الوطن

الحوار السياسي الليبي يتعثر في الصخيرات المغربية

اتهامات الثني لحكومة الإنقاذ تعمّق الأزمة




تواصلت أمس بالصخيرات المغربية، جلسة الحوار الوطني الليبي بمشاركة أطراف العملية السياسية في ليبيا دون المؤتمر الوطني العام الذي رفض الذهاب للمغرب بسبب رفض البعثة الأممية الاستجابة لمطالبه من بينها إدراج مقترحاته ضمن مسودة الاتفاق النهائي، ودعا بالمقابل أن تعقد البعثة الأممية جلسة بالجزائر، لكن الأمم المتحدة اختارت مواصلة الجولة في المغرب مؤكدة أن الحوار الليبي بات في مرحلته النهائية، بيد أن بوادر الخلاف ظهرت مجددا بين حكومة طبرق وحكومة الإنقاذ بطرابلس، وجدد عبد الله الثني اتهاماته لطرابلس باختلاقها للمشاكل لإطالة عمر الأزمة، واعتبر ملاحظون أن إصرار كل طرف على مواقفه سيعطل التوصل إلى اتفاق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، خاصة في مسائل تتعلق بقيادة الجيش والمجلس الأعلى للدولة وتشكيلة الحكومة. استمرت جلسة الحوار الليبي أمس الجمعة بالمغرب وسط خيبة أممية من غياب أعضاء المؤتمر الوطني العام الذي شهد أمس الأول ثاني استقالة في صفوف الوفد المشارك في الحوار، والأمر يتعلق بالعضو محمد معزب، وكان قبله استقال صالح المخزوم، رئيس الوفد بسبب خلافات أثناء اجتماع الوفد مع رئاسة المؤتمر بخصوص الإصرار على مطالب تضمين مقترحات المؤتمر في مسودة الاتفاق، وقالت تقارير إخبارية من ليبيا، أن المؤتمر بحث أمس الجمعة استخلاف العضوين في الوفد بنائبين آخرين، ونقلت صحيفة "العربي الجديد "عبر موقعها الإلكتروني أمس في تقرير لها استنادا لمصدر برلماني ليبي، أن: "عدم حضور المؤتمر الوطني العام لجلسة (أول أمس) بالصخيرات المغربية، سببه عدم مناقشة الجلسة مسائل مهمة كتشكيل حكومة وفاق"، في حين يبدي المؤتمر استعداده للمشاركة في الجولة المقرر عقدها في جنيف في الثاني من سبتمبر الداخل حسب ذات المصدر، وهي الجلسة التي يراها برلمان طرابلس ذات أهمية من حوار الصخيرات بالنظر لكونها مرحلة حاسمة وقد تكون نهائية، وستناقش تشكيل الحكومة وتعرض خلالها قائمة الأسماء المقترحة لتولي رئاستها وعضوية نواب الرئيس. وكانت جلسة أمس الجمعة ثاني يوم من جولة الصخيرات التي ترأس أشغالها المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا ليون برناردينيو، وعرفت مشاركة أعضاء عن وفد برلمان طبرق، ووفد يمثل النواب المقاطعين لجلساته، وآخر يمثل المستقلين.

الثني يتهم المؤتمر بتعطيل التوصل إلى اتفاق نهائي

جدد رئيس الحكومة الليبية في طبرق عبد الله الثني اتهاماته الصريحة لحكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس التي قال عنها إنها خلقت أزمة بسبب موقفها من الفريق أول الركن خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، مضيفا أن طرابلس ومعها المؤتمر الوطني افتعلا هذه المشكلة للسيطرة على المشهد السياسي في ليبيا، وجاء في حوار للثني أجراه معه التلفزيون العربي، أن سبب عرقلة الحوار مع ما يعرف بحكومة الإنقاذ بالعاصمة طرابلس هو إصرارها على تحقيق كل مطالبها، رغم اعتراف العالم كله بمجلس النواب، مشيرًا إلى أن السلطات الشرعية جلست معهم للحوار مراعاة للمصلحة الوطنية، مشيرا في السياق "أن الخلاف حول دور حفتر هو جزء من المشهد فقط، لكن المشكلة أن الطرف الآخر يريد السيطرة على المشهد السياسي الليبي كله، وتتهم الحكومة حكومة الإنقاذ بالعودة إلى المربع الأول، وإسقاط كل من مجلس النواب والمؤتمر العام المنتهي ولايته، والعودة إلى ما قبل الانتخابات، وهو أمر مستحيل، وانتقد الثني رفض حكومة طرابلس التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات، رغم توقيع كل الأطراف الأخرى، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته نحوها، وتنفيذ قرار جامعة الدول العربية الذي تم رفعه للأمم المتحدة برفع حظر السلاح عن ليبيا. هذا وخلال جلسة أمس تم مناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومسألة ملاحق الاتفاق السياسي، خصوصا ملحق تشكيل الحكومة، والترتيبات الأمنية، والمجلس الأعلى للدولة.


إلياس تركي

من نفس القسم الوطن