الوطن

سفارة أمريكا تكثف لقاءات مع الساسة لجس نبض التغيير

بعد أن كثفت تحركاتها مع الأحزاب والشخصيات الوطنية في الآونة الأخيرة

 

  • جيل جديد: مثل هذه الزيارات تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر!
  • الإصلاح: الزيارات تطرح تساؤلات حول علاقتها بالتغييرات وشرعية نظام الحكم!


عرفت الزيارات الأخيرة للسفيرة الأمريكية بالجزائر حركية مكثفة مع أحزاب المعارضة، بشكل يدعو بتساؤل حول الأسباب الكامنة من ورائها حتى ولو أن الأحزاب تؤكد أنها تندرج في إطار تبادل وجهات النظر إلا أن أحزاب أخرى ترى فيها تدخلا للشؤون الداخلية ومحاولة لجس النبض في ظل التغييرات الأخيرة التي شهدتها مؤسسات الدولة، ولعل ما جاء من تسريبات متعمدة من قبل رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس الذي التقته السفيرة الأمريكية بالجزائر مؤخرا، حول قبول واشنطن بشخصه كرئيس مقبل للجزائر بعد نهاية عهدة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة خير دليل على أن واشنطن تبحث في تحركات ممثليها بالجزائر عن معرفة موقف الأحزاب والشخصيات السياسية مما يحدث الآن في الجزائر خاصة وأن تغييرات عديدة تعيشها سواء على مستوى المؤسسة العسكرية أو غيرها من الهيئات التي تقول أطراف عديدة بأنها مرتبطة بـ" المستقبل "، وقد سألت" الرائد "، الأحزاب السياسية عن موقفها من تحركات واشنطن والغرض منه فمنهم من اعتبرها تدخل واضح في الشؤون الداخلية للجزائر في حين اعتبره آخرون بكونه تأكيد على أن لهذه الدولة يدّ في التغييرات التي جرت في الجزائر ولو بشكل غير مباشرة.

جيل جديد: مثل هذه الزيارات تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر !
يقول رئيس حزب الجيل الجديد أن زيارة مسؤولي السفارات الأجنبية على غرار واشنطن وباريس  للأحزاب السياسية يدخل في اطار التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر خاصة وان تلك الدول لا تثق في السلطة وكلامها ، مشيرا  الى ان اهم المواضيع التي يتم تناولها في تلك اللقاءات تتمحور حول " الخلافات مع السلطة وبرامج الأحزاب المقدمة في صالح الجزائر اقتصاديا سياسيا واجتماعيا،  الى جانب التحري حول وجود ضغوطات عليهم والبحث في امكانية التضييق عليها ايضا في المجال السياسي وهذا كله يقول جيلالي تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر
وأظهر جيلالي سفيان جيلالي صارخا في تصريحاته عندما ابدى رغبته في لقاء السفراء الدول العظمى التي لم يتشرف بعد بلقائها وقال انه ان تم الإتصال به فأنه لن يرفض في وقت يؤكد انه تدخل سافر في الشؤون الداخلية للجزائر مبرئا المعارضة من اتهامها بمحاولة تمييع عملها والوصول الى السلطة عن طريق بوابة الخارج.

الإصلاح: الزيارات تطرح تساؤلات حول علاقتها بالتغييرات وشرعية نظام الحكم!
وفي سياق متصل أكد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني أن التغييرات التي أجراها الرئيس على العديد من المؤسسات الرسمية خاصة العسكرية، جعلت الممثليات الديبلوماسية للدول التابعة للقوى العظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تسارع لتحسس الوضع ومعرفة أراء مكونات المجتمع وفي مقدمتهم الأحزاب السياسية التي تواصل لقاءاتها مع الممثليات الديبلوماسية لشرح أفكارها.
واعتبر غويني أن النشاط الدبلوماسي للسفارات ولقائها مع الأحزاب السياسية أمر عادي يدخل في إطار العلاقات الديبلوماسية في حال ما تكون بانتظام، إلا أن غير العادي هو النشاطات الموسمية لتلك السفارات خاصة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى عقد لقاءات مع أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي ومعرفة توجهاتها خاصة مع التطورات المتسارع التي تشهدها الجزائر من أزمة اقتصادية وأخرى سياسية يتقدمها ملف معضلة شرعية الحكم.
وفي السياق ذاته يرى جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد أن القانون لا يمنع السفراء الأجانب من زيارة الأحزاب في الجزائر، محملا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فتح الباب أمام سفراء دول القوى العظمى نظير الامتيازات التي قدمت لهم في الجزائر من قبل السلطة فتحت الشهية أمامهم للحصول على امتيازات أكثر حتى تم منحها الضوء الأخضر للتدخل في الشأن الداخلي للبلاد.
وبالعودة إلى سلسلة اللقاء التي عقدتها سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر  نجد أنها عقدت لقاءات مع أحزاب المعارضة أكثر من الموالاة  كان أخرها اللقاء الذي جمعها مع رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس الذي شرح للسفيرة محتوى واهداف مخطط الخروج من الأزمة الذي يقترحه والذي سبق أن عرضه على الرأي العام وكذا قبل أسبوعين مع رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في مقر حزبه، حيث أفاد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، جوان بولاشيك، قامت بزيارة لمقر الحركة، والتقت به، حيث تحادثا بشأن مسار حمس، وكانت حمس مضطرة إلى إرسال بيان تشرح فيه أهداف الزيارة حيث قال أن  هدف السفيرة الأمريكية من اللقاء بقيادة الحركة هو " التعرف على الحركة من الناحية التاريخية والفكرية والسياسية، وما يتعلق بمواقف الحركة وآرائها في الشأن السياسي والاقتصادي"، وقال مقري إن اللقاء تم بطلب من السفيرة الأمريكية.
ولا يعد لقاء السفيرة الأمريكية مع أحزاب المعارضة الأول من نوعه حيث سبق لها وأن فتحت ملفات سياسية مع عديد التشكيلات السياسية حيث التقت خلال الأشهر الفارطة مع قيادة الأفافاس، وخصص اللقاء لتناول الوضع الأمني في غرداية، وقالت مصادر مطلعة من حزب جبهة القوى الاشتراكية إن السفيرة الأمريكية في لقائها الذي جمعها بالسكرتير الأول محمد نبو، وبعض أعضاء الأمانة الوطنية، تناولت الوضع في غرداية والأحداث الدائرة هناك،  كما حاولت السفيرة جمع أكبر قدر من المعلومات الإضافية عن الوضع في ولاية غرداية، وتفاصيل أكثر عن الصراع هناك، والجانب الديني والتاريخي للمنطقة، فضلا عن التنمية في الجزائر بعدد من الولايات


أمال. ط

من نفس القسم الوطن