الوطن

إطلاق "جي بي أس" في الجزائر مؤجل بسبب تسمية الشوارع

بسبب تماطل اللجنة المشرفة على العملية وغياب التنسيق مع المنظمة الوطنية للمجاهدين



يعرف ملف إعادة تسمية الشوارع والأحياء السكنية والمرافق العمومية في الجزائر حالة من التعطيل والشلل، الأمر الذي سيجعل عملية إطلاق نظام جي بي أس في الجزائر نهاية أوت كما أعلن عنه مسؤولون في وزارة الداخلية والجماعات المحلية أمرا مستحيلا.
وفي هذا الصدد كشفت مصادر على اطلاع بالملف لـ"الرائد" أن سبب التعطيل الذي تعرفه عملية إعادة تسمية الأحياء بالجزائر من أجل إعداد خريطة تحمل كل أسماء الشوارع والأحياء وحتي المباني والطرق الرئيسية والفرعية هو غياب التنسيق بين اللجنة المكلفة بالملف على مستوى مديرية المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين، حيث نص المرسوم الرئاسي الذي أعد في هذا الصدد بضرورة استشارة المنظمة الوطنية للمجاهدين في الأسماء التي تطلق على الشوارع للحيلولة دون الوقوع في أخطاء فيما تعلق بأسماء الشهداء والمجاهدين ورجال الثورة، وهو الأمر الذي اعتمدته اللجنة المنصبة على مستوى مديرية المجاهدين لولاية العاصمة من خلال إرسال المقترحات والطلبات التي تقدمها البلديات في العاصمة لدراستها على مستوى المنظمة، إلا أن هذه الأخيرة حسب ذات المصادر تماطل في الدراسة لتتوقف العملية عند هذا الحد، وتضيف المصادر ذاتها أنه تم إلى غاية الآن تسمية حوالي ألف و100 من الأحياء والشوارع والمرافق بولاية الجزائر بأسماء شهداء ومجاهدين، وهو ما يمثل أقل من 40 بالمائة من الأحياء والشوارع التي لا تزال دون تسمية، الأمر الذي يجعل عملية إعداد خريطة واضحة المعالم يتم عبرها إطلاق نظام جي بي أس أمرا بعيد المدى ويجعل وعود المسؤولين في وزارة الداخلية والجماعات المحلية بإطلاق هذا النظام نهاية أوت وبداية سبتمبر على أكثر تقدير مجرد تصريحات، في حين يبقى الملف يراوح مكانه. بالمقابل كشفت المصادر ذاتها أن عملية تغيير اللوحات التوجيهية ووضع لوحات جديدة تحمل مواصفات موحدة بالطرقات والأحياء التي لن تتغير أسماؤها جارية بالتنسيق بين مصالح ولاية الجزائر ومؤسسة الأثاث والرفاهية الحضارية، لكن بالمقابل تبقى هذه العمية على مستوى ضيّق كون أغلب الشوارع سيتم إعادة تسميتها وقليل من الشوارع هي من ستحتفظ بالاسم القديم.
للإشارة فإن العملية الواسعة التي بدأتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية وكلفت بتطبيقها مديرية المجاهدين لولاية الجزائر تسعى لإعداد خريطة واضحة المعالم لولاية الجزائر بتسمية كل حي وشارع وترقيم كل طريق وعمارة من خلال عمل فرق متنقلة تجوب الشوارع وتقوم بعملية إحصاء واسعة للطرقات والأحياء والعمارات والمرافق العمومية المسماة وغير المسماة، أين يتم المحافظة على التسميات المناسبة بينما يتم تغيير التسميات غير اللائقة والاستعمارية وتسمية الغير مسمى ليتم بعد ذلك إرسال تقرير للجنة الولائية من أجل اقتراح تسمية لهذه الشوارع وكذا التحضير لوضع لافتات توجيهه. وقد أعطيت الأولوية في التسمية حسب المرسوم الرئاسي الصادر في جانفي 2014 للتسمية بأسماء الشهداء ومن ثم المجاهدين والأحداث التاريخية، وتهدف هذه العملية إلى القضاء على التسميات الاستعمارية والغريبة واستبدالها بأسماء من الثورة، كما لم تستثن من العملية الأحياء التي تحمل في تسميتها أرقاما على سبيل المثال حي 234 مسكن بالحراش وحي 1236 مسكن ببلدية أولاد شبل.


س. زموش

من نفس القسم الوطن