الوطن

لوبيات "المخزن" تتفوق في الانتخابات المغربية

في الوقت الذي عزز فيه إخوان المغرب مواقعهم في المجالس الجهوية



أفرزت نتائج الانتخابات البلدية والمناطقية في المغرب التي جرت الجمعة الفارط التأكيد على الدور الذي تلعبه أجهزة المخزن ولوبياته في تسيير العملية الانتخابية التي عادت نتائجها وفق الأرقام التي قدمتها أمس الداخلية المغربية لصالح حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي حقق المرتبة الأولى وهي نفس المرتبة التي حاز عليها في 2009، بينما كانت النتائج تصب لصالح إخوان المغرب بعد أن عزز مترشحو حزب العدالة والتنمية مواقعهم مؤسساتيا وشعبيا بالرغم من احتلالهم المرتبة الثالثة، إلا أن المقاعد التي حاز عليها أكدت على الشعبية التي يحوز عليها الحزب في أوساط المغاربة، الذين وجهوا صفعة قوية لحزب الاستقلال الذي وإن حاز على المرتبة الثانية برصيد 5106 مقعد فإن خسارة الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، الذي انهزم في معقل حزبه التاريخي، مدينة فاس أمام الوزير المكلف بالميزانية، إدريس الأزمي، والمنتمي إلى حزب "العدالة والتنمية" ستكون لها نتائج أخرى في الحياة السياسية بالمغرب، ضف إلى ذلك رهان الاستقالة التي ربط بها نفسه في حال عدم تمكن الحزب من الحصول على المرتبة الأولى سيلقي بظلاله على تركيبة الحزب والداعمين لسياسته المبنية على " التحريض " ضدّ الجزائر حكومة وشعبا. الانتخابات المغربية ونتائجها المعلن عنها أمس تعيد حسب مراقبين التساؤلات لدى الساسة المغاربة حول من يسير هذه الانتخابات ودور أجهزة المخزن فيها ولوبياته وقوى المال المرتبطة به، وفي نفس الوقت عبرت هذه الانتخابات ومن خلال النتائج الذي حققها حزب العدالة والتنمية تعزيز دور الحزب في أوساط المغاربة وقد عبر عنه شعبيا ومؤسسات وأثبت الحزب الحائز على 5021 مقعد بأن المغاربة يثقون في الحزب وفي تسييره لشؤون بلادهم. ويبقى الأبرز في هذه النتائج هو ما حققه حزب الاستقلال الذي خسر رهاناته ورهانات قياداته التي قطعت على نفسها رهان الاستقالة في حال عدم حصولها على المرتبة الأولى، وهو الذي تأكد عمليا وفق أرقام الداخلية، فهل سيكون الحزب وقياداته على مستوى الوعود التي قدمها للمغاربة أم أنه كالعادة سيناقض نفسه وهو ما اعتاد عليه هؤلاء، فالحزب غذى شعبيته على معادات النظام الجزائري والشعب وتوجهات الدولة حين كان يغرد في كل مرّة خارج السرب ويكرر أطماع المخزن في ضم بعض الولايات الجزائرية. وقد أعلن أمس وزير الداخلية المغربي عن النتائج الأولية حيث تصدر حزب العدالة والتنمية انتخابات أعضاء مجالس الجهات بحصوله على 174 مقعدا (25,66 بالمائة)، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة بـ 132 مقعدا (19,47 بالمائة)، وحزب الاستقلال بـ 119 مقعدا 17,55 بالمائة، واعتبرت جماعة العدل والاحسان أن اعتبرت أن "غالبية الشعب المغربي أكدت مقاطعتها للعملية السياسية برمتها" رغم اعلان وزير الداخلية أن نسبة المشاركة كانت قد تجاوزت 53,67% من الناخبين المغاربة.
إكرام. س

من نفس القسم الوطن