الوطن

على الحكومة تبني فكرة التخفيضات الضريبية للخروج من أزمتها

مسدور يبدي رأيه قبل اجتماع سلال بخبراء الاقتصاد



يترقب الخبراء الاقتصاديون ما سيتمخض عن اجتماع الطاقم الحكومي تحت إشراف سلال بخبراء الاقتصاد، لمناقشة سبل الخروج من أزمة تدني أسعار النفط، في ظل الوضع الحرج الذي تمر به الجزائر ترك مخاوف كثيرة لدى مختلف النخب والطبقات الشعبية داخل البلاد وحتى خارجها، حيث يتطلع الكثيرون أن يخرج اجتماع منتصف هذا الشهر بتوصيات تستطيع إخراج البلد من حلق الزجاجة، دون إلحاق الضرر بالجزائريين. وفي هذا الصدد، أوضح الخبير الاقتصادي والأستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة البليدة، فارس مسدور، أنه من الضرورة أن تبني الحكومة فكرة المصالحة الاقتصادية من خلال القضاء على الاقتصاد الموازي الذي يكلف الدولة خسائر فادحة، عوض اللجوء إلى رفع الدعم عن المواد الأكثر استهلاكا لدى الجزائري، حيث اعتبر هذا المقترح قمة الغباء سيؤدي حتما إلى انتفاضة الجبهة الاجتماعية خاصة وأن الجزائر لا تعاني من مشكلة مالية بل من مشكلة استيراتيجية تسيير القطاعات المنتجة، على حد تعبيره. كما شدد مسدور، في تصريح لـ"الرائد"، على أن انهيار أسعار المحروقات، المورد الوحيد للاقتصاد الجزائري، كان له تأثير كبير على الاقتصاد، موضحا أن الاعتماد على المحروقات ليس "عيبا" ولكن العيب يكمن في عدم القدرة على استغلال مداخيل المحروقات خلال السنوات التي شهدت أسعار النفط أعلى معدلاتها وإنفاق تلك الأموال على مشاريع لا تعكس قيمة الميزانيات التي رصدت لها، ليضيف أن الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد تختلف عن سابقتها نظرا لتوفر احتياطات مالية، الوضع الذي ساعد على التخفيف من شدة الصدمة، مقارنة بأزمة الثمانينات، حيث تحتوي صناديق الاستثمار لوحدها على 137 مليار دولار لم تستغل، إضافة إلى الأموال المتواجدة بالخارج منها 47 مليار دولار في الخزينة العامة الأمريكية وأخرى في بريطانيا واليابان ودول مختلفة وهي أموال إذا تم استغلالها فبالإمكان النهوض باقتصاد قارة..
 وفيما يتعلق بالاجتماع الحكومي، أوضح محدثنا أنه لم يتم استدعاؤه، غير أنه بصفته خبيرا يقترح للنهوض من هذه الأزمة تبني الحكومة فكرة التخفيضات الضريبية على المداخيل، فيكون الدخل أقوى عندما تخفض الضرائب على المداخيل وعلى السلع ذات الاستهلاك الواسع ما سيؤثر برأيه بشكل إيجابي على تحسن القدرة الشرائية لنقودنا، مؤكدا على ضرورة ترقية الإنتاج خارج قطاع المحروقات وذلك باعتماد مبدأ التحفيزات الجبائية وشبه الجبائية وجعل الجزائر جنة ضريبية لمدة لا تقل عن خمس سنوات إلى عشر سنوات، حسب مسدور.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن