الوطن

مصداقية مشاريع عدل وتطمينات تبون على المحك

5 آلاف مكتتب لم يتلقوا بعد الرد على طعونهم... ومكتتبو عدل 1 غير راضين على مواقع سكناتهم



لا يزال الحالمون بمساكن عدل ينتظرون تجسيد وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون ومدير الوكالة طارق بلعربي لوعودهم وهم الذين أكدوا أن كل مراحل إنجاز مشاريع عدل تسير بصفة جيدة وأن 95 بالمائة من المشاريع المقررة أطلقت فعليا أو يجري حاليا التحضير لإطلاقها، لكن بالمقابل لا يزال مشكل الطعون مطروحا حيث أشارت أرقام رسمية أن 5 آلاف مكتتب من برنامج عدل 2 لم يتلقوا الرد بعد على طلباتهم، بالموازاة مع مشكل آخر يتمثل في اختيار المواقع وعدم رضا المكتتبين على موقع بوينان في البليدة لعدة أسباب، في حين يطالب مكتتبو الولايات الأخرى بالمواساة مع مكتتبي العاصمة سواء من حيث المعلومة أو من حيث الإسراع في وتيرة الانجاز.
•    5 آلاف طعن يبقى دون رد والمكتتبون متخوفون من "نسيانهم"
رغم التطمينات التي يطلقها وزير السكن في كل مرة حول سيرورة مشاريع عدل 1 و2 إلا أن مشاكل عديدة تعرفها هذه الأخيرة وعلى رأسها قضية طعون عدل 2 حيث أعلن وزير السكن ومدير وكالة عدل مؤخرا أن عملية اختيار مكتتبي عدل 1 لمواقعهم ستكون في شهر أكتوبر ليتم بعدها إطلاق عملية اختيار المواقع بالنسبة لمكتتبي عدل 2، وهو الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول جدية ومصداقية تصريحات الوزير تبون بما أنه لا يزال حوالي 5 آلاف مكتتب من أصحاب الطعون لم يتلقوا بعد الرد من مصالح الوكالة سواء بالسلب أو رفض ملفهم بصفة نهائية أو بالإيجاب واستدعائهم لتسديد الشطر الأول من قيمة السكن، واكتفت تصريحات المسؤولين حول ملف الطعون بالحديث أن اللجنة المكلفة بدراسة الطعون حول طلبات السكن التي يرأسها الأمين العام للوزارة أنهت دراسة أكثر من 4 آلاف طلب طعن تخص طلبات الاستفادة من مختلف صيغ السكنات لكن أغلبها صيغ سكنات البيع بالإيجار ضمن برنامج عدل من مجموع 12 ألف طعن، مؤكدا أن عملية الرد على الطعون ستكون موازية مع عملية اختيار مكتتبي عدل 2 لمساكنهم وهو ما أخاف أصحاب الطعون من عدم تمكنهم من إنهاء الإجراءات الخاصة بتسديد الشطر الأول وتمكنهم فيما بعد من اختيار المواقع السكنية.
•    مكتتبو عدل 1 غير راضين على موقع بوينان، وتبون: "معندي ما ندير"!
من جهة أخرى ومع انطلاق عملية اختيار مكتتبي عدل 1 لمواقع سكناتهم طرح مشكل آخر وهو رفض أغلب المكتتبين لموقع بوينان التابع إداريا لولاية البليدة ويبرر مكتتبو عدل 1 رفضهم لهذا المواقع بسبب أن طرح الموقع عليهم لم يخضع لدراسة "سوسيوبسيكولوجية"، حيث أكد العديد منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الذهاب لبوينان يعني قطع مسافة 70 كلم ذهابا وإيابا في زحمة المواصلات، حتى وإن وجد طريق سريع وهو ما وجودوه ضغطا إضافيا عليهم سواء في عملهم أو في أسرهم، معتبرين أن السكن في ولاية والعمل في ولاية أخرى يعني أن تترك الأم العاملة أبناءها المتمدرسين بالابتدائي والمراهقين بالإكمالية أو الثانوية لوحدهم طوال اليوم أو تتخلى الأم عن العمل وهو ما يعد تدهورا كبيرا للقدرة الشرائية لأصحاب الطبقة المتوسطة، باعتبار أن عمل المرأة لدى العائلات متوسطة الدخل يعتبر ضرورة قصوى بالنسبة للكثيرين. من جهتهم لم يعط الوزير تبون هذه الانشغالات أي اهتمام بل بالعكس فقد أكد الوزير في تصريح له أن المكتتبين في برنامج عدل 2001/2002 الذين رفضوا موقع بوينان ما عليهم إلا استلام سكناتهم ثم التصرف فيها كما يشاؤون، مبديا استغرابه من رفضهم لهذا الموقع بسبب تواجده في ولاية البليدة، مفيدا بأنه أقرب مسافة إلى وسط العاصمة من كثير من المواقع الأخرى الموجودة في ولاية الجزائر، والتي تعاني من اكتظاظ وازدحام كبيرين، وهو الأمر الذي ينبئ باحتجاجات مرتقبة في الفترة المقبلة بسبب هذا الموقع خاصة وأن تبون أغلق الباب على أي حلول قد ترضي الطرفين.
•    مكتتبو ولايات الغرب والشرق يطالبون بمعرفة مصير مشاريعهم
هذا وقد أثار مكتتبو الولايات الأخرى غير العاصمة مشكلا آخر يتمثل في تركيز مسؤولي قطاع السكن وكذا الإعلام والصحافة الوطنية على مشاريع عدل في العاصمة فقط، مطالبين بالمساواة بينهم وبين مكتتبي ولايات الوسط، مؤكدين أنهم لا يملكون لغاية الآن أية معلومات حول مواقعهم السكنية ولا نسبة تقدم الأشغال بها، معتبرين أن لهم الحق مثلهم مثل غيرهم في معرفة سير مشاريعهم، وللإشارة فقد بلغت الحصص السكنية للولاية على سبيل المثال 9 آلاف وحدة سكنية فيما بلغت في ولاية عنابة 7 آلاف سكن و5 آلاف في وهران.
س. زموش

من نفس القسم الوطن