الوطن

ليس لدى واشنطن نية في إقامة قاعدة عسكرية جنوب تونس

السفير الأمريكي المنتهية مهامه في تونس يؤكد:




قال السفير الأمريكي في تونس جاكوب والس أن الولايات المتحدة لم تفكر في إقامة قاعدة عسكرية في تونس ولا في شمال إفريقيا، مكذبا بذلك ما تم تداوله من قبل عبر الإعلام، من أن زيارات قادة عسكريين إلى تونس وتوسيع مجال التعاون العسكري بين البلدين كان هدفها إقامة قاعدة عسكرية في جنوب تونس بهدف محاربة الإرهاب والتجسس على الجزائر، وأوضح السفير في تصريحات أدلى بها لجريدة الصباح التونسية أمس، أن واشنطن لديها علاقات جيدة مع شركائها في شمال إفريقيا ولا تحتاج إلى قاعدة عسكرية. وجاء في تصريح السفير جاكوب والس الذي انهيت مهامه منذ أيام من طرف كتابة الدولة للخارجية، ''علاقتنا بشركائنا لا تحتاج إلى قاعدة عسكرية، نحن نتعاون مع التونسيين ونوفر الدعم للقوات الأمنية، قد ترون بين الحين والآخر عسكريين أمريكيين في تونس في إطار برامج شراكة أو تدريبات"، واعترف الدبلوماسي الأمريكي الذي سيغادر تونس، أنّه تعرض فعلا قبل عام لتهديدات استهدفته شخصيا من قبل جماعة متطرفة. مؤكدا في ذات السياق، أنّه تم إحباط مخطط الجماعة المتطرفة والقبض على عدد من أفرادها بفضل التعاون الجيد والجدي والتنسيق مع السلطات التونسية، حسب قوله. ويشار أن الجزائر كانت دوما تعارض إقامة قواعد عسكرية على أراضيها أو على حدودها، وقد أعربت عن انزعاجها من الموقف التونسي الذي فتحت أراضيها لتدريبات الجنود الأمريكيين، وسبق لوزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أن زار تونس بتاريخ 14 جويلية الماضي وسلم رسالة مكتوبة من الرئيس بوتفليقة إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يبلغه فيها بلهجة شديدة أن الجزائر تخير تونس بين العلاقة مع الجزائر أو القبول بقاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها، وكان لعمامرة صرح حينها بأن الجزائر بقيت لعقود من الزمن تكافح الإرهاب وتقاوم الضغوط الأجنبية لإقامة قواعد عسكرية على أراضيها.. وتونس تحت الضربات المتتالية للجماعات الإرهابية ولأنه تنقصها الخبرة في مواجهة هكذا ظروف وجدت في العروض الأمريكية بعض الاستحسان. وإن هذه القواعد ما هي إلا انتهاء للسيادة لا يمكن قبوله على الإطلاق"، كما سبق للجزائر أن عبرت للولايات المتحدة عن رفضها لإقامة قواعد عسكرية على الأراضي الجزائرية، والأمر يتعلق بقيادة أفريكوم، التي كثيرا ما كانت محل نقاش قائد أفريكوم في زياراته المتعددة للجزائر، وكانت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس بدرة قعلول أكدت في تصريحات سابقة أنه سيتم إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في الجنوب التونسي، لكن بموظفين تونسيين وتكنولوجيا أمريكية، ورغم نفي الرئاسة التونسية للخبر ومحاولة شرح الموقف التونسي والتوضيح أن الأمر لا يتعدى التعاون العسكري بعيدا عن أية قاعدة عسكرية أجنبية. هذا وذهبت العديد من التحليلات للتأكيد بأن الولايات المتحدة حاولت إقناع تونس بالمشروع من أجل مكافحة الإرهاب، لكن ذلك لا يعدو أن يكون سوى غطاء لمنع تسلل داعش لحقول النفط في الجزائر وليبيا لكون معظم الشركات النفطية الأمريكية متواجدة هناك.
إلياس تركي

من نفس القسم الوطن