الوطن

أصحاب "الشكارة" هم من سيسيّرون البلاد في المستقبل

عشية اجتماع "الكناس" و"الثلاثية"



وجه الخبير الاقتصادي، سفيان بن دوينة، عشية اجتماع "الكناس" و"الثلاثية"، انتقادات لاذعة للحكومة الحالية التي فشلت ـ حسبهم ـ في تسيير الشأن العام، بالرغم من توفر البدائل والخيارات طيلة العشرية الفارطة "زمن البحبوحة"، إلا أنها اختارت الإبقاء على اقتصاد "البازار" عوض بناء اقتصاد منتج يستطيع مجابهة كل التحديات والرهانات المستقبلية، بل أنها تسبب في الأزمة الراهنة بشكل أو بآخر، مطالبين إياها بالرحيل عوض اللقاءات "التهريجية" التي تشرف عليها.
وصف الخبير اجتماع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، وكذا اجتماع "للثلاثية، بـ "لمسرحية" الاقتصادية التي تشرف على فصولها حكومة سلال، بعدما اكتفت هذه الأخيرة في وقت سابق بالترويج لأن الجزائر في منأى عن الأزمة الاقتصادية العالمية، ها هي اليوم ـ يضيف ـ تحذر من الوضع الراهن بعد أن شعرت بأن البلاد في وسط الأزمة، نظرا للفرق الشاسع بين مداخيل المحروقات بالعملة الصعبة، وتكلفة الاستيراد الضخمة جدا. كما أوضح بن دوينة في حديث لـ "الرائد"، أن الحقيقة اليوم، تؤكد أن أصحاب "الشكارة" هم من سيسيرون البلاد من الآن فصاعدا، في ظل الفشل "الذريع" لحكومة سلال رفقة خبرائها، الذي لم يسمح للجزائر بإنشاء اقتصاد منتج عوض الريعي، بالرغم من البحبوحة المالية التي تمتعت بها البلاد طيلة 15 سنة الماضية، مشيرا أن الخبراء سيصوتون لفائدة حل واحد يصب في مصلحة "أصحاب الشكارة". وشدد المختص في الاقتصاد بلهجة حادة، على أنه من المستحيل أن تجد الحكومة الراهنة بقيادة سلال أو غيره حلولا ناجعة لإخراج البلاد من الأزمة، والواقع يؤكد ذلك، خاصة في ظل عجزها عن إيجاد بدائل لتحصيل العملة الصعبة خارج مجال المحروقات، سواء من خلال الإنتاج أو الصناعة أو باقي القطاعات الحيوية الأخرى، وهو ما ـ يضيف ـ يتطلب ضخ دماء جديدة وطاقات شبانية تستطيع مسايرة الأزمة وحلحلتها شيئا فشيئا وفق معايير دولية، لا سيما وأن المسؤولين الحالين لم يستغلوا موقع البلاد الاستراتيجي "قلب البحر الأبيض المتوسط" والذي يمكنها من بناء اقتصاد حسب الاقتصاد الأوروبي، أي تطوير إنتاجها المحلي وفق المقاييس الأوربية والدولية لتصديرها نحو الضفة الأخرى، فالمغرب مثلا يغزو الأسواق الأوربية وخاصة الفرنسية بمنتجاته الزراعية وغيرها، على حد تعبيره.
أما فيما يتعلق بلقاء الثلاثية منتصف أكتوبر القادم، أوضح محدثنا أن هذا اللقاء كسابقيه سيخرج بتوصيات وأطروحات تبقى مجرد حبر على ورق، وموجهة للاستهلاك الإعلامي لا غير، خاصة وأن التجارب السابقة للحكومة طيلة العشرية الماضية لم تفد الجزائر والاقتصادي الجزائري في شيء بل ساهمت في تأخير نموه، مؤكدا في هذه النقطة، أن أرباب العمل سيفرضون منطقهم على الحكومة "الضعيفة"، التي ليس لها خيار غير ذلك

أميرة. أ.

من نفس القسم الوطن