الوطن

الأمم المتحدة تتهم طبرق بعرقلة الاتفاق السياسي في ليبيا

بعد التصعيد العسكري لقوات حفتر ببن غازي


•    المؤتمر الوطني العام يهدد بالانسحاب من الحوار
•    مجلس النواب يدعو الجامعة العربية لجلسة طارئة

اختلطت الأمور في الصخيرات المغربية قبل ساعات من بدء جولة أخرى من جولات الحوار السياسي الليبي، فالبعثة الأممية اتهمت بشكل صريح حكومة طبرق والقوات العسكرية التابعة لها بتعفين الوضع وعرقلة الحوار المنتظر اختتامه اليوم بإعلان حكومة وحدة وطنية، والحكومة ردت على بيان البعثة والتنديد بالدعوة إلى عقد جلسة طارئة للجامعة العربية لبحث تطورات الوضع على خلفية المساواة بين قوات حفتر التي تصفها الحكومة بأنها الجيش الليبي الرسمي وبين الجماعات المسلحة المتطرفة في ليبيا، بالمقابل، هدد المؤتمر الوطني العام بتعليق مشاركته في حوار الصخيرات احتجاجا على تصعيد قوات حفتر في بن غازي وعرقلتها لمسار المفاوضات.
تسارعت الأحداث في الـ 24 ساعة الأخيرة بخصوص الحوار الليبي الجاري بالصخيرات في المغرب منذ الخميس الماضي، ففي الوقت الذي كان منتظرا أن يتم حسم تشكيلة الحكومة التوافقية والإعلان عنها في يوم تاريخي، تغيرت الأمور إلى درجة تهدد نجاح الحوار، فقوات خليفة حفتر التابعة للجيش الليبي في حكومة طبرق صعدت من عملياتها العسكرية في مناطق بشرق ليبيا بحجة محاربة الإرهاب، في حين أعربت الأمم المتحدة في بيان لبعثتها إلى ليبيا عن إدانتها الشديدة لهذا التصعيد، واتهمت البعثة الأممية التي يقودها الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون أمس، القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا بالسعي إلى تقويض الحوار السياسي الهادف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر إطلاق حملة عسكرية جديدة في مدينة بنغازي في شرق البلاد.
ودعا ليون في بيان البعثة إلى الوقف الفوري للاقتتال في بن غازي وكامل أنحاء ليبيا، وطالب الأطراف المتحاربة بعدم التشويش على سير الحوار الجاري في المغرب وضبط النفس من أجل إنجاحه، في مقابل ذلك، ردّ برلمان طبرق على هذه الاتهامات بالدعوة إلى جلسة طارئة للجامعة العربية لبحث الوضع في ليبيا، ونقلت وسائل إعلام ليبية عن الناطق الرسمي باسم مجلس النواب فرج بوهاشم، استنكار المجلس لبيان البعثة الأممية الذي ساوى حسبه بين الجيش الليبي الذي يقوده اللواء خليفة حفتر، وبين الجماعات المسلحة المتطرفة، داعيا جامعة الدول العربية لعقد قمة طارئة على مستوى القمة العربية لمناقشة الشأن الليبي ومستجداته الخطيرة، وفرض بوهاشم ما ساقه رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بيرناردينو ليون بشأن الحرب الدائرة في بنغازي بين الجيش الليبي والجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي صنفت بالإرهابية من قبل مجلس النواب الليبي ومجلس الأمن الدولي، والمعروف أن برلمان طبرق وحكومته صنفا قوات فجر ليبيا التابعة لحكومة الإنقاذ بطرابلس بأنها إرهابية مما أخلط الأمور بين الفرقين، ووقف حائلا دون تقدم الحوار بشكل جيد، خاصة وأن المؤتمر هو الآخر يرفض بقاء حفتر على رأس الجيش، وقال المتحدث أن ليون يصرح بعكس ما يصدر عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وعليه أن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، "خاصة وأن الأوضاع غير مستقرة بسبب هذه الجماعات المتطرفة” يضيف الناطق الرسمي للمجلس، لكن هذا الموقف يقابله موقف معاكس من جانب المؤتمر الوطني العام بطرابلس، حيث هدد بالانسحاب من جولة الصخيرات معربا عن استنكاره الشديد للعمليات العسكرية التي يقوم بها اللواء حفتر، وقال رئيس البرلمان نوري أبو سهمين، أن حفتر والبرلمان المدعم له ويقصد مجلس النواب بطرق، يعرقلان مسار الحوار بهذا التصعيد، وأعلن عضو فريق حوار برلمان طرابلس عبد الرحمن السويحلي في تصريحات تلفزيونية مساء أول مس السبت، أن وفد البرلمان غير المعترف به دولياً، درس تعليق مشاركته في جولة المفاوضات احتجاجاً على التصعيد العسكري الذي يقوم به حفتر في بنغازي.
ويبدو من خلال هذه التطورات أن حوار الصخيرات المغربية الذي انطلق منذ الخميس الماضي، قد يتعثر ثانية بسبب هذا التغير المفاجئ، فالاتفاق السياسي بشأن الحكومة كان في رمقه الأخير، وكان ينتظر أن يقدم المؤتمر قائمة اسمية لمرشحيه لحكومة الوحدة الوطنية، بعد التوصل منذ يومين إلى اتفاق شبه نهائي ودحض كل العراقيل بين الطرفين، لكن عودة التصعيد قد يجمد الحوار كاملا ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر على حد تعليق أحد المتابعين للشأن الليبي.
وتأمل الأمم المتحدة، ومعها المجتمع الدولي، أن ينتهي أطراف النزاع في ليبيا إلى التوقيع على اتفاق نهائي، يتضمن بنوداً رئيسية، من بينها تشكيل حكومة توافق وطني تدبّر شؤون البلاد لفترة زمنية معينة، تتوّج بعد ذلك بانتخابات عامة تحت إشراف الأمم المتحدة


إلياس تركي

من نفس القسم الوطن