الوطن

مزراق ماضٍ في تحديه للحكومة

خبراء سياسيون يعتبرون الأمر "ارتباكا سياسيا"



تحدى مدني مزراق القائد السابق لما يعرف بـ "الجيش الإسلامي للإنقاذ" المنحل في الجزائر، السلطات التي ترفض السماح له بإطلاق حزب سياسي، وقال في كلمة لم تخلُ من التحدي: "كنت أود أن تفتحوا لي الأبواب لكي أدخل عالم السياسة بسهولة ويسر، لكن أجبرتموني الآن على كسر الباب والدخول مباشرةً في السياسة".
ونشر مزراق تسجيلاً مصوراً للقاء مع عدد كبير من مناصريه في منطقة غير معروفة في بلدة قاوس في جيجل، وتحدث مزراق أمام مئات من مناصريه عن حزبه العتيد وأشاد في شكل كبير بالجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة التي فازت بالانتخابات البرلمانية عام 1991 لكن السلطات أوقفت المسار الانتخابي حينها. وحاول مزراق أن يظهر بمظهر الزعيم وهو يتحدث إلى أنصاره في ثاني خرجة له في ظرف أسبوع واحد، ومغازلة السلطة والجزائريين معا، وهذا بتذكيرهم أنه انخرط في مشروع المصالحة رغم كل العقبات التي قال أنها "عبارة عن مؤامرات حيكت ولا تزال ضده، وضد أتباعه لدفعهم إلى الرجوع إلى حمل السلاح من جديد"، وخاطب أتباعه بالقول "لقد كنتم نِعم الرجال لأنكم فوتّم الفرصة على الكاذبين والذين يحاولون أن يعودوا بالجزائر للدماء والخصام والعداوةّ".
وقال مزراق: "صبرنا 15 سنة كاملة، كنا نملك الحقوق المدنية كاملة غير منقوصة، لكن رغم ذلك قيل لنا إننا لسنا كغيرنا من أحزاب ورجال الدولة والصحافة، ولا يحق لنا ممارسة السياسة أو الحديث في الشأن العام". وتابع: "كان من حقنا وبمقدورنا أن ننتفض وندخل في صدامات لكن نحن لما قبلنا أن ندخل في مشروع المصالحة كنا نعرف يقيناً العقبات التي تنتظرنا والمؤامرات التي تُحاك ضدنا لدفعنا إلى الجبال والاقتتال مرة أخرى. لقد كنتم نِعم الرجال لأنكم فوتّم الفرصة على الكاذبين والذين يحاولون أن يعودوا بالجزائر للدماء والخصام والعداوة".
وتابع زعيم جيش الإنقاذ سابقاً: " هذا الصبر آن الأوان له لأن ينتقل إلى صبر آخر، لا يمكن أن نظل هكذا في الماضي، نحن نعيش منذ 15 سنة كتنظيم فئوي، اليوم آن الأوان لهذا التنظيم أن ينتقل إلى تنظيم عام يهم كل الجزائريين ويفتح أبوابه لكل من قاسمه المشروع". وقال: "هذا التنظيم فرع من أصل، هو وسيلة نسعى من خلالها إلى تقوية مكانة الدعوة في بلادنا ونشر الفضيلة على حساب الرذيلة ونشر المعروف على حساب المنكر.
وفي هذا الإطار يرى المحلل السياسي إسماعيل معراف أن أمير الأيياس السابق وخرجته الثانية تدل على أنه مدعوم ولا يتصرف من تلقاء نفسه وهو يستعمل حاليا كورقة لإرباك معسكر من معسكرات السلطة خدمة لأجندة سياسية ومحاولة لتوتير الوضع السياسي أيضا في البلاد. وأشار المحلل السياسي في تصريح لـ"الرائد" إلى أن "الرجل الأول في جيش الإنقاذ المحل هو من ساعد السلطة في السابق على إرساء الأمن والسلم فبعد هذه الخدمة من حقه الطمع والعودة إلى النشاط السياسي في إطار قوانين الجمهورية طبعا".
وحول سؤال متعلق بخلافاته مع الرجل الثاني في الفيس المحل علي بلحاج قال معراف: أن "بلحاج لم يكن راضيا على الجناح العسكري للفيس، خاصة بعد استفادتهم من امتيازات من قبل الحكومة بعد مساعدتهم إياها في إقناع العديد من أمراء الإرهاب التخلي عن العمل المسلح والعودة إلى أحضان قوانين المصالحة والرحمة والوئام المدني"، كما أن التناقض بين الشخصيتين يدخل ضمن لعبة التناقضات الشخصية وتصفية الحسابات القديمة".
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن