الوطن

الجنرالات أمام العدالة

في مدة لم تتجاوز الشهر والنصف تم اعتقال اثنين منهم

 

  • بن حديد سيخضع للتحقيق أمام النيابة العسكرية يوم غد الأحد


يرتقب أن يعرض الجنرال المتقاعد، حسين بن حديد على التحقيقات أمام النيابة العسكرية يوم غد الأحد حسب ما نقلته مصادر مطلعة لـ" الرائد "، وكان بن حديد قد ألقي عليه القبض وفق تقارير إعلامية في الساعات الماضية من قبل قوات الأمن بعد شكوى لوزارة الدفاع الوطني، وهذا بعد أن قام بكشف عن معلومات حساسة اطلع عليها خلال فترة عمله، حيث نقل مباشرة إلى البليدة، ريثما يعرض على التحقيقات خلال الساعات القادمة. ولا تعد في الجزائر محاكمة الجنرالات سابقة فقد تكررت من قبل مع الجنرال بن لوصيف في 1993، وحتى اعتقال الجنرال حسان أول من يتم إدخاله للعدالة والحكم عليه من الجنرالات، ولطالما ارتبطت مسألة إدخال جنرال إلى جلسات المحاكم بأزمة ما تلوح في الأفق في الجزائر وارتبطت بتوازنات داخل النظام السياسي أو تنافس المحاور من أجل الهيمنة والانفراد بالحكم، وبغض النظر عن صحة التهم الموجهة إليهم من عدمه إلا أن مثل هذه المحاكمات دوما ما كانت تشد الرأي العام والمراقبين والفاعلين السياسيين داخل البلاد وخارجها وتثير التأويلات أمام صمت السلطات وعدم تواصلها مع الرأي العام.
وجاءت حيثيات اعتقال الجنرال حسين بن حديد الذي تشير كل التوقعات بتوجيه تهمة له تتعلق بإفشاء أسرار عسكرية عقب تصريحات سابقة له آخرها كانت تلك التي أدلى بها لقناة المغاربية والتي اتهم فيها أطراف كثيرة بالتورط في الفساد، كما تحدث فيها بإسهاب حول فترة العشرية السوداء أو ما يعرف بالمأساة الوطنية، واعترف فيها بوجود أخطاء للجيش في مكافحتهم للإرهاب، كما تحدث عن اللقاءات التي كانت تدور في تلك الفترة وعن دور الجيش السياسي فيها، والملفت للانتباه أن بعض قيادات الفيس والتي كانت تتهمه فيما سبق بـ" الدموي " وتقول بأنه حين كان يشرف على قيادة الناحية العسكرية الثالثة ببشار في نوفمبر 1994، استعمل المدافع وقام بتفجيرات هناك تجاه مدنيين، هي نفسها التي تقدمه اليوم كضحية أمام الرأي العام الوطني والدولي، كنموذج لغياب الديمقراطية والحرية في البلاد.
ويعد هذا الاعتقال الثاني في صفوف الجنرالات في أقل من شهر ونصف، حيث كان خضع الجنرال حسان في 28 أوت المنصرم، وأحيل على القضاء العسكري بالبليدة بعد توجيه تهم خطيرة جاءت مع سلسلة التغييرات التي تجرى على مستوى المؤسسة العسكرية والجيش في الآونة الأخيرة والتي كانت أهمها تلك التي مست جهاز المخابرات والتي تم فيها إحالة الفريق محمد مدين على التقاعد


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن