الوطن

أفريكوم تسعى لمراقبة شمال وغرب إفريقيا عسكريا بحجة الخطر الإرهابي

المغرب مرشحة لاحتضان مقر الأمن التعاوني الأمريكي للقوات الخاصة




ذكرت تقارير إخبارية أن قيادة أفريكوم "القيادة الأمريكية في إفريقيا" ستختار المغرب لاحتضان مواقع الأمن التعاوني، وهو برنامج للبنتاغون الأمريكي للتدخل في إفريقيا ولمواجهة الإرهاب وحماية مصالحها وتمثيلياتها الدبلوماسية في مناطق النزاعات، وجاء الخيار بعد موافقة إسبانيا على تشييد قاعدة مماثلة تضم 2200 جندي لضمان التدخل السريع في إفريقيا لحماية التمثيليات الأميركية.
 وذكرت تقارير إعلامية أمس عن مصادر قولها أن الولايات المتحدة تنوي من خلال برنامج مواقع الأمن التعاوني، التمكين لقواتها الخاصة من التدخل خلال الأزمات والوصول إلى المناطق الساخنة في غرب إفريقيا. أما عن اختيار المغرب بدلا من الجزائر أو موريتانيا أو تونس، فقالت الصحيفة عن ذات المصادر، أن قيادة أفريكوم رشحت المغرب ودولا أخرى للمشروع وهي كل من السنغال والغابون وأوغندا وكينيا. ولم تضع الجزائر ضمن القائمة، وأن المغرب لديها حظوظ كبيرة كي تكون الموقع المفضل للقيادة، خاصة وأن هذا المشروع يأتِ ضمن مخطط وضعته "أفريكوم" لإنشاء منطقة أمنية تحت اسم "مواقع الأمن التعاوني داخل القارة الإفريقية" تضم 11 موقعا جديدا، هذه المواقع برغم أنها لا تضم الجزائر بالنظر لمواقفها المعروفة برفضها إقامة أي قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيها، إلا أنها قد تجاور الجزائر إقليميا عبر حدودها، منها المغرب. وأوضح المصدر أيضا أن دوافع المشروع حسب الظاهر والمصرح به هي مواجهة التحديات المتصاعدة التي تواجه مصالح الولايات المتحدة الأميركية في إفريقيا والتي تهم “الخطر الإرهابي في منطقتي شمال وغرب إفريقيا”، بما في ذلك كل من المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا، ودول إفريقية أخرى، لكن أهدافها الاستراتيجية والبعيدة المدى، قد تكون وفق لملاحظين، هي التمدد العسكري الأمريكي لحماية المصالح الحيوية في مجال استثماراتها، وكبح جماح العملاق الصيني الذي ينافس التواجد الغربي في القارة الإفريقية. هذا وأشارت الصحيفة في ذات التقرير إلى انعقاد الاجتماع الخامس لقادة أركان الجيوش الجوية الإفريقية، وقيادة أركان القوات الجوية الأمريكية في إفريقيا وأوروبا، واحتضنته العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث تباحث خلاله الجانبان (الإفريقي والأميركي) "آلية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة"، والتي همت مواضيع من بينها عمليات حفظ السلام وردع المنظمات المتطرفة بالإضافة إلى استراتيجية تنمية القوات الجوية وتأمين المطارات وإضفاء الطابع الرسمي لشبكة رجال الجو الأفارقة. وبحسب مضمون نص بيان صادر عن المؤتمر، تشارك في هذا الاجتماع 21 دولة إفريقية بما فيها موريتانيا إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومن المنتظر أن يلقي الفريق "تيموثي راي" قائد الفرقة السابعة عشرة للقوات الجوية الأميركية كلمة يختتم بها أشغال المؤتمر اليوم 17 من سبتمبر الجاري، وأوردت الصحيفة في سياق آخر، أن مجلس الشيوخ الإسباني كان قد وافق رسميا على قرار بموجبه سيتم إقامة قاعدة عسكرية أميركية تضم 2200 من جنود "المارينز" الأميركية، في منطقة الأندلس بجنوب إسبانيا وتتوقع مصادر الصحيفة أن يتم تشييد القاعدة العسكرية التابعة لـ "أفريكوم" شرق مدينة إشبيلية بمنطقة الأندلس، وسيعمل داخل القاعدة نحو 500 مدني، وتهدف إلى تسريع وتيرة التدخل في حالة الأزمات، إذ سيشمل دورها، وفق مصادر إسبانية، القيام بمهمات أمنية لحماية التمثيليات الأميركية في القارة الإفريقية والتدخل في عمليات إجلاء المدنيين في مناطق التوتر.
إلياس تركي


من نفس القسم الوطن