الوطن

" لا نحتاج لقواعد عسكرية ولكن لقوة شعبية تدحر الإرهاب "

رئيس الحكومة التونسية السابق حمادي الجبالي لـ "الرائد :

 

  • " الحركة الإسلامية في الجزائر تتقدم بشكل سريع "

رفض رئيس الحكومة التونسية  السابق حمادي الجبالي  في لقاء مع "الرائد"، على هامش فعاليات الجامعة الصيفية لحركة مجتمع السلم المساعي الغربية لإقامة قاعدة عسكرية في تونس مشيرا أن البلادن المغاربية لا تحتاج لقاعدة عسكرية بقدر ما تحتاج لقاعدة شعبية تدحر الإرهاب المتربص بها , بالمقابل , أثنى جبالي على التقدم الذي تعرفه الحركة الإسلامية بالجزائر داعيا أن تحذو الحركات الإسلامية في باقي دول العالم حذوها.
وقال المتحدث في ردّه على سؤال حول تقييمه لواقع الحركة الإسلامية في الجزائر ، بالتأكيد على أنّ " التجديد لدى الإسلاميين صار أمراً محتّماً يتطلب تضحيةً أساسُها تأهيل القيادات وتشبيب الهياكل وإتاحة الفرصة للقواعد حتى تدلوَ بدلوها في كل ما يتعلق بمستقبل الإسلام المعتدل"، وعن الحركات الإسلامية اعتبر المتحدث بأن هؤلاء رقم فاعل في أية معادلة سياسية وفي الجزائر قال المتحدث" سررت وفوجئت من المساحة الكبيرة من الحريات التي تحضى بها الحركة الإسلامية خاصة فيما تعلق بانتقاد السلطة وهنا كما ترون لا ألاحظ أي سيارات للأمن أو أجهزة أمنية عسكرية فالجزائر فيها مساحة لابأس بها من الحريات وحرية الرأي وليس هناك تضييق ونحن نتمنى أن تحذو بلدان أخر ى حذو الجزائر ".
أما فيما يخص تقييمه للوضع  في تونس عقب تصاعد الإعمال الإرهابية التي تستهدف السياحة في البلد مؤخرا، قال المتحدث بأن الوضع في تونس يسير بدرجات مختلفة و هناك أوضاع مأساوية عاشتها البلاد مابعد الثورة و هي تعيش المخاض بعد زلزال , فثورتنا قامت لطلب كرامة المواطن وحريته وحقيقة هناك انجازات وإخفاقات و أنا متفائل لأنه مسار حتمي و نحن لا نقبل أن نكون بمعزل عن شعوب العالم , ولكننا لم نحقق الكثير من مطالب الثورة و غرقنا في الخطاب الإنتخابي لكن الواقع شئ اخر ورغم إخفاقنا, لا بد للتوازن أن يستمر مهما حاول البعض استغلال العثرات .
وعن التحديات الملقاة على عاتق تونس ودول الجوار بما فيها الجزائر على خلفية تردي الأوضاع الأمنية التي تفرض المزيد من التنسيق الأمني مع دول المنطقة، يرى المتحدث بأن
دحر الإرهاب هو تحدي تونسي جزائري ليبي و لا يجب تحميل المسؤولية للجزائر لوحدها و هنا لا بد من التأكيد على أهمية وضع مقاربة سياسية لأن البلدان المغاربية مطالبة بالإتحاد اليوم أكثر من أي وقت مضى , بالمقابل ترغب تونس  في تطوير علاقات التعاون مع الجزائر في كل المجالات "دون استثناء" لأن  تطوير التعاون في هذه المجالات من شأنه خدمة "أمن ورخاء" شعبي البلدين والمنطقة ككل.
وأشار المتحدث في سياق متصل إلى أنّ الحل الأمني مطلوب ولكن ليس عن طريق فرض قاعدة عسكرية في تونس وقال في هذا السياق لو كان الحل في إقامة قاعدة عسكرية في تونس لحلت المشاكل في العراق و افغانستان و أن إقامتها سيدخل المنطقة ككل في استراتيجية المحاور و تدويل القضية , فنحن لا نحتاج لقاعدة عسكرية بقدر ما نحتاج لقاعدة شعبية وتنموية و لا تحاد لدحر الإرهاب والرفع بالعلاقات الإقتصادية , فنحن لا نقبل قاعدة عسكرية ولا بد من تنسيق القوة في مقاومة الإرهاب , وهنا يجب التأكيد على أنه لا بد من مقاربة سياسية لأن الإرهاب خطير ولكن الفساد و الإستبداد أخطر منه و الإرهاب يتغذى بالتهميش بين الفئات والجهات وهذا أمر واقع لأن العديد من الإرهابيين ممن تورطوا في أعمال إرهابية كانوا قد تعرضوا سابقا للتهميش ولالإهانة من طرف مجتمعهم , وهنا يجب التأكيد على أن المسؤولية مسؤولية الجميع و الحل ليس من الفوق بل في المواطن الذي يشكل الخلية الأساسية لبناء دولة قوية.
ونفى المتحدث وجود لقاء بينه وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في هذه الزيارة ولكنه أكد على أنه التقى برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكثر من مرّة ولمس عنده قدرته الكبيرة على الإستماع وتحليل الأوضاع السياسية و الإقتصادية سواء على المستوى المغاربي أو القضايا الدولية، فالرئيس بوتفليقة دخل الحياة السياسة وهو في العشرينات وبصرف النظر عن وضعه الصحي – يضيف المتحدث _، "فأنا أقدر جدا حكمته ورؤيته وكذا محبته لتونس وكذا دعمه للمصالحة والوفاق في تونس".
أمال. ط

من نفس القسم الوطن