الوطن

ولاة وأميار عاجزون عن تسيير البالوعات!

أمطار الخريف تغرق ولايات الوسط وتفضح الإهمال رغم التحذيرات المسبقة


•    الداخلية تتحرك في الوقت الضائع وتدعو لثورة على النفايات
•    مير برج البحري لـ"الرائد": تنظيف المجاري ليس من مسؤولياتنا!

كشفت الأمطار الرعدية المتساقطة على العاصمة وولايات وسط البلاد وبعض ولايات الشرق أمس، حجم تقاعس المسؤولين المحليين في الجزائر بمختلف رتبهم وعدم تحمل مسؤولياتهم، فرغم تحذيرات مصالح الأرصاد الجوية قبل أكثر من أسبوع من تقلبات جوية تشهدها عدد من الولايات إلا أن الولاة ورؤساء الدوائر ورؤساء المجالس البلدية لم يحركوا ساكنا لاستقبال أمطار الخريف وتوديع فصل الصيف سوى بتعليمة كتابية أصدرها وزير الداخلية جاءت متأخرة ‬على‮ ‬وقع‭ ‬نداءات استغاثة ضحايا هذه الأمطار. رغم تحذيرات الديوان الوطني للأرصاد الجوية التي أطلقت نشرية خاصة، تفيد بتساقط كميات من الأمطار الرعدية منتصف الأسبوع الجاري إلا أنه ولا رئيس بلدية من بلديات العاصمة الـ57 ولا رؤساء بلديات وسط وشرق البلاد استنفر مصالحه وأعطى أوامر لتنظيف البالوعات أو تنظيف المجاري المائية لحواف الطريق، ما أدى إلى غرق أحياء بكاملها وأنفاق ومحاور طرقية في الماء بسبب انسداد البالوعات وانتشار النفايات وانعدام النظافة الدورية للشوارع والأحياء، فديكور العاصمة وغالبية المدن الكبرى صنعته الزبالة والنفايات المترامية في كل الأرجاء، فأقل من ساعة لتساقط الأمطار، كانت كافية لتتحول عشرات المحاور الطرقية والشوارع الرئيسية إلى برك من الماء. في العاصمة وفي ولايات الشرق كذلك رغم وجود البالوعات، والتهيئة التي تعري في كل مرة بريكولاج المسؤولين المحليين، فقد شهدت معظم أحياء العاصمة أوضاعا مزرية بمجرد سقوط أولى قطرات المطر، وقد تسببت هذه الأمطار المتهاطلة في شل حركة المرور لساعات طويلة، وانسداد البالوعات الأمر الذي أثار استياء وتذمرا شديدين لدى المواطنين، بالإضافة إلى إثارة مخاوف قاطني السكنات الهشة والمهددة بالانهيار، حيث أبدى قاطنو هذه البنايات تخوفهم الشديد من انهيار منازلهم فوق رؤوسهم، خاصة وأنها لم تعد صالحة للسكن نظرا للوضعية المتدهورة التي آلت إليها أسقفها وجدرانها بفعل العوامل الطبيعية التي مرت بها، الأمر الذي نغص عليهم حياتهم اليومية، في ظل تقاعس وتباطؤ السلطات في النظر إلى انشغالاتهم.
الداخلية تتحرك في الوقت الضائع وتدعو الولاة لإعلان ثورة على النفايات

من جهتها وفي خطوة جاءت متأخرة وجهت وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعليمة صارمة إلى ولاة الجمهورية بخصوص "العملية ذات البعد الوطني لنظافة المحيط"، دعت من خلالها المسؤولين إلى التجند واتخاذ كافة التدابير من أجل القضاء النهائي على أكوام النفايات التي لطالما اشتكى منها المواطنين، وأوضحت وزارة الداخلية أنه ونظرا للبعد الوطني الذي تكتسيه العملية التي تمت مباشرتها منذ شهر سبتمبر 2012، والرامية إلى تنظيف المحيط، تم بذل جهود معتبرة من أجل استعادة نظافة المدن والأحياء، حيث كان للنتائج المحصل عليها أثر جليل على تحسن الإطار المعيشي للمواطن، وشددت وزارة التداخلية في التعليمة التي وجهها نور الدين بدوي على أنه من الضروري المحافظة على المكتسبات المحققة من خلال هذه العملية، والمواصلة على هذا المسار، وذلك من خلال اتخاذ جملة من التدابير ترمي إلى تكثيف عمليات رفع النفايات المنزلية؛ وضمان المراقبة الدائمة للنقاط السوداء المعروفة كمفرغات عشوائية، ومتابعة نشاط فرق النظافة من أجل الرفع من مردوديتهم في الميدان؛ بالإضافة إلى إشراك جمعيات الأحياء في إطار تنفيذ هذه التدابير. واعترفت الوزارة أنه وبالرغم من هذه التوجيهات، تم تسجيل تهاون لدى بعض المسؤولين المحليين وعدم التزامهم بتنفيذ خارطة الطريق المضمنة في المنشور الوزاري. وفي هذا الإطار، ذكرت تعليمة بدوي بأن الأمر يتعلق بمهمة أساسية للمرفق العمومي يقع على عاتق السلطات المحلية الاضطلاع بها، وهي المهمة التي يتعين على الولاة ضمانها بصورة دائمة وفعالة وبوتيرة مستمرة، إذا لا يجب في أي حال من الأحوال اعتبارها كحملة يقتصر القيام بها بمناسبة، ودعا بدوي الولاة إلى التجنيد الفوري لكل وسائل التدخل المتوفرة لدى البلديات والمصالح والمؤسسات العمومية، وكذا تلك التابعة للمتعاملين الاقتصاديين والمستعملة في تجسيد برامج التجهيزات العمومية، من أجل القيام بعمليات واسعة للنظافة، لاسيما على مستوى الأحياء قصد تحسين الإطار المعيشي للسكان؛ المناطق الحضرية وشبه الحضرية؛ وكذا على حواف الطرقات. من جهة أخرى، أقرت التعليمة انه يجب القيام بعمليات للمراقبة والمتابعة قصد معالجة كل العراقيل التي يمكن أن تعترض عمل وسير الآليات المعتمدة في هذا الشأن، كما أنه وبغض النظر عن هذه الأعمال، فإنه يجدر التنبيه إلى الكميات الكبيرة من النفايات الموضوعة بصفة فوضوية على حواف الأودية الموجودة عند مداخل المناطق الحضرية وشبه الحضرية والتي تجرها معها مجاري المياه التي تمر عبر هذه المناطق، وهو الأمر الذي يستدعي التدخل الفوري بالتعاون والتنسيق مع مصالح الموارد المائية ومؤسسات القطاع من أجل تنظيف الأودية وتنقية مجاري المياه من كل العوارض، لاسيما مع اقتراب حلول موسم العواصف والأمطار الغزيرة.
•    مير برج البحري لـ"الرائد": تنظيف البالوعات ليس من مسؤولياتنا!
من جهته أخلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية برج البحري مسعود لخضر قصري المسؤولية عن مصالحه مؤكدا أن تنظيف البالوعات ومجاري الصرف الصحي من مسؤولية الشركات التابعة لمصالح الولاية وكذا شركة سيال، مؤكدا أنه رغم ذلك فأن مصالح البلدية تقوم بدورها حيث أطلقت مع بداية الصيف حملة لتنظيف هذه الأخيرة، وهو ما جنب بلدية برج البحري حسبه أمس غرق الأحياء في المياه والأوحال سوى في أحياء قلة حسبه بسبب تصرفات فردية للمواطنين أو تهاون غير مقصود من طرف لعمال. من جهة أخرى وحول مشكل النفايات المنزلية الذي لا يزال قائما رغم أطلاق وزارة الداخلية منذ 2012 استراتيجية لتنظيف المحيط واستعادة نظافة المدن والأحياء، قال قصري أن المشكل لا يكمن في الإمكانيات بقدر ما هو موجود في طريقة التسيير داعيا لتبني خطط تسيير أكثر نجاعة، مؤكدا أن البلدية تقوم بدورها لكن الرمي العشوائي للمواطنين وغياب ثقافة النظافة عند الكثيرين جعل مهمة مصالح البلدية صعبة للغاية، مضيفا أن مؤسسات النظافة المعروفة توجد في وضعية لا تحسد عليها بعد أن استنفرت جميع إمكانياتها المادية والبشرية لمواجهة الوضع الذي يتجاوز جميع طاقاتها. وقال قصري أن الحل برأيه هو العودة إلى بعض الممارسات والقوانين القديمة التي أعطت نتائجها سنوات السبعينيات من خلال وضع أعوان يترصدون لبعض الممارسات غير المسؤولة للمواطنين على غرار رمي القمامة في غير أوقاتها، مضيفا أنه وبغض النظر عن الإمكانيات التي يجب أن توفرها الدولة عبر مؤسسات النظافة فإن المواطن يجب أن يشعر بأنه محاصر من طرف قوانين صارمة وعيون الرقابة والمجتمع ليكتسب ممارسات حضارية.
س. زموش

من نفس القسم الوطن