الوطن

اختتام جولة الحوار الليبي في جنيف في انتظار جولة حاسمة في 20 سبتمبر

في انتظار التوافق على تشكيلة الحكومة وقبول مقترحات المؤتمر




تواصلت أمس بالعاصمة السويسرية جنيف جولة الحوار الليبي برعاية البعثة الأممية إلى ليبيا وسط استمرار الجدل والرفض من جانبي الحوار مجلس النواب والمؤتمر ومحاولات المبعوث الأممي برناردينيو لتقريب وجهات النظر، من أجل تحصيل توافق حول تشكيلة الحكومة الموحدة وتسريع الحل لإنهاء الصراع، وطرحت أسماء شخصيات من كل الأقاليم بما فيها طبرق وطرابلس كمرشحين لمنصب رئيس الحكومة ونوابه، في حين لم يظهر المؤتمر أية قائمة بشأن تشكيلة الحكومة وركز بالمقابل على مناقشة مقترحاته على مسودة الاتفاق التي لا تزال الأمم المتحدة تتماطل في الاستجابة لها. دخلت البعثة الأممية أمس في مرحلة الحسم فيما يتعلق بتشكيلة الحكومة التوافقية، وأفادت مادر ليبية أن برناردينيو ليون افتتح النقاش بخصوص الملف، حيث قدم وفد مجلس النواب قائمة اسميه تضم مرشحين اختارهم المجلس وحصل التوافق بشأنهم خلال جلسات سابقة انعقدت بمقره بطبرق، وهي القائمة التي تضم حسب رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب الليبي جلال الشويهدي "اثني عشر شخصا كمرشحين لرئاسة حكومة الوفاق وأحد نائبيه"، مبينا أنه "تم اختيار أربعة أشخاص من كل إقليم من أقاليم برقة وفزان وطرابلس". وذكرت وكالة الأنباء الليبية أمس، عن مصادر من وفد المجلس المشارك في جولة جنيف، أن بعض الأسماء تم اختيارها من طرابلس وهو معقل المؤتمر الوطني العام، لكنها لا تضم أي عضو من المؤتمر، وهو القائمة التي سيرفضها هذا الأخير لكونها اختيرت من طرف واحد فقط، ولم تتسرب معلومات جديدة بشأن اجتماع أمس بالعاصمة السويسرية، غير أن التقارير الإخبارية التي سبقت انعقاد الجولة، قالت أن الحوار عرف مشاركة وفد عن كل مجلس النواب وبعض رؤساء المجالس البلدية والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته ووفد عن بلدية مصراتة وأعضاء مجلس النواب المقاطعين لجلساته، وترغب الأمم المتحدة في أن تكون جولة الجمعة مثمرة حيث سبق لبرناردينيو التصريح برغبته في أن تكون جولة إيجابية معلنا أن العشرين من الشهر الجاري سيكون موعدا لآخر جلسات الحوار داعيا المؤتمر للتوقيع على الاتفاق قبل هذا التاريخ، لكن الأمور لا تسير وفقا لرغبة ليون، فالمؤتمر لم يحسم أمره بعد في عديد الملفات، وسبق أن طالب البعثة بإدخال تعديلات على اتفاق السلام والمصالحة الذي تم التوصل إليه في الـ 11 جويلية لماضي والذي وقعته الأطراف الأخرى فيما رفض هو (المؤتمر) التوقيع عليه. وينتظر أن تخرج جولة الجمعة باتفاق حول تشكيلة الحكومة، برغم صعوبة حصول التوافق في المرحلة الحالية بالنظر لتوجس كل طرف من الآخر، فالمؤتمر لا يرى أن مجلس النواب سيقلب باللعبة الديمقراطية كون هذا الأخير يرفض مشاركة الإخوان المسلمين في بناء مستقبل ليبيا، ويحملها نتائج تعثر الحوار، لكن المؤتمر يصر على ضمان حقه في تحقيق توافق يضمن حق الجميع وليس طرفا واحدا فقط. وفي ذات الجانب، ذكر موقع الجزيرة نت عن مصادره أن المؤتمر الوطني العام كان قد توافق مع ليون في اجتماع إسطنبول على بعض النقاط في مسار الحوار، والأمر يتعلق بست نقاط من نقاط مشروع الاتفاق، لكن مطلبه الرئيسي يتمثل راهنا في تعيين رئيس حكومة توافقية ونائبين له وإلغاء كافة القرارات والتعيينات التي أقرها برلمان طبرق المنحل، وتوقعت بعض المصادر أن يناقش المبعوث الدولي مع وفد مجلس النواب المنحل ووفد آخر يمثل شخصيات مستقلة وأعضاء في مجلس النواب المنحل مقاطعين لجلسات طبرق لمناقشة تضمين التعديلات التي يطالب بها المؤتمر ضمن النقاط التسع. وسيكون ملف الملاحق التي سبق أن تحدثت عنها البعثة في جولة الصخيرات، خاصة فيما يتعلق ببعض المقترحات، أهمها إضافة ملحق سادس خاص بالقرارات والتعيينات التي قام بها مجلس النواب المنحل وإلغائها بمجرد التوقيع النهائي على هذه الاتفاقية. هذا وكان رئيس حزب العدالة والبناء الليبي محمد صوان قال أن الأحزاب السياسية ناقشت مع ليون إضافة ملحق سادس إلى الاتفاقية التي تتعلق بإجراء مراجعة شاملة لكل التعيينات في الفترة السابقة واعتبارها في حكم الملغاة.


إلياس تركي

من نفس القسم الوطن