الوطن

رئيس مجلس الشيوخ اليوم في الجزائر وسط صمت برلماني عن قضايا الذاكرة

دعا فرنسا لتحمل مسؤوليتها التاريخية في حق الشعب الجزائري


 
 
يحل اليوم الثلاثاء بالجزائر، جيرار لارشي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بدعوة من نظيره عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، الزيارة ستدوم يومان، وفي جدول أعمالها طرحٌ لعديد القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولارشي الذي سبق له وأن زار الجزائر، أكد أول أمس في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية أن فرنسا تبحث عن علاقات مميزة وقوية مع الجزائر في مجالات مكافحة الإرهاب، تطوير الاقتصاد وحل الأزمات منها مسألة الهجرة، ومعالجة قضايا الذاكرة دون عقدة، مؤكدا على ضرورة أن تتحمل بلاده كل تبعات تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية. أكد جيرار لارشي في حوار للوكالة على الأهمية التي تكتسيها الجزائر بالنسبة لفرنسا من حيث البحث الدائم على إرساء شراكة دائمة وعلاقات متينة مبنية على التفاهم والتعاون المشترك في كل المجالات، وبالرغم من أن الزيارة تدخل في إطار النشاط البرلماني بين الجزائر وفرنسا إلا أنها تكتسي طابعا سياسيا أيضا من حيث أن مجلس الشيوخ مؤسسة برلمانية لها وزنها وتأثيرها على السياسات والقرارات في فرنسا، وتشكل مسألة التاريخ والذاكرة وجرائم الاستعمار وتعويض الضحايا والتجارب النووية قضايا ذات الاهتمام المشترك، وكثيرا ما أثارت الجدل في فرنسا كما في الجزائر، وقال رئيس مجلس الشيوخ في حواره مع وكالة الأنباء أن فرنسا سترافق الجزائر في تطوير اقتصادها من خلال شراكة قوية وعلاقات قوية بين البلدين. وقال أن ما يميّز هذه العلاقات هو التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب لضمان استقرار المنطقة في الساحل وليبيا، مشيدا الدور الجزائري لدعم الاستقرار إقليميا. وفي سياق آخر، أوضح البرلماني الفرنسي أن الشراكة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا ستشكل محورا هاما في المحادثات، أما عن التجارب النووية الفرنسية في الجنوب الجزائري والتي أجربت خلال الفترة الاستعمارية للجزائر، فأكد رئيس مجلس الشيوخ ما سبق أن صرح به من قبل، قائلا أن على " الدولة الفرنسية أن تتحمل تماما مخلفات التجارب النووية وأنها عليها أن تتصرف بكل شفافية"، مشيرا أن جهودا يتم بذلها حاليا كي يتم تعويض الضحايا، " أو ذوي حقوقهم طبقا لتدابير الاعتراف والتعويض التي أقرت في 5 جانفي 2010 " وألح على أنه "يتم بحث الطلبات الصادرة عن الرعايا الجزائريين ضمن هذا الإطار الذي لا يضع أي تمييز بين الطالبين الفرنسيين والجزائريين". هذا وتحدث جيرار لارشي عن مسألة الاعتراف الرسمي بالمجازر التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري، بتحفظ لما أعاد نفس كلام الرئيس فرانسوا هولاند الذي قاله في خطابه أمام البرلمانيين الجزائريين، والذي ركز فيه على أن تكون العلاقة بين الدولتين مبنيتين على الصراحة، وأكد لارشي هنا على أن تبنى هذه العلاقة على أساس الاعتراف حول حقيقة ماض أليم والبوح به طريق نحو مستقبل أفضل للشعبين، واعتبر رئيس مجلس الشيوخ أن ما قاله هولاند هو الطرح الأمثل و" هو الذي يمكن بلدينا من العمل معا في ظل السكينة والاحترام في جو هادئ"، يرى المتحدث أن ملف الذاكرة يكتسي أهمية بالغة وعلى الطرفين التطرق له دون عقدة مع ترك عناية كتابة التاريخ للمؤرخين. نحن نتحدث عن المآسي التي تجابهنا فيها لكننا لا نتطرق كفاية لتاريخنا المشترك الذي سطر عبر معارك الحرب الكبرى وفي صفوف فرنسا الحرة. ويشار إلى أن رئيس مجلس الشيوخ كان السباق إلى طرح ملف التجارب النووية وضرورة أن تتكفل الدولة الفرنسية به، وكان قد تطرق للمسألة وأعطاها أهمية كبيرة بينما في الجزائر اقتصر الأمر على منظمات حقوقية ومنظمة الحفاظ على الذاكرة، في حين لا يزال البرلمان الجزائري لحد الساعة صامتا إزاء هكذا ملفات حساسة، مما يزيد المسألة تعقيدا.
إلياس تركي

من نفس القسم الوطن