الوطن

"جمعة الغضب" تخرج الأحزاب الإسلامية والجزائريين لنصرة الأقصى

طالبو السلطة لتحريك ديبلوماسيتها لحماية مقدسات المسلمين



  • حركة البناء تدعو لتفعيل التحالف العربي لنصرة قضية مقدسات الأمة الإسلامية
  • حمس تطالب السلطة في الجزائر لتحريك ديبلوماسيتها للتدخل
  • حركة النهضة تنتقد تعاطي السلطة الفلسطينية مع ما يحدث في باحات الأقصى الشريف


جددت القوى السياسية الجزائرية والمنظمات والشعب الجزائري، دعمها ولو بالكلمة في انتفاضة "جمعة الغضب" التي شهدتها أمس أغلب المدن الجزائرية عقب صلاة الجمعة، نصرة ووفاء والتزاما بالقضية الفلسطينية ونصرة ولو معنوية للمرابطين في ساحات الأقصى الشريف، الذي واصلت فيه يدّ الكيان الصهيوني نهار أمس حملات مداهمات وقمع بالرصاص والاختناق، لمسيرات حاشدة خرجت في جمعة الغضب، بالضفة الغربية والقدس المحتلة نصرة للمسجد الأقصى المبارك، ورفضاً للاعتداءات المتواصلة عليه.
 في الجزائر لم يكن الأمر ليختلف فقد جددت القوى السياسية والجزائريين عموما العهد مع القضية ونددوا في مسيرات عرفتها أغلب المدن الجزائرية، ومقرات الأحزاب السياسية خاصة تلك المحسوبة على التيار الإسلامي، بالقمع المتواصل من قبل الكيان الصهيوني ضدّ الأقصى الشريف، وحمل المشاركون في الوقفات شعارات يطالبون فيها المجتمع الدولي والسلطات الرسمية الجزائرية بالعمل على تحريك الآلة الديبلوماسية الجزائرية لنصرة القضية الفلسطينية، وكذلك المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته اتجاه المقدسات الفلسطينية وحمايتها.
في حين التزمت الأحزاب المحسوبة على الموالاة الصمت إزاء ما يتعرض له القدس الشريف من تدنيس في ظل صمت عربي وغربي أيضا، وقد تحركت الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي وقامت بوقفات تضامنية لم تتعد سور مقراتها، بفعل الرخصة التي تخول لهم القيام بمسيرات لنصرة الأقصى خاصة بالنسبة للعاصمة التي تتواجد بها أغلب مقرات أحزاب هؤلاء، في حين شكلت النشاطات الحزبية أمس لكل من حركة البناء الوطني، النهضة، حمس وجمعية العلماء المسلمين، فرصة لتوجيه نداء عاجل للمجتمع الدولي مطالبين إياه بتحمل مسؤولياته اتجاه ما يحدث بالأقصى.

حركة البناء تدعو لتفعيل التحالف العربي لنصرة قضية مقدسات الأمة الإسلامية

دعت حركة البناء الوطني الجامعة العربية إلى تفعيل التحالف العربي الذي تم إنشاؤه للتدخل في اليمن والتفكير بعدها بليبيا، قائلة أن الأقصى أحد أهم مقدسات المسلمين الذين من واجبهم حمايته ومصليه، وعلى الحكومات الاستجابة لرغبات شعوبها، والعمل على وضع حد لخطر الصهاينة الذي أضحى يستقوي بالأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، في المقابل دعت الدولة الجزائرية إلى تحمل مسؤولياتها بقرارات فاعلة.
قال أمس رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بلمهدي خلال وقفة لنصرة الأقصى ببومرداس أن المرابطين في المسجد الأقصى، يعيشون أخطر اللحظات، تحت نيران الصهاينة الذين يهجمون على أقدس ما في فلسطين المسجد الأقصى، فيقتلون فارضين واقع جديدا على أمة الإسلام، بتقسيم المسجد بين المسلمين الشرعيين واليهود المغتصبين قائلا "هذا الوضع يلزم الحكومات العربية والإسلامية التحرك، لإيقاف هذا العدوان الظالم إذا كانت تدعي أنها ضد الإرهاب في العالم، فلا أوجب عليها من الدفاع عنه وتأمين المصلين فيه". وأضاف أن الصهاينة اليوم يقاتلون من وراء جدر سياسية وعسكرية، أكبرها الجدار الأمريكي، الذي يقيـهم كل عمل مضاد ويقاتلون أيضا من وراء جدار الأمم المتحدة التي أصبحت اليوم ألعوبة في أيديهم، ويساعدهم أولياؤهم في الغرب وأولياؤهم في دول الطوق الفلسطيني التي هي أولى الدول بالوقوف في وجوههم لو كانت حكومات تمثل شعوبها بحق وتعبر عن شعوبها. وطالب بلمهدي " حكومات الأمة الإسلامية بموقف موحد، واجتماعات طارئة، وإجراءات نافذة"، مشيرا إلى أن "العالم مربوط بمصالح أساسية، والصهاينة لا يستطيعون حماية مصالح العالم، بل إنهم اليوم أخطر الخلق على مصالح العالم والسلام والأمن العالمي"، كما طالب دول الجامعة العربية بتفعيل التحالف العربي الذي أنشأته من أجل اليمن، وكانت تريد أن تتدخل به في ليبيا داعيا إلى وقوف هذا التحالف إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الأساسية للأمة، و"أن يدافع عن الأقصى أن لم يكن عسكريا- لأنهم لا يستطيعون ولا يريدون- فعلى الأقل أن يكون الدفاع سياسيا ودبلوماسيا، بما لهم من تمثيل في المؤسسات العالمية فذلك أضعف موقف". هذا وطالب بضرورة السماح للشعوب العربية والإسلامية بمسيرات سلمية تعبر عن رفضها لما يجري في الأراضي المقدسة من اعتداءات المستوطنين تحت رعاية الجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية، داعيا إلى الطبقة السياسية إلى تكثيف الفعاليات لنصرة الأقصى الشريف وتشجيع الشباب على الفعل السياسي الإيجابي والوعي العميق بالقضية لإبقاء الأمة متفاعلة مع قضيتها المركزية، وتحريك المرأة المسلمة في كل مكان لتتضامن مع المرابطات في الرباط والدفاع عن الأقصى الشريف. كما اعتبر الأمين العام للحركة أحمد الدان، عمليات التهجير التي تشهدها سوريا وتفتح لها أوروبا أذرعتها إنما هي جزء من المؤامرة على فلسطين، التي أصبحت محاصرة بدول طوق تشهد انقلابات على الشعوب تعيق حركة التحرر الفلسطيني، كما أدان المواقف العربية السلبية وضعف القرار العربي في فلسطين رغم جرأته على اليمن الشقيق، داعيا الجزائر إلى تحمل مسؤوليتها في التعبير عن موقف الشعب الجزائري من خلال إجراءات عملية تدعم الموقف الفلسطيني المقاوم، وتدفع الموقف العربي باتجاه حملة متعددة الأشكال لإيقاف العدو الصهيوني على الأقصى" فالجزائر مطالبة بموقف متقدم يتناسب مع سياستها الخارجية فنحن لا ننتظر شيئا من الدول المنخرطة في مسار كامب ديفيد.

 حمس تطالب السلطة في الجزائر لتحريك ديبلوماسيتها للتدخل

من جهتها دعت حركة مجتمع السلم السلطة في الجزائر لتحريك ديبلوماسيتها وعلاقاتها العربية والدولية للتدخل من أجل وضع حد للاستفزاز السافر لمشاعر المسلمين في العالم، كما دعت مكاتبها الولائية والبلدية، وكل الأحزاب والجمعيات وكل الشعب الجزائري إلى هبة وطنية وحراك شعبي وتحرك سياسي وإعلامي وديبلوماسي قوي وضاغط. وسارعت حمس إلى الإبراق ببيان لها، حيث قالت أن المسجد الأقصى هو وقف لكل المسلمين في العالم، وأن المساس به هو اعتداء سافر عليهم جميعا، داعية الأمة العربية والإسلامية أن تهب هبة واحدة وقوية من أجل توقيف هذه العربدة الصهيونية التي تطال حرمة المسجد الأقصى المبارك.  بالمقابل، دعا بيان الحزب السلطة في الجزائر لتحريك ديبلوماسيتها وعلاقاتها العربية والدولية للتدخل من أجل وضع حد لهذا الاستفزاز السافر لمشاعر المسلمين في العالم كما وجهت دعوة للأحرار والشرفاء في العالم للتحرك شعبيا ورسميا من أجل حماية هذا التراث الإنساني من هذا التهديد الصهيوني.
وفي هذا الصدد، دعا الحزب جامعة الدول العربية إلى عقد دورة طارئة، وتفعيل سياسة الدفاع العربي المشترك، واتخاذ الموقف الجماعي لقطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ووجهت دعوة أيضا لجميع الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم وكل الأحزاب والجمعيات والقوى الحية إلى انتفاضات شعبية عارمة دفاعا عن شرف المسجد الأقصى المبارك.

حركة النهضة تنتقد تعاطي السلطة الفلسطينية مع ما يحدث في باحات الأقصى الشريف
نددت حركة النهضة، بالانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى، وقالت الحركة على لسان أمينها العام، محمد ذويبي في كلمته الافتتاحية في احتفالية السنوية لذكرى تأسيس الحركة التي جرت أمس بمدينة سطيف إلى التأكيد على أن ما يعيشه الأقصى من اعتداءات من قبل الصهاينة المجرمين هو آخر مراحل مخططات التهويد والاستيلاء عليه نهائيا، وقال حينها لا معنى لوجود شيء اسمه للأمة العربية والإسلامية بغير فلسطين ولا معنى لوجود فلسطين دون المسجد الأقصى، وناشد المتحدث القوى الدولية بضرورة العمل على وضع حدّ لهذه الانتهاكات وهذه المخططات التي تهدف إلى خراب ودمار البشرية بصنيعة بني صهيون، وتساءل المتحدث أن كنا نرضى كأمة إسلامية أن تعيش فلسطين بدون القدس والأقصى. وقال أن مصلحة الجزائر وكل الدول العربية يكمن في إزالة الكيان الصهيوني من فوق أرض فلسطين ولن تقوم قائمة للجزائر والعالم العربي دون إزالة هذا الكيان، كما أن لا استقرار لهذه الأمة مالم يتم القضاء على هذا الكيان من جذوره من المنطقة العربية. ثم تساءل عن مسؤولية من يا ترى القيام بهذه العمليات بين الحين والآخر ولغرض ماذا؟ قبل أن يجيب " هناك مسؤولية الشعوب العربية والإسلامية لهؤلاء المرابطين في بيت مسجد الأقصى يحتاجون للدعم المادي والمعنوي من قبل الشعوب قبل الأنظمة الحاكمة، وقال على كل مسلم غيور على دينه ووطنه وارث أجداده أن يتكفل بالدعم مهما كانت الظروف والحواجز والمهمات ".
وانتقد المتحدث في سياق متصل موقف السلطة الفلسطينية واصفا دورها بـ"الدور المخزي" لنصرة القدس وفلسطين في هذه الأيام من قمع للمسيرات المنددة للاعتداءات على المسجد الأقصى، بعد أن أصبحت السلطة جزءا لا يتجزأ في أداء دورها من مخطط النظام الصهيوني، فقد اختارت هذه السلطة أن لا تقف مع شعبها وتعمل على نصرة الأمة في تحرير القدس بفعل سياسة التواطؤ في كشف وتتبع رجال المقاومة الفلسطينية من قبل أجهزتها الأمنية


خولة. ب/ أمال. ط

من نفس القسم الوطن