الوطن

ساركوزي يحنّ إلى فرنسا الاستعمارية ويدعو للنبش في اتفاقية إيفيان

جدد إظهار حقده على الجزائر




جدد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أحقاده ضد الجزائر بإيحاءات بدت أنها تكن خطاب الكراهية ضدّ كل ما هو جزائري، حين دعا إلى مراجعة بنود اتفاقية إيفيان، وبدت تصريحاته التي دعت للنبش في الاتفاقية تمهيدا للانتخابات المقبلة في محاولة منه لبلوغ قصر الإليزيه من بوابة الجزائر واستغلال ارتفاع خطر الإسلاموفوبيا، وعاد إلى طبيعته المبنية على الصيد في المياه العكرة بإعادة فترة مهمة في تاريخ الجزائر للنبش فيها بالتحريض على إعادة النظر في الاتفاقية التي منحت الجزائريين المقيمين في فرنسا حق التمتع بكل الامتيازات التي يتمتع بها الفرنسيون ماعدا السياسية منها.
أثار ساركوزي إمكانية إعادة النظر في اتفاقيات إيفيان، التي وضعت حدا للاستعمار الفرنسي للجزائر، معلقا أن "1962 تعود للماضي البعيد"، حيث لمح لإعلان مبدأ التعاون الاقتصادي والمالي، في بابه الثاني الذي يحدد المبادلات بين البلدين بعد تقرير المصير والذي يحق في مادته الثانية للرعايا الجزائريين المقيمين في فرنسا وخاصة العمال نفس الحقوق التي يتمتع بها الفرنسيون فيما عدا الحقوق السياسية، وهي الحقوق أيضا التي أقرتها اتفاقية الهجرة لعام 1968 والمصالح المشتركة بين الجزائر وفرنسا، وهي الاتفاقية التي تسهل إقامة الجالية الجزائرية في فرنسا وشروطها المسيرة حاليا بالقانون العام الفرنسي، والتي تستفيد بامتيازات باعتبارها أكبر جالية في فرنسا، وهي أيضا الاتفاقية التي كانت باريس تنوي لتعديلها سنة 2012 دون الوصول إلى اتفاق مع الجانب الجزائري، وهي الفكرة التي كانت في أجندة حملته الرئاسية لسنة 2012 بنصيحة من مستشاره باتريك بويسون، وأسقطها منها في النهاية، حسب ما أورده كتاب من الصحفيين العالمية آريان جيمن وفانيسا شنايدر.
كان ذلك حسب جريدة "لوبوان الفرنسية" أثناء حديث له عل هامش مأدبة عشاء تنظم سنويا من طرف نادي "شوا سول 100"، وهو مركز أبحاث ليبرالي يكرم الـ 100 رب عمل فرنسي تحت 40 سنة كل عام، موضحة أن كلامه كان استباقا لحملته الرئاسية التي ينوي فيها العودة إلى قصر الإيليزي في رئاسيات 2017.
وتحدث ساركوزي حسب نفس المصدر عن مشكل الضواحي التي تعرف بأغلبية سكانها المهاجرين، والتي دعا إلى تنظيفها سنة 2012، مؤكدا أن " على الضواحي الباريسية التوقف عن تحميل المسؤولية لفرنسا"، كما تهجم الرئيس الفرنسي السابق على الإسلام من نفس المنبر متهكما بالقول أن "الإسلام هو الدين الوحيد الذي عاد إلى عصوره الوسطى بعد النهضة"، داعيا الدين الإسلامي إلى إصلاح نفسه.
وقال ساركوزي الذي يقود حملة مبكرة للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017 "يجب مراجعة جميع الاتفاقات مع الجزائر لأنه منذ سنة 1962 قد مضى زمن طويل"، حيث تأتي هذه التصريحات بعد حوالي شهرين من موجة الاستنكار الواسعة في الجزائر التي أثارتها تصريحات أطلقها في مؤتمر صحفي في تونس بشأن الأوضاع المتوترة في تونس وبعض الدول المجاورة، وتساءل فيها عن مستقبل الجزائر وأوضاعها والتنمية فيها وأنها قضية ينبغي في رأيي أن تعالج في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. وكانت اتفاقيات إفيان قد وقعت الجزائر وفرنسا عشية الثامن عشر من شهر مارس عام 1962 أعلن المتفاوضون الجزائريون والفرنسيون عن توصلهم لاتفاق يتم بموجبها وقف إطلاق النار في 19مارس1962 وتنظيم استفتاء لتقرير المصير قرر فيه الشعب الجزائري بأغلبية مطلقة إعلان استقلاله.
هذا وقد هاجم ساركوزي سكان الضواحي مطالبا إياهم بوقف إلقاء اللوم على الدولة الفرنسية، ومؤكدا أن معاناة سكان الأرياف أكبر بكثير من معاناة سكان الضواحي لكنه لم يلجؤوا للعنف، ويتوقع مراقبون أن يصعد ساركوزي الذي سبق وأن انقلب على الزعيم الليبي معمر القذافي برغم المساعدات المالية التي تحصل عليها منه من حدّة خطابه الحاقد على كل ما هو جزائري كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة الفرنسية.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن