الوطن

أطراف الحوار الليبي تمشي بخطوات حذرة نحو تشكيل حكومة توافقية

برلمان طبرق ينتقد إدراج مقترحات المؤتمر في مسودة الاتفاق النهائي


•    مندوب ليبيا: نظام المحاصصة بين المتحاورين لا يفيد الشعب الليبي

لا يظهر على الحوار الليبي أنه سيفضي إلى حل نهائي بوفاق تام بين طرفي النزاع المؤتمر الوطني الليبي في طرابلس ومجلس النواب بطبرق، الطرفان وإن أكدا توافقهما على كثير من النقاط إلا أن التصريحات الصادرة من طرف بعض الأطراف تؤكد تذمر خصوم المؤتمر من التعديلات التي أدرجتها الأمم المتحدة في مسودة الاتفاق السياسي المرحلة الانتقالية المنتظر البدء فيها بالتوقيع على الاتفاق وإعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية، بالمقابل، تؤكد البعثة الأممية أن الحل بات قريبا ولن يتعدى تاريخ الـ 20 سبتمبر الجاري. من المنتظر أن تتواصل جولة الحوار السياسي الليبي في الصخيرات المغربية الخميس بعد انتهاء المهلة التي منحتها البعثة للمؤتمر الوطني العام كي يجهز قائمة مشرحيه للحكومة التوافقية، والمهلة كانت يومين فقط، حيث أعلن المؤتمر أمس أنه استلم من البعثة الأممية "الاتفاق السياسي المعدل"، وقال عوض عبد الصادق، رئيس وفد المؤتمر في الحوار الليبي، خلال مؤتمر صحفي خصص لتقديم مستجدات جلسات الحوار وموقف الوفد منها، أن الاجتماعات مع البعثة الأممية وسفراء الدول المشاركين في الحوار كانت "صريحة" و"واضحة"، وكانت نتائج الجولة المنتهية السبت الماضي إيجابية بالنسبة للمؤتمر خاصة وأنها جاءت مثبتة لمقترحاته التي تقدم بها للبعثة الأممية، لكن هذه الموافقة من جانب البعثة لم تعجب مجلس النواب الذي وجه انتقادات للمبعوث الأممي برناردينيو ليون. وفي هذا الصدد نقلت مصادر إعلامية ليبية عن مجلس النواب أنه انتقد إصدار بعثة الأمم المتحدة الراعية للحوار الليبي "وثيقة جديدة بها بعض المقترحات الجديدة"، معتبرا ذلك "مخالفا لما تم الاتفاق عليه"، وقالت لجنة الحوار بالمجلس في بيان لها أنها طالبت بأن يتم تقديم المقترحات في ورقة لوحدها باعتبارها مقترحات، دون أن يتم تضمينها في الوثيقة، وذلك لأنه لم يتم الاتفاق حولها حتى الآن، وهذا الموقف يعبر عن استمرار بعض النقاط الخلافية بين المجلس والمؤتمر، ويظهر أن برلمان طبرق لا يريد أن ينتهي الحوار بهذا الشكل، وقد يتعثر الحوار برغم تصريحات المسؤول الأممي بأنها تسير نحو الحل، وسبق لبرناردينيو أن أعلن عن حصول "توافق في الآراء بشأن العناصر الرئيسية" لتشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد، متوقعا التوصل قريبا إلى اتفاق بشأن الحكومة، مؤكدا في مؤتمر صحفي أن مسار التسوية بلغ "نقطة التوافق"، وهو ما يعني أن التوقيع على الوثيقة النهائية للانتقال السياسي في ليبيا بات أمرا مقضيا ومسألة أيام فقط، لكن ما جاء على لسان مندوب ليبيا الدائم في مجلس الأمن الأممي إبراهيم الدباشي يؤكد في سياق آخر أن بعض العراقيل تحول دون نجاح المبعوث الأممي برناردينيو في مهمته بالوقت المحدد. وقال الدباشي في تصريحات إعلامية أمس أن الحوار الوطني الليبي بدأ ينحرف بعيداً عن هدفه، واوردت وكالة الأنباء الليبية أمس عن المندوب الليبي تحذيره من مغبة اتجاه المحاصصة الذي يسلكه الفرقاء الليبيون في الحوار بالصخيرات المغربية، مضيفا في ذات الشأن، أن المتحاورين قد يكسبون ويخسر الشعب الليبي بسبب مبدأ المحاصصة الذي تجري عليه عملية تقديم الأسماء المرشحة لنيل المناصب في حكومة الوفاق الوطني المزمعة، مشيراً في الوقت ذاته إلى خطر العودة إلى المربع الأول دون التوصل إلى حكومة فعالة أو جيش أو شرطة حسب تعبيره.
إلياس تركي

من نفس القسم الوطن