الوطن

ارتفاع جنوني في الأسعار يحرم الجزائريين من "الدجاج"!

وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 400 دج


•    جمعية حماية المستهلك: إنشاء أسواق بين المنتج والمستهلك هو الحل للقضاء على المضاربة في الأسعار
•    اتحاد التجار: نقص العرض أدى لهذا الارتفاع والحل في تأطير عمل مربي الدواجن

عرفت أسواق اللحوم البيضاء ارتفاعا جنونيا في الأسعار، ألحقها بركب اللحوم الحمراء والسردين، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى 400 دج في أسواق العاصمة، وهو الأمر الذي أثار استياء المواطنين ودفعهم للتساؤل عن سبب هذا الارتفاع الذي حرمهم من تناول اللحوم البيضاء التي لطالما عوضته عن اللحوم الحمراء فيما يرجع التجار هذا الارتفاع إلى المضاربة. وصلت أسعار لحوم الدجاج في أسواق التجزئة إلى حدود 400 دج للكيلو غرام الواحد، وهو سعر خيالي يضع الكثير من التساؤلات لغلاء الأسعار بالرغم من حرارة الصيف التي من المفروض أن تخفض من ثمن الدجاج. وقد تفاجأ أغلب المواطنين بهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار باعتبار أن اللحوم البيضاء من المواد التي يكثر عليها الطلب والتي يلجأ إليها المستهلك للتعويض عن حاجياته من مادة البروتين الحيواني في غذائه. وعن سبب هذا الارتفاع أكد أصحاب القصابات وجود تذبذب في عملية التوزيع والتي ترجع أساسا إلى نفاد اللحوم من المخازن، وعدم وجود عقود موثقة تربط الممون بالبائع، ما يزيد من تفاقم حالة التذبذب بالسوق، خاصة وأن جل الموزعين يمتنعون خلال فترة الصيف عن توزيع اللحوم البيضاء نظرا لتلفها السريع ويعوضونها بالخضر والفواكه. وأضاف آخرون أن إنتاج اللحوم ينخفض خلال نفس الفترة بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر سلبا على نمو الكتاكيت وتتسبب في نفوقها في كثير من الأحيان. ومن بين الأسباب أيضا الإقبال الكبير على اللحوم البيضاء من قبل منظمي حفلات الأعراس والمناسبات وكذا أصحاب محلات الأكل السريع والمطاعم.
من جهته أرجع اتحاد العام للتجار والحرفيين على لسان أمينه العام صالح صويلح في تصريحات للإذاعة الوطنية أسباب هذا الارتفاع إلى نقص العرض الذي يقدر حاليا بأقل من 20 ألف طن شهريا، في حين أن الجزائري يستهلك ما يقارب 30 ألف طن"، وعن أسباب نقص العرض قال صويلح أن ذلك راجع لاستمرار استهلاك الدجاج بعد رمضان خاصة وأن هذه الفترة تخصص عادة للأعراس والولائم، ناهيك عن قلة تربية الدواجن في فصل الصيف لدى المربين التقليديين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في أغلب ولايات الوطن. داعيا إلى ضرورة تأطير مربي الدواجن. وأضاف صويلح أن تجار التجزئة لا يتحملون أية مسؤولية قانونية كون الأسعار تخضع لقانون العرض والطلب، موضحا أن ارتفاع أسعار الغذاء الحيواني هو الاخر كان سببا في ارتفاع الأسعار خاصة أن السوق الوطنية لا تلبي طلبيات الغذاء الحيواني، ما يدفع لاستيراده من الخارج.
من جهتها، عبرت جمعية حماية المستهلك على لسان رئيسها مصطفى زبدي، عن امتعاضها من الارتفاع الجنوني لأسعار الدجاج، حيث قال زبدي للإذاعة انه لا وجود لمبرر لوصول أسعار لحوم الدجاج لما هي عليه الآن حيث تساءل عن فائدة الإعفاء الضريبي على الأعلاف الذي تقوم به الدولة؟، رافضا تمديد العفو الجبائي على الأعلاف طالما أن المواطن الجزائري لا يستفيد من ذلك، وفي السياق ذاته طالب زبدي بإعادة النظر في السياسة الفلاحية المنتهجة في الجزائر طالما أن الأسعار في الجزائر لا تخضع لقوانين السوق، كما حمّل زبدي التجار مسؤولية ارتفاع سعر الدواجن في الأسواق، حيث أكد أن التجار هم من وراء الارتفاع حيث يغتنمون دائما الأعياد والمناسبات والأفراح لإثقال كاهل المواطن بسبب شجعهم وطمعهم. وجدد زبدي دعمه لإنشاء أسواق بين المنتج والمستهلك التي قد تجنب المضاربة في الأسعار.


س. زموش

من نفس القسم الوطن