الوطن

فوضى "البيومتري" تجتاح أغلب الدوائر الإدارية عبر الوطن

على خلفية تحديد 25 أوت كآخر أجل لاستعمال الجوازات القديمة



تعرف مختلف الدوائر الإدارية لولايات الوطن هذه الفترة حالة من الفوضى والاكتظاظ بسبب إقبال متزايد للمواطنين على استخراج جوزات السفر البيومترية، وذلك على خلفية تحديد 25 أوت كآخر أجل لاستعمال الجوازات القديمة وعدم السماح لأصحابها بالسفر للدول الأوروبية، ما خلق ضغطا رهيبا على مصالح استخراج الجوزات وما زاد من الفوضى الإجراءات البيروقراطية وغياب التنظيم اللذان فرضا على المواطنين وزاد من معاناتهم.
مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها تعليمة وزارة الداخلية كآخر أجل للتعامل بجوزات السفر القديمة... حالة من الفوضى تسود مختلف مصالح استخراج جوازات السفر البيومتري والالكتروني على مستوى الدوائر الإدارية للوطن، بسبب الأعداد الهائلة للمواطنين الذين يقصدونها لتجديد جوازاتهم الأمر الذي جعل العملية فوضي خاصة مع الإجراءات البيروقراطية المفروضة من قبل الإدارة على المواطنين الذين يصدمون في كل مرة بتعنت الأعوان المسخرين للعملية.
•    مواطنون يقصدون الدوائر على الساعة الرابعة صباحا لإيداع ملفاتهم

والغريب في الأمر أنّه أصبح لزوما على المواطنين الذين يرغبون في تجديد جوازاتهم التقدّم إلى مكتب استخراج جوازات السفر على مستوى الدوائر التابعة لبلدياتهم قبل ساعات من فتح أبواب المكتب أمام المواطنين، وحسب شهادة هؤلاء المواطنين فإن الأمر وصل بغالبية هؤلاء الوافدين حدّ النهوض يوميا على الساعة الثالثة والرابعة صباحا والتوجّه إلى مقر الدائرة من أجل الظفر بمكان مع الأوائل، حتى يتسنى لهم إيداع ملفاتهم، وهو الأمر الذي أوضحه أغلب المواطنين موجّهين أصابع الاتهام إلى مصالح الدائرة التي لم تأخذ على عاتقها هذا المشكل على محمل الجد، مشدّدين في السياق نفسه على أنهم يتحمّلون كل أنواع المشاق من أجل استخراج جواز السفر وهي الحالة نفسها بالنسبة للمكتب المختص بالتقاط الصور التي سيتم وضعها على الجواز الذي يعرف بدوره حالة من الاكتظاظ، إذ يتوجّب على المواطن الانتظار طويلا حتى يأتي دوره لاستخراج الصور، وهو ما أثار حالة من الاستياء لدى أوساط هؤلاء المواطنين.
•    مصالح الدائرة تلغي العمل بقوائم المواطنين وتترك الفوضى تسيّر العملية
من جهة أخرى أشار العديد من المواطنين أن مصالح الدائرة قامت بإلغاء العمل بالقوائم التي يعدّونها، بسبب ما أسمته التجاوزات التي يقوم بها بعضهم، حيث أصبح لكل من يحلوا له الأمر إعداد قائمة أخرى إذا كانت القائمة طويلة، مما أدى إلى حالة من الفوضى، فالكل يدّعي أن قائمته أسبق من الأخرى، وهو ما دفع بهذه الأخيرة إلى اتخاذ هذا القرار تفاديا لمثل هذه المشاكل، وتبديلها بعملية حجز التذاكر التي تمنح لهم، في حين كان المواطنون يعدون لأنفسهم قائمة للتسجيل، في ظلّ الغياب التام لمصالح الدائرة، حيث يقومون في ساعات الصباح الأولى بفتح قائمة للتسجيل حتى لا يكون هناك خلط أو تدافع أثناء فتح باب المكتب إلا أنه وبعد فترة أقدمت مصالح الدائرة على رفض العمل بالقائمة التي يقوم المواطنون بإعدادها، ما أدى إلى حالة من التدافع عند فتح باب المكتب رجالا ونساءً، ونشوب مشادات بين العديد منهم بسبب التدافع، وهو الأمر الذي ندّد به هؤلاء المواطنين، مجمعين على أمر واحد هو أنهم كانوا أكثر تنظيما من أي وقت مضى، فبمجرد وصول أحدهم يقوم بتسجيل نفسه بالقائمة الواحد تلو الآخر منذ الثالثة صباحا إلى غاية بداية عمل المكتب، وهذا الأمر معمول به منذ قرابة عام، أما الآن فقد أصبح الأمر لا يطاق، مبدين استياءهم وغضبهم الشديدين من هذا الإجراء الذي تمّ اتّخاذه.
•    مشادات كلامية وبزنسة في الأدوار
من جهة أخرى عادة ما تخلق حالة الفوضى هذه مشادات كلامية بين المواطنين أنفسهم وبين الأعوان بالدوائر عمال الشبابيك بسبب عدم الالتزام بالدور ومدة الانتظار، الأمر الذي ينتهي بنشوب مشادات كلامية في الكثير من الأحيان تتطلب تدخل أعوان الأمن، فعلى الرغم من تعليمات وزارة الداخلية التي تحث على الاستقبال الحسن للمواطنين في إطار تحسين الخدمة العمومية إلا أن الملاسنات الكلامية والدخول في مناوشات تؤدي في بعض الحالات إلى محاولات للاعتداء أصبحت ظاهرة سائدة تشهدها هاته المصالح على مختلف الدوائر.
من جهة أخرى برزت هذه الفترة ظاهرة أخرى أكثر خطورة وهي البزنسة بالدور مقابل مبالغ مالية حيث يوجد الكثير من الأشخاص يتوجّهون إلى المكاتب منذ الصباح الباكر من أجل حجز مكان ليس لإيداع ملفاتهم، وإنما من أجل بيع أدوارهم بمبالغ تصل في بعض الأحيان إلى ألفي دينار، وذلك حسب عدد المتوافدين إلى هذه المكاتب، وفي حين أن هناك من يتقبل مثل هذه الممارسات غير أن الكثيرين استنكروها باعتبارها تعديا على الحق العام.
•    عجز في عدد الأعوان المسخرين بسبب العطل زاد من تفاقم الوضع

من جهة أخرى أرجع مسؤولون على مستوى الدائرة الإدارية لبئر مراد رايس في تصريحات لـ"الرائد" أن سبب الضغط وحالة الاكتظاظ التي يعرفه مكتب استخراج جوازات السفر يعود إلى قانون الطيران الدولي الذي يدعو إلى الاعتماد على جوازات السفر البيومترية والتخلي عن جواز السفر العادي، وهو ما أدى إلى إقبال العديد من المواطنين على تغيير جوازات سفرهم، خاصة في الشهور الأخيرة وبالتحديد الأسبوعين الأخيرين، أين زاد الضغط أكثر، مؤكدين أن مصالح الدائرة تستقبل أكثر من 250 ملف يوميا على مستوى مصالحها رغم أن عدد الملفات في السابق كان 100 ملف يوميا. وفيما يخصّ مشكل الاكتظاظ، أكد ذات المسؤولون أن فترة العطل أثّرت بشكل كبير على سير العملية بسبب النقص الموجود في أعوان الشبابيك والذين خرج معظمهم في عطلة، الأمر الذي فاقم الوضع أكثر.
س. زموش

من نفس القسم الوطن