الوطن

أحزاب الموالاة تعود من جديد

رغم التأخر في الدخول الاجتماعي

 

عادت الحركة وبشكل تدريجي لأحزاب المولاة بعد فترة استراحة عمرت كثيرا، رغم الصعوبات التي تعانيها الحكومة وخاصة في الدخول الاجتماعي الذي رافقته تحديات حقيقية كبيرة ولازالت، ورغم صعوبة المرحلة نتيجة استمرار تهاوي أسعار البترول والإجراءات الحكومية المتخذة والتي تتطلب تعبئة شعبية أساسها عمل حزبي وعمل جواري دائم ومستمر. وقد تسبب غياب أحزاب المولاة في فتح الساحة لبعض أحزاب المعارضة التي نشطت من خلال جامعاتها الصيفية إضافة إلى تحرك المجتمع المدني المرتبط بها في التكفل بحملات تضامن واسعة سواء في قفة رمضان أو الحقيبة المدرسية كما كان للمعارضة صوت مرتفع في قضية إصلاحات المنظومة التربوية وغيرها من المواضيع الني شغلت بها الراي العام الوطني. غياب أحزاب المولاة حتى بالبيانات السياسية يرجعه بعض المراقبين إلى انعدم الرؤية وغياب البوصلة واستمرار الضبابية في المشهد السياسي العام، ويزيد البعض إلى أن السلطة أصبحت لا ترافق بشكل جاد هذه الأحزاب التي لم تشهد مثل هذا التسيب من قبل، والدليل على ذلك استمرار الأفلان وبعد أكثر من ثلاث أشهر دون مؤسسات قيادية كما تنص عليه لوائح الأحزاب ووثائقه، فلا المكتب السياسي تشكل ولا حتى العدد ولا القائمة النهائية لأعضاء اللجنة المركزية ضبطت رغم أن الافلان هو القوة السياسية الأولى في البلد وهو أمر غير مسبوق في تاريخه النضالي. ومن المتوقع أن تكون عودة حزبي الأرندي والأفلان مصحوبة بالتنافس الشديد حول من يقود قاطرة التحولات التي كثر الحديث عنها داخل السلطة بالنظر إلى حجم التحديات المحيطة بالبلد والأجندة السياسية الثقيلة التي تنتظر الجزائريين في هذا الموسم وعلى رأس هذه التغيرات موضوع تعديل الدستور في ظل رفض المعارضة تزكية مسار التعديل مما يفرغ التعديل من صفة التوافق التي رافع عليها كثيرا الرئيس ومن دعمه في العهدة الرابعة. ورغم وجود أحاديث عن تعديلات حكومية ربما أكبر من سابقتيها، فمن المنتظر أن تنظر هذه الأحزاب مدى استفادتها من العدد الأكبر من الحقائب خاصة أن الأفلان أصبح يسترضى بأن يوعز للوزراء المعينين بالالتحاق به حتى يعطي صورة أنه صاحب الأغلبية وهذا ما عرفه في مؤتمره العاشر. كما يحاول كل حزب محاولة إقناع المرادية بدعم مقاربته في تجميع القوى المؤيدة سواء كان عبر الأحزاب الأربعة كما صرح بذلك أحمد أويحيى ويقصد بها الأفلان والأرندي والأمبيا وتاج ثم توسع بعد ذلك أو العمل على تشكيل جبهة موسعة منذ البداية كما طرح أمين عام الأفلان. ويعتبر التراشق الإعلامي المنسوب لمصادر بين سلال وأحمد أويحيى أحد محاور التنافس في المرحلة القادمة خاصة أن الأفالان تبنى سلال كمناضل حزبي في مؤتمره الأخير كما أن الكثيرين يعتبرون أن هذا التراشق سببه حرص كل شخص من هؤلاء على زيادة رصيده في بورصة التنافس على قيادة المرادية في المرحلة القادمة. وستكون من أولويات عودة أحزاب المولاة محاولة إعادة التوزان إلى المشهد العام وعدم ترك المعارضة وحدها تجول على المستوى الإعلامي والشعبي وحتى الدبلوماسي والتضييق عليها ميدانيا، خاصة أمام ارتفاع الأصوات المطالبة بإعادة تشكيل الخريطة السياسية بما فيها مطالبة عناصر جيش الإنقاذ من تطبيق بنود الاتفاق بالترخيص لهم بإنشاء حزب سياسي وغيرها من المطالب التي يبدو أن سقفها سيزداد علوا في الأيام القادمة، وينضاف إلى ذلك سخونة الجبهة الاجتماعية وارتفاع المطالب الاجتماعية وعدم الرضا بخطابات الحكومة المطالبة بالتعقل وتفهم ضرورات المرحلة صعوبتها


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن