الوطن

"نزيف حاد" يضرب الجيوب بسبب الدخول الاجتماعي

يميزه تحضيرات الدخول المدرسي، عيد الأضحى والتزامات "عدل"



يجري الدخول الاجتماعي هذه السنة في ظروف استثنائية، طبعتها جبهة اجتماعية ساخنة ووضع اقتصادي متدهورة تعيشه الجزائر بسبب انخفاض أسعار النفط وتدهور قيمة الدينار، وهو الأمر الذي انعكس على المواطن الذي سيكون مع بداية هذا الدخول على موعد مع ثلاثة مناسبات متقاربة هي بمثابة ضريبة قاسية، حيث جاء الدخول المدرسي هذه السنة متزامنا مع عيد الأضحى وحديث عن البدء في تسديد الشطر الثاني من قيمة سكنات عدل، وهو ما من شأنه أن يخلق أزمة مالية خانقة لمعظم الجزائريين خاصة في ظل الارتفاع في الأسعار التي تعرفها الأدوات المدرسية والأضاحي على حد سواء.
لم يتنفس الجزائريون الصعداء بعد الميزانية الكبيرة التي أنفقت خلال شهر رمضان وعيد الفطر ليصطدموا بثلاثة مناسبات هي الدخول المدرسي، عيد الأضحى والشطر الثاني من سكنات عدل فقد جاء الدخول المدرسي القادم الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قلائل متزامنا مع الاحتفال بعيد الأضحى، وهو ما من شأنه أن يؤزم من وضعية أغلب العائلات الجزائرية سواء الميسورة أو المعوزة، نظرا للمصاريف الكبيرة التي يتطلبها هذان الموعدان في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار، فالدخول المدرسي لوحده يتطلب ميزانية كبيرة في الوقت الذي تعرف فيه أسعار الأدوات المدرسية والمحافظ والمآزر ارتفاعا جنونيا كلما أقترب هذا الموعد، ما دفع بالكثير من الأولياء وأصحاب الدخل الضعيف إلى استباق الحدث والشروع منذ مدة في اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي، حيث عاشت هذه المرة أسواق العاصمة على وقع حركة غير عادية، لم تعتد أن تشهدها بمناسبة الدخول المدرسي، تميزت بدخول مستلزمات الدراسة في وقت يراه الكثير من المتتبعين مبكرا جدا، فبالرغم من أن المواطنين اعتادوا على اقتناء هذه المستلزمات قبل أيام فقط من التحاق التلاميذ بمدارسهم، أو حتى بعدها، إلا أن الغريب هذه السنة أن التجار والمواطنين استبقوا الحدث، حيث ظهرت المآزر وكذا المحافظ المدرسية على واجهة المحلات مع بداية شهر أوت، وقد لوحظ الإقبال الكبير للأولياء وبقوة على مستلزمات الدخول المدرسي، مبررين هذا الموقف باختيارهم اقتناء الأدوات في وقت مبكر، لتزامن الدخول المدرسي وعيد الأضحى، وهو ما يعني أن الفاتورة ستكون عالية هذه المرة خصوصا بالنسبة للكثير من “الزوالية”. وبعد الدخول الاجتماعي تبدأ مباشرة رحلة البحث عن كبش العيد لاستقبال عيد الأضحى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الدخول الاجتماعي، وتعرف الأضاحي هي الأخرى ارتفاعا فاحشا حيث من المنتظر أن يصل سعر الكبش العادي الـ5 ملايين وهو ما يفوق ميزانية الأسر الضعيفة والمتوسطة الدخل، ووسط كل هذا يجري الحديث عن بدء مكتتبي عدل في تسديد الشطر الثاني من قيمة السكنات شهر سبتمبر والتي تقدر ب10 ملايين و500 ألف سنتيم، وفي ظل هذا الوضع الذي يربك العائلات خاصة مع ضعف القدرة الشرائية وانعدام السيولة المالية التي صرفت تباعا في رمضان وعيد الفطر وكذا العطلة الصيفية، اضطر البعض إلى تأجيل اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي فيما لجأ آخرون للاقتراض ومنذ الآن.
س. زموش

من نفس القسم الوطن