الوطن

"الأفلان": ميثاق المصالحة هزم الإرهاب وخلق إجماعا وطنيا ضد التطرف

في الذكرى العاشرة للاستفاء على ميثاق السلم والمصالحة

  • "الأرندي": يدعو لدسترة قيم المصالحة الوطنية وإنشاء جائزة لها
  • المعارضة: لا بد من التكفل ببقايا ضحايا المأساة


رافعت أحزاب الموالاة بالمجلس الشعبي الوطني لصالح دسترة المصالحة الوطنية حيث اقترح رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أن يكون يوم 29 سبتمبر من كل سنة يوما وطنيا للمصالحة الوطنية في كل أنحاء الجزائر، فيما طالب الأرندي بضرورة إدراج سياسة السلم والمصالحة الوطنية في البرامج التربوية الرسمية وإنشاء جائزة دولية للسلم والمصالحة الوطنية، بالمقابل شكل ملف المصالحة نقطة تلاقي بين الموالاة والمعارضة التي طالبت الرئيس بالعفو الشامل وإنهاء معاناة فئات أخرى لم يشملها القانون.
أوضح ولد خليفة في كلمة ألقاها بمقر المجلس خلال اليوم البرلماني حول "السلم والمصالحة الوطنية والتنمية في الجزائر"، أن "الرئيس بوتفليقة عاهد الشعب الجزائري ووفى بعهده والنتائج الإيجابية واضحة للعيان ولا تحتاج إلى دليل، حقا لقد كان العهد مسؤولا"، داعيا الجزائريين لتثمين مكاسب ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والمحافظة عليها، واقترح في هذا الصدد لأن يكون يوم 29 سبتمبر من كل سنة يوما وطنيا للمصالحة الوطنية في كل أنحاء الجزائر، للتعريف بمسارها ونتائجها خارج البلاد، واصفا المصالحة بالإنجاز الاستراتيجي للجزائريين ولكل أنصار السلم والأمن في العالم.
وأفاد ولد خليفة " نجاح الهندسة الدقيقة لقانون المصالحة سمح ببناء السلم والأمن وهي ابتكار جزائري مستمد من دروس ماضيه وواقعه في تلك المرحلة المؤلمة من عشرية التسعينيات، وتوفير مزيد من المناعة للجزائر في محيط مضطرب أدى إلى انهيار الدول والتدخل الخارجي ومآسي نشاهدها اليوم في قوارب الموت التي يغامر فيها الآلاف من اللاجئين في أمواج المتوسط"، مستطردا "توصف الجزائر بحق بالجزيرة الآمنة والمستقرة في جوار قريب وبعيد فقدت فيه الكثير من البلدان سيادتها وخسرت مكانتها في مجمع الأمم"، مؤكدا "تمكنت الجزائر بقيادة الرئيس من وضع استراتيجية للتنمية المستدامة منحتها درجة مرتفعة من المناعة".
وقال "لقد أصبحت الجزائر نموذجا ناجحا لإنجاز السلم والمصالحة، وهو ما جعل الكثير من الدول تستلهـم من التجربة الجزائرية لاستعـادة الأمـن والاستقرار كما مكّن الدبلوماسية الجزائرية من الحصول على ثقة الكثير من البلدان في جوارنا الجيو سياسي والأمني لمساعدتها على استعادة الأمن والاستقرار لأنّ الجزائر تحترم سيادة البلدان ولا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا تساوم ولا ترضخ لأي ضغوط في هذه المسألة"، وأكد رئيس المجلس أن مبادرة بوتفليقة الشجاعة والحكيمة بميثاق السلم والمصالحة الوطنية تمكنت من هزيمة الإرهاب وتجريده من أسلحته التضليلية وتأسيس إجماع وطني واسع النطاق يرفض المجموعات المتطرفة التي تتخذ من ديننا الحنيف مطية للإغراء والتغرير، أي التجنيد نحو التطرف العنيف والإرهاب.

"الأرندي" يدعو لدسترة قيم المصالحة الوطنية وإنشاء جائزة لها

دعا أمس محمد قبيجي، رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي إلى دسترة قيم السلم والمصالحة الوطنية، وضرورة إدراج سياسة السلم والمصالحة الوطنية في البرامج التربوية الرسمية وإنشاء جائزة دولية للسلم والمصالحة الوطنية وذلك احتفاء بالذكرى العاشرة للاستفتاء على قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية المصادف لـ 29 سبتمبر.
وأوضح قبيجي في كلمته خلال اليوم البرلماني حول "السلم والمصالحة الوطنية والتنمية في الجزائر " احتفاء بالذكرى العاشرة للاستفتاء على قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، أن هذه الأخيرة ستبقى تشكل العنوان الأبرز في كتب تاريخ الجزائر المعاصرة سواء تلك التي يدونها المؤرخون أو تلك التي يكتبها الساسة والمفكرون، مضيفا "هي التي انتقلت بالبلاد من مرحلة الدم والدموع إلى مرحلة الأمن والاستقرار مكرسة لقيم المحبة والتسامح والإخاء وهو ما كانت له انعكاساته الإيجابية على واقع التنمية التي قفزت بها البلاد من حالة الحطام والخراب والدمار إلى حالة الرقي والنماء والازدهار التي يشهد عليها البعيد قبل القريب ويعترف بها العدو قبل الصديق.
وفي السياق ذاته أشار رئيس المجموعة البرلمانية لـ "الأرندي" إلى أن ما تحقق من مشاريع استراتيجية ضخمة كالطريق السيار ومترو الأنفاق بالعاصمة ومشاريع الترامواي بعدة ولايات وملايين الوحدات السكنية وبرامج الدعم الفلاحي وبرامج التشغيل من خلال خلق مئات الآلاف من المؤسسات المصغرة وبرامج التنمية الريفية ومخططات التهيئة الحضرية التي شملت أرض الجزائر.

"الأفلان": ميثاق المصالحة هزم الإرهاب وخلق إجماعا وطنيا ضد التطرف

بالمقابل أكد أمس رئيس كتلة جبهة التحرير الوطني محمد جميعي أن نجاح التجربة الجزائرية الرائدة في صناعة السلم والمصالحة، أرست دعائم إصلاحات سياسية كبرى بادر بها رئيس الجمهورية لأجل الوصول لدولة الحق والقانون واحترام الرأي والرأي المخالف في ظل الاحترام والتقدير فأضحت الجزائر منارة للسلم وأملا للديمقراطية ومثالا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح جميعي في كلمته باليوم البرلماني حول "السلم والمصالحة الوطنية والتنمية في الجزائر " احتفاء بالذكرى العاشرة للاستفتاء على قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، أن نظرة الرئيس بوتفليقة التي ساندها الحزب ودعمها كانت نظرة ثاقبة سديدة، فالمصالحة الوطنية رغم كيد الكائدين وسراب المشككين ضمنت للجزائر مناعتها وللجزائريين كرامتهم، معتبرا أن وحدة الأمة نعمة يجب شكرها وقوة يجب صونها وعزة يجب الحفاظ عليها، مشيرا إلى أن ميثاق المصالحة الوطنية هزم الإرهاب حقا وخلق إجماعا وطنيا ضد التطرف وكرس نظرية التنمية دون أمن ولا بديل عن سلوك التسامح والمصالحة في سبيل طريق التطور والتقدم.

المعارضة: لا بد من التكفل ببقايا ضحايا المأساة

بالمقابل، دعا النائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف الرئيس إلى ضرورة ترقية المصالحة إلى عفو شامل مع استفادة فئات أخرى من المصالحة على غرار السجناء السياسيين وكذا عائلات المفقودين والمسرحين من المؤسسات الاقتصادية خلال العشرية السوداء.
 أمال. ط

من نفس القسم الوطن