الوطن

أبو بكر كايتا بالجزائر لإنقاذ اتفاق السلام في مالي

في زيارة عمل وصداقة بدعوة من الرئيس بوتفليقة


يحل الرئيس المالي أبو بكر كايتا اليوم بالجزائر في زيارة عمل وصداقة حسب بيان لرئاسة الجمهورية، وجولة كايتا في الجزائر تأتي في وقت تعيش فيه مالي وضعا أمنيا صعبا وعودة التوترات إلى منطقة أزواد عقب اندلاع مواجهات مسلحة بين قبائل غاتيا الموالية للحكومة وتنسيقية حركات أزواد التي انسحبت من اتفاق السلام وتبعتها قبائل من الطوارق، وهو ما أعاد وثيقة الجزائر الموقع عليها من طرف أطراف الأزمة إلى نقطة البداية، مما عجل بالجزائر لدعوة كايتا لإنقاذ الموقف.
الزيارة المنتظر أن يشرع فيها إبراهيم أبو بكر كايتا بدأت من اليوم الأحد، جاءت بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتدوم إلى غاية الفاتح من سبتمبر، وتهدف إلى تعزيز "التقاليد العريقة للأخوة والتضامن والصداقة والتعاون وحسن الجوار القائمة بين البلدين". ووفقا للبيان فإن "المحادثات التي ستجمع رئيسي البلدين بالمناسبة ستسمح لهما بتبادل وجهات النظر بشأن المسائل الإقليمية والدولية وفي صدارتها تنفيذ اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي ولصالح الجيران وأمن المنطقة". هذا وتعرف العلاقات بين الجزائر ومالي في السنوات الأخيرة ديناميكية ميزها الدور المحوري الذي لعبته الجزائر في إبرام اتفاق السلم والمصالحة من أجل تسوية سلمية للأزمة التي يعيشها مالي. وسبق ذلك وقوف الجزائر إلى جنب مالي منذ بداية أزمتها، وتوج ذلك بالتوقيع على اتفاق السلام في مالي الذي ينهي الصراع المسلح بين حركات أزواد والطوارق مع الحكومة في باماكو، وكان الرئيس المالي بو بكر كايتا قد أعلن عقب هذا الاتفاق عن التزام بلده ببذل كامل جهوده من أجل إحلال السلم والاستقرار وحتى شهد العالم أن جهود الجزائر لن تذهب سدى. وفي تصريح له، قال "سنبذل كل ما بوسعنا حتى ننجح في مسعى استتباب السلم والاستقرار والرفاه في مالي وحتى يشهد العالم والتاريخ أن جهود الجزائر لم تذهب سدى"، ويزور كايتا الجزائر بعد أن عادت التوترات إلى ما كانت عليه بسبب اختراق قبائل غاتيا للهدنة، وسارعت البعثة الأممية في مالي إلى دعوة الحكومة بطردها من كيدال بعد سيطرتها على مناطق حركات أزواد هناك، ويعول كايتا على نصائح الجزائر وتوجيهات قيادتها في مواجهة الأوضاع الجديدة، وترغب الجزائر في إنقاذ اتفاق السلام من الانهيار خاصة بعد انسحاب تنسيقية أزواد بحجة اختراق غاتيا لاتفاق السلام والمصالحة في مالي بعد خمس جولات من الحوار التي انطلقت شهر جويلية 2014 تحت إشراف الوساطة الدولية بقيادة الجزائر. وفي العديد من المناسبات أبدت الجزائر ومالي التي تعرف العلاقات بينهما ديناميكية بهدف تعزيزها إرادتهما المشتركة في المضي قدما على درب تطوير وتنويع علاقاتهما الثنائية، وقد تميز تطور العلاقات بين الجزائر وباماكو بتبادل الزيارات على أعلى المستويات في الدولتين من أجل تعزيز علاقات الصداقة العريقة وفتح آفاق جديدة لتنويع التعاون. وقد قرر البلدان وضع آليات جديدة في إطار تعزيز التعاون الثنائي من خلال استحداث لجنة ثنائية لمتابعة تنفيذ القرارات المرتبطة بالتسوية السليمة للنزاع في شمال مالي. كما اتفق البلدان على وضع وتنفيذ ترتيبات خاصة بأمنهما المشترك تراعي تعزيز التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب والتهريب. وتم الاتفاق على وضع اتفاق خاص لصالح التنمية الاقتصادية في شمال مالي وفي المناطق الحدودية بين البلدين.
إلياس تركي

من نفس القسم الوطن