الوطن

اتفاق السلام معلّق إلى حين طرد "الهجي" من كيدال

الأزواديون يهددون بالانسحاب من لجنة متابعته في الجزائر

 

  • عشرات العائلات تفر من الخليل نحو برج باجي مختار تحسبا للاشتباكات


هدد الأزواديون بالانسحاب من لجنة متابعة اتفاق السلام بالجزائر بسبب ما اعتبروه انتهاكا ارتكبه الجنرال الهجي اغ امو الذي زحف على منطقة انافيف على مقربة من كيدال ودخل في اشتباكات مع مقاتلي المنطقة موديا بحياة عشرة أشخاص، في وقت سارعت عشرات العائلات بمنطقة الخليل المالية إلى الفرار نحو برج باجي مختار تحسبا لامتداد الاشتباكات لتصل إلى الحدود الجزائرية، وكشفت مصادر لـ" الرائد"، أن عشرات العائلات سارعت إلى الفرار من الخليل المالية نحو برج باجي مختار خوفا من التهديدات التي أضحت تطاردهم بفعل تجدد الاشتباكات المسلحة. علقت حركة التمرد التي يهيمن عليها الطوارق في شمال مالي، أول أمس مشاركتها في لجنة متابعة اتفاق السلام بالجزائر بعد مواجهات مسلحة، وحسب سيدي إبراهيم ولد سيداتي ممثل تنسيقية حركات أزواد وضح قائلا: "التقينا للتو الوساطة الدولية في مقر الأمم المتحدة في مالي. ونحن نعلق مشاركتنا في أعمال لجنة متابعة اتفاق الجزائر حتى تغادر القوات المقربة من السلطات مدينة انيفي (التي سيطروا عليها منذ منتصف أوت)"، في إشارة إلى الجنرال الهجي اغ امو الذي أشير إليه بأصابع الاتهام في التصعيد الذي وقع من خلال حركته "غاتيا " التي قادت اشتباكات ضد تنسيقية الحركات الأزوادية أسفرت عن تسجيل قتلى وجرحى وأسرى في صفوف الطرفين في "انافيف"، وهي تزحف الآن على مدينة كيدال، مهددا بنسف اتفاق السلام الذي بذلت الجزائر فيه جهودا كبيرة ضمن مفاوضات ماراطونية استغرقت على مدار خمس جولات رسمية وأخرى غير رسمية أكثر من عام، وأعادت سيناريو الاشتباكات إلى الواجهة واسم العقيد الهجي اغ امو الذي نسبت إليه جملة من الجرائم ابتداء بتاريخ إسقاط الحكومة المالية وتورطه في مقتل كثير من الجزائريين الذين علقوا في مالي واستعصى عليهم الدخول إلى التراب الجزائري، حيث عمد إلى إلقائهم في الآبار وهم لا يزالون على قيد الحياة. وتم توقيع اتفاق السلام بالجزائر في الربيع لإنهاء نزاع مالي. ووقعته الحكومة ومجموعات الطوارق المتمردة في شمال مالي، لكن اشتباكات جديدة وقعت في منتصف الشهر الجاري بين مجموعات مسلحة مؤيدة للحكومة وحركة التمرد ما خلف عشرة قتلى بحسب الأمم المتحدة، واتهم كل طرف الطرف الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار. وسيطرت المجموعات الموالية لباماكو خصوصا على مدينة انافيف التي تقع على بعد 120 كلم جنوبي مدينة كيدال معقل المتمردين الطوارق. وأقامت مهمة الأمم المتحدة في مالي إثر هذه المواجهات "منطقة أمنية" حول كيدال الواقعة على بعد 1500 كلم شمال شرقي باماكو، في محاولة لخفض التوتر، وأشار ولد سيداتي أن حركة التمرد "تبقى مؤيدة للحوار طالما لم تحدث ميدانيا انتهاكات أخرى لاتفاق السلام". وأكد مصدر أمني من الأمم المتحدة حضر الاجتماع خبر تعليق حركة التمرد لمشاركتها في اللجنة، لكنه قال إنه "متفائل"، وقال سيدي إبراهيم ولد سيداتي أن مجموعته ستشارك في اجتماع الإثنين لكن فقط "لإعلان" تعليق مشاركتها.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن