافة التفاصيل فإن عددا من النواب سيحضرون لمساءلة الوزير عن الأخطاء والخروقات والتقصير الذي حدث خلال موسم الحج لهذه السنة، خاصة وأنه هناك أزيد من 50 حاجا لا يزالون مفقودين بالبقاع ومصريهم مجهول، واصفا تعامل وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الدينينة مع هذا الملف بالمخزي.
س. زموش

من نفس القسم الوطن