الوطن

البلد في خطر... وفي حالة حدوث انزلاقات الكل مهدد

الناشط السياسي ووسيط السلطة والإسلاميين محمد بوفراش يصرح:



لم يخف الحاج محمد بوفراش في حديث له مع جريدة "الرائد"، تخوفه من الوضع الذي تعرفه البلاد على جميع النواحي سياسيا واقتصاديا وحتى أمنيا، وعبر عن قلقه من استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم تحرك القوى الحية والمخلصة في الوطن من تدارك الوضع والقيام بالإصلاحات الضرورية في البلاد وخاصة من الناحية السياسية. وقال الناشط السياسي ووسيط السلطة والإسلاميين، أن الحكومة الحالية لا تتمتع بالقدر الكافي من التمثيل الشعبي وليست لديها القدرة على تعبئة الشعب في خياراتها الاقتصادية خاصة أمام تدهور أسعار النفط، وأشار محدثنا إلى أن الجزائر بحاجة اليوم إلى الإقبال على إصلاحات اقتصادية سواء تعلق الأمر بإعادة النظر في المنظومة القانونية وإيجاد بيئة محفزة للاستثمار الوطني والأجنبي أو غيرها من الإجراءات قبل أن يؤكد في الأخير على أن الحكومة مطالبة بوضع المزيد من إجراءات التحفيز والتقليل من البيروقراطية وكذا الانفتاح على الأسواق الدولية لما لها من نتائج إيجابية على الاقتصاد الوطني. المحلل السياسي محمد بوفراش ولدى تطرقه للوضع السياسي القائم اليوم بالجزائر، خاصة المتعلق بحراك بعض القيادات المحسوبة على الجبهة الإسلامية للإنقاذ وما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ عبر الرجل الأول في التنظيم مدني مزراق الساعي لتأسيس حزب سياسي يعود من خلاله لممارسة الحياة السياسية في إطار منظم، أشار محدثنا إلى أنه يكون قد حضر مؤخرا لقاء ضمّ قيادات الفيس التي في مجملها لا توافق على مبادرة مدني مزراق الذي يكون قد رفض حضور اللقاء الذي جرى بمنزل عبد الحق لعيادة مؤسسة الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" والرجل الأول في التنظيم. وفي سياق متصل اعتبر الحاج بوفراش أن تنظيم "الفيس" لازال موجودا وأنه لا يمكن تجاوز هذه الحقيقة ولكن في نفس الوقت قال أن على قيادات الفيس أن ترفض العنف وأن تستمر في العمل السلمي الذي يعود على الوطن بالخير. وأضاف أن الوضع السياسي الحالي يتميز بكثير من الغموض والخوف أصبح سائد عند الجزائريين وأنه في حالة حدوث انزلاقات لا قدر الله فالجميع خاسر وعلى العقلاء أن يتدبروا جيدا في الوضع وأن يوقفوا الفساد المستشري في البلد بكل الوسائل المتاحة والممكنة. وفي الصدد ذاته تحدث بوفراش عن مساعيه في حلحلة الوضع في غرداية وأنه مع بعض الخيرين يقوم بجهد غير معلن ويوفر كل ما يمكن لتقليل من الخلافات بين سكان غرداية سواء كانوا مالكية أو إباضية، مشيرا إلى أن آخر مبادرة كانت في استقبال شخصية محورية تشتغل في أوروبا حول الإسلاموفوبيا وقد كان لها دور مهم في زيارتها للجزائر مؤخرا. أما فيما يتعلق بالحراك المتعلق بالمؤسسة الأمنية فقد قال محدثنا، أنه يرفض الطريقة التي تتعامل وسائل الإعلام وبعض السياسيين مع المؤسسة الأمنية "دياراس"، التي قال عنها إنها العمود الفقري لأي دولة في العالم والجزائر مؤسستها الأمنية تعد مفخرة للجزائريين قبل أن يؤكد على أن أخطاء البعض لا يجب أن تكون الشجرة التي تخفي غابة من الحسنات. ومن جانب آخر قال بوفراش الذي كان وراء مبادرة زيارة أحزاب جزائرية للمغرب قبل أشهر، أنه حان الوقت لتصحيح العلاقة مع الأشقاء المغاربة من منطلق أنه مطلوب من الأحزاب السياسية سواء في المغرب أو الجزائر العمل على تتجاوز الخلافات المعروفة من أجل ما قال" التوجه نحو بناء المغرب العربي الكبير عبر فتح العلاقات الثنائية بين الشعبين في مختلف المجالات" وأنه مطلوب من رجال الأعمال أيضا أن يطوروا علاقاتهم عبر استثمارات متبادلة في البلدين.
س. بن عيسى

من نفس القسم الوطن