الوطن

انفاق بين 5 و8 ملايين سنتيم على الدخول الاجتماعي؟

منظومة الأجور لاتزال عاجزة على تغطية المصاريف خلال المناسبات الاجتماعية والدينية


•    رشيد بوجمعة: مستوى الإنفاق وصل ذروته.. و"الكريدي" هو الحل!

لم يعد يفصلنا على الدخول المدرسي سوى خمسة أيام وككل سنة يتضاعف خلال هذه الفترة مستوى إنفاق الأسر الجزائرية خاصة وأن مناسبات عديدة جاءت مجتمعة ما وضع الجزائريين أمام مصاريف مضاعفة، خاصة الأسر التي لديها أبناء متمدرسون لتشير تقديرات الخبراء في الاقتصاد أن الجزائريين سيصرفون ما بين 5 و8 ملايين خلال فترة الدخول الاجتماعي لوحدها دون احتساب المصاريف الخاصة بعيد الأضحى. وجد أرباب الأسر في الجزائر هذه الفترة أنفسهم في مواجهة مصاريف الدخول المدرسي بداية بميزانية اقتناء ملابس جديدة خاصة للتلاميذ المقبلين على مقاعد الدراسة واقتناء المآزر والحقائب المدرسية وصولا إلى تكاليف الكتب والأدوات المدرسية، ومصاريف التسجيلات، كل هذا يضاف إلى المصروف اليومي المتعلق باشتراكات الكهرباء والماء، الغاز، الهاتف والأنترنت زد إلى ذلك الاحتياجات اليومية المعيشية، وهو ما يجعل المنظومة الوطنية للأجور عاجزة أمام هذا الكم الهائل من المصاريف خاصة أن أغلبية الأسواق والمحلات الخاصة ببيع الأدوات المدرسية، تعرف ارتفاعا رهيبا في الأسعار مقارنة بالسنة الماضية وهي الزيادة التي قدرها العارفون من المواطنين والبائعين، من 15 إلى 20 بالمائة بسبب انخفاض قيمة الدينار في الأسواق العالمية، حيث بلغت أسعار المآزر ما بين 1000 إلى 2000 دينار، في حين بلغ سعر المحافظ بين 1500 إلى 7000 دج، الأمر الذي استاءت منه العائلات الجزائرية خاصة الأسر محدودي الدخل والتي لديها من 3 إلى 4 أطفال يتمدرسون أو أكثر. من جهتها عرفت أسعار الكراريس ارتفاعا هي الأخرى، حيث تراوح سعر كراس الأعمال التطبيقية من الحجم الكبير ما بين 100 و150 دينار، في حين قدر سعر الكراس المحلي من 64 صفحة 50 دج، وكراس 96 صفحة بـ60 دينار، أما كراس 120 صفحة بـ70 دينار، وكراس 288 صفحة يتراوح سعره ما بين 130 و170 دينار حسب النوعية. وهي كلها أسعار جاءت صادمة للجزائريين في حين يعتبر موسم العودة إلى المدارس فرصة كبيرة للمكتبات لتحقيق نسبة عالية من المبيعات تغطي خسائر فترة الركود أثناء العطلة الصيفية لتغطية رواتب العمال وتكاليف إيجار المحلات والكهرباء كون فترة الصيف مرحلة ركود بالنسبة إليهم. من جهة أخرى وفي محاولة للتقليل من حدة هذه المصاريف تلجأ بعص الأسر إلى الجمع بين مناسبة العيد والدخول المدرسي من ناحية الملبس حيث تحتفظ الأسر بملابس الدراسة لتكون كسوة لعيد الأضحى، رغم أن الأمر لا يفي بالغرض كون عيد الأضحى زيادة على الملابس الجديدة التي تحولت عادة الأسر سواء المتوسطة الدخل أو الميسورة يحتاج للأضحية التي يتراوح سعرها في سوق الماشية هذه السنة ما بين 3 و5 ملايين.
•    الزيادات الهزيلة في الأجور لا حدث.. ومنحة 800 دج لكل طفل متمدرس لا تكفي حتى لشراء مأزر!
من جهة أخرى أخلطت القيمة المضافة على الرواتب الشهرية للموظفين عقب تطبيق إلغاء المادة 87 مكرر حسابات الجزائريين بعدما كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر من أجل منع العجز والحاجة اللذين ينجران عن مناسبتين هامتين من كل سنة جاءتا في شهر واحد حيث لم تتمكن الزيادة "الهزيلة" التي عرفتها شبكة الأجور في الجزائر بعد إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل ودخولها حيز التنفيذ أوت الفارط من استيعاب مصاريف الدخول الاجتماعي هذه، في حين حرم مستخدمو الإدارة العمومية من أي منحة خاصة بالدخول المدرسي وتبقى المنحة الوحيدة التي تمنح هي 800 دينار لكل طفل متمدرس، لا تغطي، حتى لشراء المئزر. بالمقابل يستفيد عمال قطاع التربية والتعليم العالي من محفظة التمدرس بأدوات قيمتها حوالي500 دج لكل أب أسرة قد يكون له أحيانا 6 أبناء متمدرسين، وهو ما جعل الأولياء يعانون في ظل غياب مساعدة من الدولة في مثل هذه الحالات ودفع بمعظمهم للاستدانة أو الرهن.
•    بلنوار: الجزائريون ينفقون 60 مليار دينار على الدخول الاجتماعي
وفي السياق ذاته كشف الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار في تصريحات لـ"الرائد" أن العائلات الجزائرية وخلال فترة الدخول الاجتماعي تنفق أكثر من 60 مليار دينار، مضيفا أن هذه المصاريف كلها تخصص لاقتناء الملابس والأدوات المدرسية، حيث قال بولنوار من الطبيعي ارتفاع مستوى الإنفاق لدى الأسر الجزائرية هذه الفترة بسبب تزامن الدخول الاجتماعي مع عيد الأضحى، مؤكدا أن غلاء المستلزمات المدرسية ساهم في ارتفاع ميزانية الدخول الاجتماعي مرجعا هذا الارتفاع لانخفاض أسعار الدينار مقابل الدولار والأورو. ومن جهة أخرى، أكد المتحدث ذاته أن ما نسبته 40 في المائة من الزبائن يلجؤون إلى اقتناء المستلزمات المدرسية عن طريق الدين بسبب تدني قدرتهم الشرائية.
•    رشيد بوجمعة: مستوى الإنفاق وصل ذروته.. و"الكريدي" هو الحل بالنسبة لأغلب الأسر
من جهته كشف الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة أن الجزائريين يواجهون هذه الفترة استنزافا حادا في جيوبهم، مؤكدا أن مستوى الإنفاق وصل ذروته خلال الدخول الاجتماعي والذي يليه بأقل من ثلاثة أسابيع عيد الأضحى. وقال بوجمعة أن الأسرة الواحدة تحتاج ما بين 5 و8 ملايين سنتيم في المتوسط من أجل تسديد المصاريف المتعلقة بالدخول المدرسي وما يرتبط به من شراء ملابس جديدة ومآزر ومحافظ للمتمدرسين وكذا اللوازم المدرسية زيادة إلى الاستهلاك اليومي، مضيفا أن غالبية الأسر يلجؤون في هذه الظروف إلى الاشتراك في الإنفاق بالنسبة للعائلة الكبيرة. من جهة أخرى قال بوجمعة أن الجزائري هو الفرد الوحيد الذي يستهلك أكثر من مدخوله الشهري لعدم مراعاته للأولويات، مضيفا أن المجتمع الجزائري يتجه نحو الاستهلاك المفرط، ما ساهم في انتشار ظاهرتي الاستدانة والرهن أمام تدني القدرة الشرائية للمواطن، معتبرا الزيادات الأخيرة في الأجور لا حدث بالنسبة لما ينفقه الجزائريون أمام غلاء الأسعار في كل مرة.
س. زموش

من نفس القسم الوطن