الوطن

مسلحو " الفيس " يعودون عبر" جبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ "

بعد أشهر من التخطيط على مرأى من أعين السلطة

 

  • مدني مزراق  لـ" الرائد ": الدياراس على علم بتحركاتنا والقرار الوطني واحد !
  • علي بلحاج لـ" الرائد": ليس من حق مزراق التحدث باسم الجبهة !


قطع مدني مزراق، القائد السابق لـ" الجيش الإسلامي للإنقاذ " المنحل في الجزائر، الشك باليقن حول عودة النشاط السياسي السابق لبعض قيادات الجبهة الإسلامية للانقاذ المحظورة، من بوابة حزب سياسي جديد شرع في التحضير له منذ سنوات ليتم في الساعات الماضية عقد مؤتمره التأسيسي أمام مرأى وأعين وحماية السلطة الأمنية والسياسية، حيث شهدت ولاية جيجل بالشرق الجزائري عقد التجمع الذي ترأسه مزراق وشهد حسب ما صرح به المتحدث لـ" الرائد " المئات من أنصاره من القيادات السابقة في الجيش الإسلامي للانقاذ وكذا الجبهة الإسلامية للانقاذ، موضحا بأن هؤلاء يمارسون حق من حقوقهم السياسية المكفولة في الدستور، وهو ما أكد عليه الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بلحاج في تصريح ممثال لـ" الرائد"، غير أنه انتقد ما قال بأنه سمع به مثله مثل الجزائريين عبر القنوات الإعلامية التي يعتمد عليها مزراق في الترويج لنشاطه في الآونة الأخيرة إن حدث فعلا من منطلق أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ وما قال بأنه" خطها الأصيل " ليس مرتبط بشخص مزراق قبل أن يعود ويتساؤل عن جدوى المادة 26 من قانون المصالحة الوطنية.


المادة 36 من قانون المصالحة الوطنية تقول:" تمنع ممارسة النشاط السياسي بأيّ شكل من الأشكال على كلّ شخص مسؤول عن الاستعمال المغرض للدّين، الذّي أفضى إلى المأساة الوطنية، كما تمنع ممارسة النشاط السياسي على كلّ من شارك في الأعمال الإرهابية، ويرفض بالرغم من الخسائر التي سبّبها الإرهاب واستعمال الدين لأغراض إجرامية الإقرار بمسؤوليته في وضع وتطبيق سياسة تمجّد العنف ضدّ الأمة ومؤسسات الدولة"، وسبق لحقوقييون أن أكدوا على أن هذا الشرط هو قائم في حق كل الأطراف المحسوبة على الفيس المحل بما فيها مزراق غير أنّ يحتاج لإعادة تعديل هذه المادة التي جاءت في القسم الثالث من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية تحت عنوان إجراءات الوقاية من تكرار المأساة الوطنية حسب مروان عزي من قبل القاضي الأول للبلاد وإرادة الشعب أيضا، وهو ما يطرح التساؤل حول طبيعة الضمانات التي تلقاها الرجل حتى يباشر إجراءات عودة قيادات الفيس إلى النشاط السياسي وفي إطار منظم ورسمي، غير أن مراقبين يرون بأن مزراق ما كان ليقوم بهذه الخطوة التي لم تكن وليدة الساعات الماضية بل حراك متواصل عبر مختلف ولايات الوطن تحت أعين وحماية السلطة بصفتها الأمنية والسياسية التي رخصت ولم تعترض على نشاط وحراك ولقاءات هؤلاء الذين تظهر الصور التي تخرج عن كل اجتماع أن هناك حالة من الإطمئنان والراحة في عقد أشغال الإجتماعات وهو ما وضحته صور الساعات الماضية.
الحزب الذي سيولد على أنقاذ العمل المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ حسب التسريبات القادمة من لقاء قاوس" جيجل "، يؤكد على أن هناك ترتيب لهذه العودة خاصة وأنه تزامن معى تصريحات لأطراف سياسية مقربة من السلطة قبل أيام دعت فيها الرئيس إلى إعادة فتح ملف الصمالحة الوطنية من جديد وطيه بشكل نهائي، ما اعتبرته بعض الأطراف ترتيب متفق عليه في أعلى هرم السلطة ويمكن أن تكون الفترة القادمة مرحلة الإعلان عنه بصورة رسمية ليس إلا.

مدني مزراق  لـ" الرائد ": الدياراس على علم بتحركاتنا والقرار الوطني واحد !
مدني مزراق وفي ردّه على أسئلتنا حول حيثيات هذا الخروج السياسي لقيادات الجبهة وتوقيته، أكد على أن التحضيرات لتأسيس الحزب الذي يعتبر إطار قانوني يسمح لهم على حدّ تعبيره بممارسة أجندتهم السياسية والإجتماعية وتقديم رؤية وبدائل للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر اليوم، لم يكن وليد اللحظة وعرج بالمناسبة عن أشهر طويلة من التشاور قالها صراحة بأنها تمت بمراقبة ومتابعة وتنسيق من السلطة، التي أكد على أنها كانت ممثلة في كل أوجهها سواء مؤسسة الرئاسة أو الجيش وحتى المخابرات التي قال بأنها التي أشرفت منذ البداية ولا تزال تشرف على ملف المصالحة الوطنية.
ونفى المتحدث أن يكون" الدياراس " قد أقصيّ من الملف بل أكد على أن المسؤول الأول على حراك ونشاط هؤلاء منذ بدايته في السنوات الماضية وإلى غاية اللحظة يتم بمتابعة منهم، ونفى المتحدث أن يكون هناك شرخ في معالجة المأساة الوطنية في أعلى هرم السلطة، وقال في هذا الصدد:" القرار الوطني موحد بين الدياراس، الجيش والرئاسة ".
وبالعودة إلى ما يحمله ملف عودة قيادات الفيس إلى الواجهة السياسية قال مزراق بأن هؤلاء يناضلون منذ 15 سنة من أجل إعادة الأمل لضحايا المأساة الوطنية، ورأى المتحدث بأن عودة هؤلاء إلى النشاط في إطار يكفله دستور البلاد هو أهم ما ينادي به هؤلاء، وأشار مزراق في الصدد ذاته بأن تأسيس الحزب الجديد ليس هدفه الوصول لسدّة الحكم كما يريد البعض ممن هرولوا في الآونة الأخيرة لتأسيس حزب سياسي للوصول إلى كرسي السلطة – يقصد علي بن فليس مؤسس حزب طلائع الحريات قيد الإعتماد -، كاشفا في الوقت نفسه عن نيته في الإعتزال السياسي مباشرة بعد عقد المؤتمر التأسيسي للحزب في آفاق 2016، على أقصى تقدير وترك الحزب لأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ للدفاع عن خطها السياسي والاجتماعي ورؤيتها للحراك في الجزائر، مشيرا إلى أنه سيترك الحزب لمن يريد ممارسة السياسية أما بالنسبة إليه فهو يرغب في التفرغ للدعوة، مؤكدا على أن مشروعه ليس أن يكون خصما لحزب العمال أو للأرندي أو الأفلان ولكن مشروعه مرتبط في الأساس باسترجاع الحق السياسي للفيس.
وأشار محدثنا في سياق متصل إلى أن المجتمعين في لقاء الساعات الماضية اتفقوا على محاور ثلاثة يمكنهم الانطلاق منها في مسعى إعادة لمّ شمل أبناء الجبهة ترتكز على إعادة هيكلة
التنظيم من جديد من خلال الإتصال بالقيادات التي ترغب في ممارسة السياسية تحت إسمه" فارس "، ثانيا تهيئة الملف القانوني لتأسيس الحزب وتقديمه للداخلية في أقرب فرصة، وأخيرا التحضير للمؤتمر الذي قال بأنه سيكون مؤتمرا جامعا لا إقصائي إلا على من أبى.
ولدى سؤاله عن موقف القيادات التاريخية للفيس من حراكه وأنصاره، أشار محدثنا إلى أنه ومن معه الأولى بالجبهة الإسلامية للإنقاذ، فهم من تحملوا الهمّ الأكبر مما حدث في العشرية السوداء، ملمحا إلى أن لا مكان لهؤلاء بما فيهم الشيخ علي بلحاج وعلي جدي وبوخمخم وعباسي مدني من المشروع السياسي الذي يحضر له.
أما بخصوص طبيعة الضمانات التي يحوز عليها أو إن كان قد حاز عليها لمباشرة إجراءات تأسيس حزب سياسي، فقد دافع المتحدث في البداية عن السلطة ممثلة في مصالح الداخلية والجماعات المحلية المخولة لمنح إعتماد الأحزاب السياسية حيث قال بأن هذه الأخيرة تحفظ الحق المكفول دستوريا للجزائريين من أجل تأسيس حزب ضمن ضوابط وأسس واضحة قال بأنه يحوز عليها، فيما تبقى إجراءات أخرى يمكن أن يتم إعتمادها لاحقا من أجل التضييق على من ترفض ملفاتهم من خلال خرق حق الـ 60 يوم للردّ على من يودعون ملفات لديها، وعاد مرزاق وأكد على أن الأهم بالنسبة إليهم مباشرة الإجراءات وتبقى الأمور الأخرى مرهونة بتفاصيل رفض الخوض فيها.

علي بلحاج لـ" الرائد": ليس من حق مزراق التحدث باسم الجبهة !
أكد الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة" الفيس " الشيخ علي بلحاج في ردّه عى سؤال " الرائد "، حول الحراك السياسي والذي بدأ يأخذ طابعا رسميا بوما بعد آخر لالقائد السابق لـ" الجيش الإسلامي للإنقاذ " مدني مزراق بأنه غير مطلع على حقيقة الوضع من وجهة نظر الفيس وقياداته بما فيها تلك المحسوبة عليه، ولكنه أكد على الحق الذي يكفله الدستور الجزائري لكل الراغبين في تأسيس حزب سياسي وفق شروط وضوابط تسائل إن كان مزراق وغيره يحوزون عليها، قبل أن يشير إلى التضييق الذي يتعرض له هو وبعض قيادات التنظيم المحسوب عليه سواء علي جدي أو بوخمخم من تضييق حتى في أنشطة إجتماعية وليست سياسية.
بلحاج أشار في تحديثه معنا على أن موقفه مما يحدث باسم الجبهة واضح وسبق أن عبر عنه أكثر من مرة وهو أن للجبهة خطها الأصيل ولا يمكن أن يكون عن طريق مشروع مزراق الذي قال بأنه لا يمكن أن يتحدث باسمها، ولكنه عاد وأكد على حق هذا الأخير وغيره في تأسيس حزب.
ولدى ردّه على سؤالنا حول إن كان سيشارك في المؤتمر التأسيسي الذي يحضر له مزراق ردّ محدثنا بأنه سينظر ما ستكشف عنه قادم الأيام للفصل في هذا الأمر.

من نفس القسم الوطن