الوطن

فاروق قسنطيني: المصالحة حققت أهدافها بنسبة 95 بالمائة

عشية حلول الذكرى العاشرة للاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية

 

  • مروان عزي: ملف "أطفال الجبل" و"معتقلي الصحراء" يسلمان إلى الرئيس
  • بوجمعة صويلح: تخوين المشاركين في اجتماع "سانت إيجيدو" غير مقبول


انتقد الخبير في الشؤون القانونية البروفيسور بوجمعة صويلح، خطاب التخوين الذي قوبلت به الشخصيات المشاركة في اجتماع " سانت إيجيديو " سنة 1995، خاصة ذلك الذي وجه لكل من عبد الحميد مهري، محفوظ نحناح وبن بلة، معتبرا أن تلك الشخصيات التاريخية كانت تصب في مصلحة حماية الدولة، ودعا المتحدث وهو يردّ على مداخلة لرئيس الهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني أمس في ندوة " ديكا نيوز " بالعاصمة، خصصت للحديث عن الذكرى العاشرة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية إلى ضرورة توحيد الرؤية من أجل استكمال تدابير المصالحة ودعمها خاصة وأنها اليوم أصبحت مثالا ونموذجا لدول أخرى، وكان قسنطيني قد وجه انتقادات للمشاركين فيه خاصة وأن التوجه العام لهذه الوثيقة كان يصب في اتجاه أن ترضخ الدولة لمطالب " الإرهابيين " على حدّ تعبيره، وكان لقاء أمس فرصة ليكشف رئيس خلية المساعدة القضائية المكلف بتطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية مروان عزي لتقرير حول أهم الملفات العالقة من ميثاق السلم والمصالح أهمها ملف" أبناء الجبل " و"معتقلي الصحراء " حيث ستسلم هذه التقارير لرئيس الجمهورية للفصل فيها.

فاروق قسنطيني: المصالحة الوطنية حققت أهدافها بنسبة 95 بالمائة

دعا رئيس الهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان عشية الذكرى العاشرة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية إلى أن يتوج مسارها بعفو شامل، مؤكدا على أن المصالحة الوطنية كانت جزائرية جزائرية ولم يتدخل فيها أي طرف خارجي، وأشار المتحدث إلى أن هذا المشروع الذي صوت عليه الجزائريون قبل 10 سنوات مكن الجزائر من تخطي أزمة دامت 10 سنوات على مختلف الأصعدة، مضيفا أنه لم يكن مجرد وثيقة صودق عليها وزكاها الشعب ولكنه كان بمثابة عشرية إفراج عالجت عشرية دموية الميثاق الذي محا كل التقاسيم السوداء من على وجه الجزائر مشيرا أن المصالحة الوطنية حققت أهدافها بنسبة 95 بالمائة.
هذا وأشار المتحدث إلى أن المصالحة الوطنية كانت جزائرية جزائرية ولم يتدخل فيها أي طرف خارجي مشيرا أن الحكومة تكفلت بكل الضحايا بدون استثناء وأن الحالة المالية للبلاد سمحت بتطبيق بنود هذا الميثاق كما طالب المتحدث أن ينتهي مسار تطبيق المصالحة الوطنية بعفو شامل.
من جهته، أكد الخبير في الشؤون القانونية البروفيسور بوجمعة صويلح أن هذه الوثيقة تمكنت من أن تمتص منابع الغضب وتخلق نوعا من التلاحم بين الشعب الجزائري والمصالحة، وأشار المتحدث أن "اليوم نحن في معالجة كل ما هو قانوني والمطلوب توسيع تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتطبيقها بشكل مرن لمعالجة الحالات التي ما تزال عالقة ويجب أن نترك الصفح والعفو يأتي بالتدريج ويأتي من القاعدة.

مروان عزي: ملف "أطفال الجبل" و"معتقلي الصحراء " يسلمان إلى الرئيس

أما رئيس خلية المساعدة القضائية المكلف بتطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية مروان عزي فقد كشف عن تقرير سيرفع للرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول عدة محاور من بينها حصيلة 9 سنوات من نشاط الخلية آليات ومقترحات من شأنها تعزيز ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقال أن التقرير يتضمن حصيلة نشاط الخلية بالأرقام عن الفئات التي استقبلتها الخلية نشاط الخلية ومساهمتها في تطبيق المصالحة الوطنية بالنسبة لضحايا المأساة الوطنية والاقتراحات والتوصيات التي قال أنها ضرورية ومن بينها بعض الملفات التي لم تتكلم عليها المصالحة على غرار ملف الأطفال المولودين بالجبل وملف ضحايا الخسائر المادية والاقتصادية الناجمة عن المأساة الوطنية، ومن بين الملفات ملف معتقلي المراكز الأمنية بالصحراء كما اقترحت هيئته إنشاء هيئة أو خلية أخرى لمتابعة تطبيق المصالحة أو متابعة تطبيق الإجراءات التي يمكن أن تتخذ مستقبلا حتى يتم تطبيق ما يمكن تسميته بالشباك الموحد حتى يتلقى ضحايا المأساة الوطنية حقوقهم من جهة واحدة.
التقرير الذي سيقدم لرئيس الجمهورية، يوم 29 سبتمبر الجاري بمناسبة مرور عشر سنوات على تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية يشمل نشاط عمل الخلية في 9 سنوات الماضية إلى جانب مبادرات لتدابير إضافية جريئة لإثراء المشروع ستطرح لأول مرة وسيتطرق من خلالها إلى قضايا مازالت عالقة إلى حد اليوم على غرار وضعية الأطفال المولدين بالجبل وضحايا الخسائر الاقتصادية إبان المحنة الوطنية وكذلك المتضررين مما يسمى "معتقلات الصحراء" وكذلك مسألة تعويض آلاف المواطنين الذين تحصلوا على أحكام بالبراءة بعد أن قضوا مدة تتراوح بين 6 أشهر و5 سنوات في السجون بتهم الإرهاب.
ويعرض التقرير التوصيات على ضوء جلسات الاستماع المنعقدة عبر التراب الوطني منذ سنة 2006، بهذا الصدد أعلن عزي أن المقترحات تتعلق بمراجعة تعويض ضحايا الإرهاب ووضع الأطفال المولودين في الجبال وتعويض الأشخاص الذين تعرضوا لأضرار مادية واقتصادية خلال فترة المأساة الوطنية وأولئك الذين كانوا مسجونين بجنوب الوطن.
وقد اقترحت اللجنة وضع هيئة دائمة أو كتابة دولة تتكفل بمتابعة ملفات ضحايا الإرهاب حتى لا تضطر للتنقل بين مختلف الوزارات من أجل الحصول على تعويضاتها، ويرفض رئيس خلية المساعدة القضائية لتطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التركيز على ملف المفقودين "المستعمل لأغراض سياسوية من قبل بعض الأطراف في الجزائر وبالخارج في حين أغفلت هذه الأطراف التطرق لملف النساء المغتصبات والأطفال المولودين في الجبال". وقال بهذا الخصوص "نحن لا نفرق بين ملفات المأساة الوطنية التي يتعين تسويتها جميعا" مشيرا إلى أن أكثر من 7100 أسرة مفقود تستفيد من تعويضات في إطار أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.
وفي معرض حديثه عن المراحل التاريخية التي سبقت تطبيق ميثاق المصالحة الوطنية عرج المتحدث على المرحلة التي تزامنت وتطبيق "قانون الرحمة" في فترة حكم الرئيس السابق اليامين زروال وصف مروان عزي تدابير قانون الرحمة بالتقنية المحضة التي لم تكف لإيقاف حمام الدم والتجاوزات التي كانت تقوم بها العناصر المسلحة في حق المدنيين العزل والممتلكات العمومية


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن