الوطن

أسعار الخضر "نار" تعمّق من معاناة الجزائريين

تجار التجزئة يحمّلون تجار الجملة المسؤولية.. وحق المواطن ضائع بين هذا وذاك

 
•    بولنوار: هذا الارتفاع سببه اختلالات التموين بسبب الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى

عرفت أسعار الخضر ارتفاعا محسوسا هذه الأيام عشية الدخول الاجتماعي واقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، وهو الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين الذين اشتكوا من هذا الغلاء، الذي اعتبروه ابتزازا وفرصة للكسب على حساب المستهلك الذي لا يقوى على تحمل هذه الزيادات، بالنظر إلى ما ينتظره من مستحقات سيدفعها، وعلى رأسها مصاريف الدخول المدرسي وبعدها مباشرة تكاليف أضحية العيد. وخلال جولة قامت بها "الرائد" أمس إلى بعض الأسواق بالعاصمة، وقفنا على الارتفاع الرهيب في أسعار الخضر خاصة الموسمية منها والتي من المفروض أن تكون أسعارها منخفضة حيث تراوح سعر البصل ما بين 40  و50 دينارا، والبطاطا ما بين 50 و60 دينارا، في حين وصل سعار الفلفل الحلو 120 دينار وتسقفت الكوسا لتصل 180 دينار والسلاطة 150 دينار بينما تم عرض الجزر بـ 80  دينارا. أما سعر الفاصولياء الخضراء فقد وصلت إلى 150 دينار، في حين وصل سعر اللفت 120 دج والباذنجان 150 دج، وقد أرجع بعض الباعة في حديثنا لهم هذا الارتفاع في أسعار الخضر خاصة الموسمية منها إلى اقتنائها بسعر مرتفع من الأسواق الأصلية، حيث نفى أحد التجار أن يكون البائع المتحكّم الأوّل فيها، فيما راح تاجر آخر يؤكّد أن أسعار الخضر والفواكه غير مستقرة وترتفع بين عشية وضحاها لأسباب عديدة تتحكّم فيها على غرار الحرارة والجفاف والفيضانات وحتّى المضاربة، ومنهم من تحدث بصراحة أن السبب يعود إلى اقتراب عيد الأضحى المبارك والذي أصبح فرصة لأصحاب سوق الجملة حسبهم للربح السريع دون المبالاة بالمواطن البسيط. يتخوف المواطنون من ندرة الخضر والفواكه في الأيام التالية لعيد الأضحى، كما جرت عليه العادة، خصوصا وأن عيد الأضحى هذه السنة سيكون يومي الأربعاء والخميس، ومن المرتقب، حسب عدد من بائعي التجزئة، أن تمتد عطلة تجار الجملة إلى نهاية الأسبوع، ما يعني أن أسواق الجملة لن تفتح أبوابها حتى يوم السبت، ليضطر أصحاب المحلات لغلق محلاتهم في الأيام التالية ليوم العيد، ولهذا السبب يعمد عدد من المواطنين إلى شراء وتخزين كميات كافية من مختلف الخضر والفواكه رغم ارتفاع أسعارها كي يقضوا وأهلهم عيدا له مكانة في قلوب الجزائريين عامة، إلا أن من أصبح همهم الوحيد الربح السريع ينغصون عليهم كل سنة هذه الفرحة• وحول هذه الوضعية عبر عدد من المواطنين عن استيائهم خاصة وأن هذه المصاريف الزيادة التي أنجرت عن الزيادات في أسعار الخضر ليست الوحيدة فمصاريف الدخول المدرسي لوحدها أصبحت تمثل كوشمارا للأولياء خاصة في ظل الزيادات التي عرفتها الأدوات المدرسية والمئزر والحقائب زد ألى ذلك اقتراب عيد الأضحى وتزامنه مع الدخول الاجتماعي ما يمثل ضريبة جديدة للجزائريين خاصة وأن ثمن الأضحية ليست في متناول الجميع رغم التطمينات التي تطلقها وزارة الفلاحة بانخفاض الأسعار إلا أن المضاربين سيفعلون فعلتهم في الأخير وسيفرضون منطقهم ككل سنة.
•    بلنوار: هذا الارتفاع سببه اختلالات في التموين بسبب الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى
من جهته أرجع الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار، الارتفاع الذي تشهده أسعار بعض الخضر والفواكه في الآونة الأخيرة، إلى النقص التدريجي في أسواق الجملة التي يتم تموينها بشكل يومي بينما مع اقتراب الدخول الاجتماعي والعيد يتوقف ذلك تدريجيا في أسواق الجملة ويعود أيضا إلى نقص عدد أسواق التجزئة والجوارية يؤدي إلى تضخيم الفارق بين سعر الجملة وسعر التجزئة، إضافة إلى أن غرف التبريد لا تؤدي دورها بشكل كامل من أجل ضمان استقرار التموين وهو ما يؤدي إلى عدم استقرار الأسعار، مؤكدا أن أغلبية العمال المزارعين وغرف التبريد أخذوا إجازاتهم السنوية، الأمر الذي أدى إلى نقص الجني في المحاصيل مقارنة بالطلب الكبير، مشيرا إلى أن مادة البطاطا عرفت ارتفاعا في السعر نظرا لتخزينها على مستوى غرف التبريد لتفادي ندرتها خلال شهري نوفمبر وديسمبر، مضيفا أنه وخلال الدخول الاجتماعي وبالموزاة مع فتح المطاعم المدرسية والجامعية، يزداد الطلب على المنتجات الفلاحية والغذائية بالتزامن مع تسجيل نقص في التموين ما يخلق نوعا من الندرة التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وطالب بولنوار في هذا الصدد مصالح وزارة الفلاحة بأن تفرض على المزارعين وأصحاب غرف الحفظ والتموين برنامج مداومة يلزمهم بتموين أسواق الخضر والفواكه قبل وخلال أيام العيد


س. زموش

من نفس القسم الوطن