الوطن

ثلاثة وزارات أمام تحدي "حج الكرامة" هذه السنة

أول رحلة للبقاع المقدسة تنطلق اليوم من مطار هواري بومدين

 

  • الجوية الجزائرية تبرمج رحلتين يوميا لنقل الحجاج



تنطلق اليوم أول رحلة للحجاج الجزائريين من مطار هواري بومدين الدولي باتجاه البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج لموسم 2015، وسط إجراءات جديدة ميزت هذا موسم من أجل إقامة مريحة للحجاج، وضمان حج كرامة للجزائريين يضع حد للمهازل التي كانت تعرفها مواسم الحج الفارطة، حيث ستكون كل من وزارة الشؤون الدينية ووزارة الداخلية وكذا وزارة الصحة أمام تحدٍ كبير لإنجاح موسم الحج هذه السنة. وسيتكفل بنقل الحجاج الجزائريين الذي بلغ عددهم هذه السنة حوالي 28 ألف حاج، 45 وكالة سياحية من بينهم وكالتين عموميتين بالإضافة إلى الديوان الوطني للحج والعمرة الذي سيتكفل لوحده بنقل 14 ألف و100 حاج، من جانب آخر فقد تم برمجة 108 رحلة جوية لضمان نقل هذا العدد من الحجاج منها 52 رحلة تابعة للديوان الوطني للحج والعمرة. وقد أعطيت في هذا الصدد تعليمات صارمة للوكالات السياحية من أجل احترام دفتر الشروط حيث توعد المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية بإجراءات عقابية صارمة للوكالات التي تخل بالتزاماتها، في حين وعد مدير الديوان الوطني للحج والعمرة بتكريم الوكالات السياحية والأسفار الناجحة في موسم الحج برفع حصتها من عدد الحجاج في السنوات القادمة، بالإضافة إلى إعطائها امتيازات أخرى. وبالمقابل ستعاقب الوكالات السياحية الأخرى التي أخفقت وأخلت بالتزاماتها وبدفتر الشروط وميثاق الشرف وسيسحب منها الاعتماد، مؤكدا أن هناك متابعة صارمة من طرف لجنة المتابعة التابعة للوزارة والديوان تعمل على تقييم حقيقي للوكالات ومراقبة الخدمات المقدمة للحجاج بغية الوصول إلى احتراف حقيقي في تنظيم الحج خاصة على مستوى التأطير والقضاء على الاختلال والروتينيات القديمة المعتادة في تنظيم الحج.
•    المسار الإلكتروني.. جديد حج 2015 هل سيشكل الفارق؟؟

من جهة أخرى شكل المسار الإلكتروني في تنظيم موسم الحج هذه السنة الجديد، من خلال السماح للحجاج الجزائريين بالتعرف على العمارة والغرفة التي سيقيم بها كل حاج عن طريق موقع إلكتروني خاص بموسم الحج، وذلك لتفادي القلق الذي ينتاب الحجاج بسبب جهلهم لمكان إقامتهم، وفي هذا الصدد أكد وزير الشؤون الدينية في آخر تصريحات له أن الجزائر هي البلد الأول الذي اتبع المسار الإلكتروني في تنظيم موسم الحج، مؤكدا أن الموقع الإلكتروني سيمكن الحاج من أن تكون لديه "صورة واضحة" عن الغرفة التي سيقيم بها وعدد الأسرة. من جهة أخرى, أرجع محمد عيسى الصعوبات التي تعترض الحجاج إلى ما أسماه "التنازع السلبي في المسؤوليات" نظرا لوجود "فضاءات لا تجد من يتولاها". كما أكد أن الموسم الجاري سيميزه "حج الكرامة" بحيث أن السلطات السعودية مطالبة --مثلما قال-- بعدم تجاوز 5 حجاج في الغرفة الواحدة، مشيرا إلى أنه لا يعارض "حج الرفاه" الذي يفضله بعض الجزائريين.
•    مرشد ديني بكل رحلة لحماية المرجعية الدينية للحجاج

من بين الإجراءات التي اتخذتها وزارة الشؤون الدينية أيضا توفير مرشدين دينيين ومرافقين اختارتهم الوزارة عكس ما كان معمولا به في السابق"، من أجل خلق توافق في الخطاب الديني من شأنه أن "يحصن الحجاج الجزائريين من الأفكار الدخيلة والأفكار المتطرفة ويزيد من التمسك بالمرجعية الدينية الوطنية"، كما تم تسطير برنامج للحجاج الجزائريين يتضمن محاضرات ودروس في الوعظ والإرشاد، وسيرافق كل رحلة من الجزائر للبقاع المقدسة مرشد ديني وعضو من الحماية المدنية وطبيب يتكفل بكل شيء يحتاجه الحاج منذ ذهابه إلى يوم عودته إلى أرض الوطن.
•    الجوية الجزائرية تبرمج رحلتين يوميا لنقل الحجاج

وستتكفل الخطوط الجوية الجزائرية والسعودية بنقل الحجاج عبر المطارات الدولية بالجزائر بمعدل رحلتين يوميا، وحسب مسؤولي الخطوط الجوية الجزائرية فأن هذه الأخيرة قامت بإعداد برنامج الرحلات وتمت المصادقة عليه من قبل هيئة الطيران المدني السعودي التي تعطي الموافقة الأخيرة لبرنامج الرحلات لجميع شركات النقل المكلفة بنقل الحجاج. وينتظر أن يتنقل ما يفوق الـ 16 ألف حاج جزائري مع الشركة العمومية الجزائرية مقابل 12 ألف حاج مع الخطوط الجوية السعودية. وحسب المعلومات المتوفرة فإن الجوية الجزائرية أخذت بعين الاعتبار جانب المشقة والتنقل لمرتين بين مكة والمدينة للحجاج الميامين وقامت بتقسيم الرحلات بين مطار جدة والمدينة المنورة بالتساوي.
•    52 طبيبا يرافقون الحجاج للسهر على صحتهم وغذائهم

من جانبها خصصت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بعثة طبية تتكون من 115 عضو من بينهم 25 امرأة تضم 52 طبيبا بين عام ومختص و50 عون شبه طبي و7 صيادلة و6 سائقي إسعاف كما ستكون هذه البعثة مزودة ب9 أطنان تشمل 270 نوعا من الأدوية، وحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة سيرافق كل رحلة نحو البقاع المقدسة طبيب أو عون شبه طبي ومن بين الخدمات الجديدة التي تم إدراجها خلال هذا الموسم، ضمان خدمات الإطعام الذي ستشرف على سلامته كذلك البعثة الطبية، كما سيسهر أعوان البعثة على تنبيه الحجاج على ضرورة احترام التوصيات التي يحملها الدفتر الصحي والمطويات التي توزع قبل وخلال الرحلة فضلا عن احترام توجيهات المملكة العربية السعودية حتى يقوم الحاج بالشعائر على أحسن ما يرام ويكون في مأمن من المخاطر المتعلقة بالمحيط وارتفاع درجة الحرارة التي تميز المنطقة.
•    كورونا والأمراض التنفسية تهدد الحجاج الجزائريين

هذا ويمثل الأشخاص المسنون هذه السنة 70 بالمائة من الحجاج الذين سيقصدون مكة وغالبيتهم يعانون من عدة أمراض مزمنة ما يضعهم عرضة لمضاعفات، وهو ما حذرت منه وزارة الصحة التي اعترفت بصعوبة المهمة خاصة بمكة ومنى "التي تشهد تمركزا للحجيج وظروف الإيواء تختلف عن سابقتها مما يتطلب من أعضائها بذل المزيد من الجهد وتنسيق العمل في الميدان"، وذكر رئيس البعثة الطبية الدكتور ضيف أن أهم الأمراض التي يتعرض لها الحاج الجزائري بالبقاع المقدسة تأتي في مقدمتها الأمراض التنفسية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وظروف المنطقة بنسبة 60 بالمائة متبوعة بتعقيدات الأمراض المزمنة (سكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني) بنسبة تقارب 12 بالمائة ثم اضطرابات الجهاز الهضمي نتيجة تغيير نمط التغذية بنسبة 9 بالمائة تضاف لها أمراض الجلد بنسبة 5 بالمائة. من جهة أخرى عاد هاجس فيروس كورونا للواجهة قبل 48 ساعة من انطلاق أول رحلة من الجزائر باتجاه مكة المكرمة، حيث أعلنت أمس الأول وزارة الصحة السعودية عن تسجيل خمس وفيات جديدة بفيروس كورونا، وسبع حالات إصابة بالفيروس جميعها متواجدة في الرياض. كما أوضح مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، في أحدث إحصائيات له عن فيروس كورونا أنه تم تسجيل خمس وفيات بالفيروس، وسبع حالات إصابة في الرياض، ولم تتماثل أي من الحالات للشفاء حتى الآن، وهو ما يمثل خطرا جديدا على الحجاج الجزائريين.


س. زموش

من نفس القسم الوطن