الوطن

بن فليس يربط أجندته السياسية بملف إعتماد حزبه

غاب عن حراك شركاءه السياسيين

 


أثار غياب رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ورئيس حزب طلائع الحريات – قيد الإعتماد -، عن النشاطات السياسية والحزبية لشركاءه السياسيين في هيئة التشاور والمتابعة المنبثقة عن ندوة مزافران 2014، وخاصة القوى السياسية ذات التوجه الإسلامي التي أقامت في الفترة الماضية جامعاتها الصيفية، عدّة تساؤلات حول أسباب غيابه أو تغييبه عن نشاطات هؤلاء الذين يعتبرون أهم شريك لبن فليس في الوقت الراهن، خاصة وأن هؤلاء وجميعا أرسلوا دعوات رسمية للمشاركة في أشغال الجامعات الصيفية غير أن ردّ هذا الأخير عليهم جاء مخالفا للتوقعات.
والملفت في الموضوع أن علي بن فليس لم يرسل من ينوب عنه أو عن حزبه في افتتاح الجامعات الصيفية لهذه الأحزاب، ويأتي هذا الغياب في وقت ينتظر فيه الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني إعتماد حزبه الجديد طلائع الحريات التي عقد مؤتمره التأسيسي يومي 13 و14 جوان الماضي، بالعاصمة، وتقدم بملف إعتماده للداخلية يوم 12 جويلية الفارط، حيث مضى الآن قرابة الشهرين وهي المدّة القانونية التي سترد عليه مصالح نور الدين بدوي وفق ما ينص عليه القانون حول قبول أو رفض إعتماد حزبه السياسي الجديد الذي عاد به للحياة السياسية بعد غياب دام سنوات طويلة، ووفق القانون فإن مصالح الداخلية والجماعات المحلية ترد بعد شهرين على طلبات الأحزاب لاعتمادها وفق ما تنص عليه المادة.
ويرى بعض المراقبين أن عدم مشاركة علي بن فليس حراك المعارضة وبالدرجة الأولة شركاءه السياسيين في هيئة التشاور والمتابعة يعود في الأساس لرغبة منه في عدم التشويش على ملف الإعتماد ورسالة هدنة منه للسلطة القائمة اليوم، بعد مسار من المعارضة والمنافسة في الفترة الماضية.
وتكون بعض الأطراف قد قدمت نصائح لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس بعدم الاستمرار في الخط المعارضة التام للنظام القائم اليوم، وأن الرئيس المقبل للجزائر يجب أن تتوفر فيه مواصفات التوافق ولا يستنتج في خطابه الرغبة في الانتقام أو تصفية الحسابات ويكون بن فليس قد فهم هذه الرسالة جيدا وهو ما دفع به لإعادة تصحيح – تصورات – الخط السياسي والخطاب المنتهج منه تجاه السلطة، وربما قد يلاحظ في مواقفه التي تأتي مع بداية الدخول الاجتماعي الجديد بعد أيام أي منحى قد اختاره الرجل الطامح لكرسي الرئاسة في 2010 و2014 والتي دفع به هذا الطموح إلى الذهاب نحو تأسيس حزب سياسي جديد ولد من رحم الحملة الانتخابية السابقة له عقب مشاركته في سباق المنافسة على كرسي الرئاسة ضدّ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي فوت عليه الفرصة مرّة أخرى وحاز على أغلبية أصوات الجزائريين، ويتوقع الكثير من المتابعين أن خطاب علي بن فليس سوف يرتكز على الحكومة وسياستها بالدرجة الأولى دون التدخل في تفاصيل سياسية قد تقضي على حلم التعجيل باعتماد حزبه بشكل رسمي في أقرب الآجال.
وسبق لرئيس الحكومة الأسبق في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن أكد على أنه لن يتسامح مع أي تأخير في اعتماد حزبه من قبل الداخلية مهددا إياها بـ" التصعيد " وبالرغم من هذه التصريحات إلا أن أطرافا عديدة أشارت إلى أن الرجل يمكنه أن يحوز مع بداية الشهر الداخل على إعتماد حزبه رفقة عدد من الأحزاب التي تقدم مؤسسؤوها لمصالح الداخلية والجماعات المحلية لطلب الإعتماد وقدرت مصادر " الرائد " هذه الأحزاب بـ 6 أحزاب دون أن تشير إلى طلائع الحريات بعينه.


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن